وفاء مساعد سمو وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ونبله وحسن مقاصده وكرمه وحرصه على تحقيق مصلحة الوطن والمواطنين والحفاظ عليها، قابله كذب ورياء وغدر وخيانة من قبل الإرهابي الضال الذي فجر نفسه بطريقة مخزية بشعة وحشية تقشعر منها الأبدان وتكفهر منها الوجوه وتعافها الأنفس. ذلكم حقا هو الفرق الكبير بين سمات المسلم المؤمن، وسمات المنافق الذي إذا حدث كذب، وإذا اؤتمن خان، وإذا وعد أخلف، وبالطبع إذا ما عاهد غدر.
على مدى التاريخ الإسلامي عانى الإسلام والمسلمون من عوائق ومعوقات ومكائد ومؤامرات المنافقين عامة والمنافقين الخوارج خاصة تسببت في إراقة الكثير من الدماء، وتدمير الأكثر من الممتلكات، وترويع الكثير الكثير من الآمنين المسلمين وغيرهم. مع هذا ورغما عنه، كلما طالت سنوات وعقود وقرون المقارعات التاريخية بين جماعات الحق وجماعة الضلال والبغي، انتصر (وسينتصر دائما بمشيئة الله) الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا.
تلكم حقيقة واحدة نقية واضحة وصريحة من حقائق التاريخ الإسلامي، فالإسلام والمسلمون ابتلوا من المنافقين الإرهابيين الخوارج في الداخل أكثر مما ابتلوا من مخاطر ومؤامرات أعدائهم في الخارج. بيد أن المشكلة تكمن برمتها في العلاقة المشبوهة الوثيقة التي تربط المنافقين الخوارج بأعداء الأمة الإسلامية من الخارج، فهي علاقة تؤكد على خيانة هؤلاء المنافقين لدينهم ولبني جلدتهم وغدرهم بهم واستعدادهم لكي يكونوا أداة طيعة ومطية مطيعة لأعداء الإسلام والمسلمين.
لقد حاول تنظيم القاعدة إثارة الفتنة والصراع والحروب بين الإسلام، ويمثله المسلمون، وبين العالم الغربي وحضاراته ودياناته الأخرى، لا بل حاولوا إلصاق تهم الإرهاب والوحشية والتخلف بالإسلام والمسلمين كي يعادوهم مع العالم كله. وبالفعل خدع من خدع من المسلمين السذج، ووقع من وقع منهم في شراك منطق الإرهاب والتطرف والغلو، لكن الحق يعلو ولا يعلى عليه، إذ على الرغم من دقة حياكة تلك المؤامرات التي برع فيها منظرو وزعامات تنظيمات الإرهاب والتطرف، وعلى الرغم من إتقان المخططات التي حيكت لإثارة الفتنة والإيقاع، فشل المنافقون الإرهابيون شر فشل، وباءت جهودهم بالخسارة والذل، وضربت أعناقهم وشتت شملهم، لا بل واتضحت حقائقهم المخزية أمام العالم كله خصوصا أمام شعوب العالم الإسلامي بعد أن نزعت أقنعة النفاق الواهية عن وجوههم البشعة.
بيد أن فشل الإرهابيين ذاك لم يثنهم عن عزمهم للخيانة، ولم يضعف نوازع الغدر في نفوسهم فعقدوا العزم على إثارة الفتنة والخوف والهلع في داخل أوطان المسلمين بالإيقاع بين الدول العربية والإسلامية كما هو حاصل اليوم بين العراق وسوريا. كما ولجؤوا إلى تنفيذ عمليات إرهابية إجرامية لقتل الأبرياء من المسلمين وغيرهم وتدمير ممتلكاتهم، وأخيرا محاولة اغتيال ولاة الأمر بطرق وسائل الخيانة والغدر الخسيسة.
إن ما حدث في المملكة منذ عام 1996م وحتى اليوم من عمليات إرهابية، وما يحدث في أفغانستان، والعراق، واليمن، وبلاد المغرب من عنف وعمليات إرهاب وفتنة وصراع وحروب أهلية، ما هي إلا استمرار لمؤامرات وأفعال الخوارج المنافقين بتوجيهات من يدعمهم ويؤيدهم ويمدهم بالمال والسلاح والمتفجرات من أعداء الأمة العربية والإسلامية سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي.
هذه حقيقة من حقائق الماضي والحاضر الإسلامي، وهي حقيقة تعكس مخاطر الإرهابيين المنافقين على أمن واستقرار الأمة الإسلامية على مدى التاريخ، فهم فئة ضالة امتهنت الغدر والخيانة والكذب والرياء فباتت سمة من سماتهم التي تميزهم عن المؤمنين الذين لا يغدرون ولا يخونون ولا يكذبون. ألا يعلم المنافقون الخونة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون خصمهم يوم القيامة؟؟؟؟
www.almantiq.org