ذلك الركن في فسحة الدار ابتلع المطر حتى الرشفة الأخيرة من كف الغيمة..
وصمت...
في فجر أتى.. فاجأ العابرين بوجهه الأخضر..,
أيام وارتفعت سيقان صغاره.. زهوراً ملونة.. وبينها فسيلة نخلة فرت عن التربة لتنهض يافعة بعذوقها الموشاة برطب أحمر...
والورود تتهادى حولها تلتف بها تأخذ منها الاحتواء وتمنحها البهجة...
صغار البيت تعجبهم النخلة كأم فوسموها بالطيبة..., بينما ذهب كل منهم يسمي شجرة من الزهور باسمه...
حين جاء وقت حصاد الطَّيِّبة.. كان على المزارع أن يرتقي كتفها الشاهق، بخطوة أولى لن يتمكن منها إلاّ بأن يطأ جانباً من ضلوع الياسمين أو الورد أو الفل أو عباد الشمس ,... توقف، والصغار يرقبون أنفسهم في زهورهم.. يتساءلون: هل جني الحصاد معركة تُزهَق فيها أرواح بريئة رقيقة تبيح العبير ليكون طعام النسيم للصدور؟ وفتنة الجمال للعيون؟...