Al Jazirah NewsPaper Sunday  06/09/2009 G Issue 13492
الأحد 16 رمضان 1430   العدد  13492

محمد بن نايف والجرح في سبيل الله
عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله بن علي آل الشيخ

 

لم أكتب عن سمو الأمير محمد بن نايف المعروف بإخلاصه ووطنيته وانتمائه الصادق لدينه وعروبته والمدافع عن حياض مقدساته رجل الأمن الحارس الأمين على أمته، لم أكتب عنه مادحاً فهو أرفع من كل ذلك وأجل وأسمى من عبارات المديح الزائفة وإنما أحيي سموه الكريم على بسالته وشجاعته ورجولته الفذة وحنكته وعواطفه الأبوية وبعد نظره في معالجة الأمور والقضايا العصيبة

بكل هدوء وتلطفه في كسب قلوب المغرر بهم من أرباب الفكر الضال وتبعة الشياطين لمحاولة إعادتهم إلى الصواب والطريق المستقيم وإرشادهم إلى ما فيه خيرهم وإسعادهم وانتشالهم من براثن الضياع والفساد العقائدي والأفكار المنحرفة، فقد أبهر الناس كلهم تلك العواطف الجياشة التي تميز بها سموه - حرسه الله - من خلال ما سمعوا من كلمات حانية وتواضعه الجم والتي لم تكن لضعف أو هوادة في أخلاق سموه، وإنما نابعة من إيمان مطلق بالتوجيه الإلهي من رب الناس أجمعين عندما قال:{ ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} وقوله عز وجل: { فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} وقال سبحانه: { وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} مقصده النبيل من ذلك تحقيق قوله تعالى: { إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} نعم إنها الحنكة والفهم الصحيح في الدين والعقيدة وفي كسب مودة الناس: { وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} ولكن صدق القائل: (إذا أنت أكرمت اللئيم تمردا) فتلك الفئة المارقة والخبيثة زين لهم الشيطان سوء أعمالهم وأعماهم وأصمهم عن سلوك الطريق القويم فأرادت أن تعض يد من أحسن إليها وتتنكر على من صنع إليها جميل وقابلها ببشاشة وفرحة اللقاء التائب والعائد إلى جادة الصواب، فقابل الإحسان بالخيانة وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟؟ ولكن هذا لعمرك طبع اللئام والخونة.. وإلا فلم يذكر التاريخ على مر عصوره من يخون الأمانة وينقض العهد والميثاق والغدر والمكر والخديعة إلا اليهود والمنافقين وإلا فكيف يقسم المجرم بالإيمان بالله أنه ينوي التوبة وطلب السماح من الأمير محمد وأنه يحبه في الله ونادم على فعلته ثم يفعل ما فعل وهو يدعي أنه مسلم؟؟ والإسلام منه براء. ولم نعرف في تاريخ العروبة والإسلام أن الضيف يخون أو يعتدي على من أكرمه ويتنكر للضيافة ولكن لا نقول إلا الحمد لله القائل: { وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} ويقول عز من قائل: { إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} فانتقم الله لنا من الظالم العنيد وحفظ لنا ابن الوطن البار { إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} أخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف إن جرحت أو قتلت في سبيل الله، فهنيئاً لك فكلنا يتمنى الشهادة في سبيل الله أسوتنا في ذلك أولئك الرجال الذين دافعوا عن عقيدتهم ودينهم الحنيف ومقدساتهم الشريفة الطاهرة وبلادهم الغالية لقد جرح قبلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقتل واستشهد من الصحابة عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وغيرهم رضوان الله عليهم أجمعين، كما جرح خالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص وأبو عبيدة عامر بن الجراح وعمرو بن العاص رضي الله عنهم وأرضاهم وغيرهم كثير فما وهنوا وما استكانوا وما ضعفوا بل زادهم إصراراً على محاربة أعداء الله ورسوله: { فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} ثم جاء آباؤك وأجدادك من أئمة الدعوة من محمد بن سعود وأبنائه وأحفاده ومن جاهد معهم من الأئمة العلماء محمد بن عبد الوهاب وأبنائه وأحفاده عليهم رحمة الله وما جدك الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه - وجنده المخلصين عنا ببعيد، فلقد جاهدوا في الله حق جهاده وصبروا حتى أتاهم نصر الله { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا} وقال تعالى: { وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} ونحن إذ نهنئ أنفسنا ونهنئك بسلامتك نحمد الله عز وجل الذي نجاك من كيد الكائدين ورد كيدهم في نحورهم ولنهنئك بجرحك في سبيل الله والدعوة إلى الخير والإصلاح ونهنئك بنيلك وسام الشرف في الدفاع عن دينك ووطنك ومليكك ونسجد لله شكراً على أن نجاك بمعجزته الإلهية من الحادث الأثيم فلله الحمد والمنة أن كتب لك عمراً جديداً أمد الله في عمرك على طاعته { وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} ونحن يا سمو الأمير مع إيماننا الكامل والمطلق بالقضاء والقدر وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وأنه لو شاء ربك ما فعلوه ولكن الله يفعل ما يشاء ويختار.. وأنه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها نعلم يقيناً أن ذلك الفعل الإجرامي لن يزيد سموكم إلا عزيمة وإصراراً على مواصلة الكفاح والنضال من أجل استتباب الأمن والأمان في بلدك الآمن والضرب بيد من حديد كل من يعبث بأمن هذا البلد العزيز وقمع مثيري الفتن والإرهاب ولن تأخذكم فيهم رأفة ولا رحمة مستمدين من الله العون والثبات على الحق لا تخافون في الله لومة لائم.. أيدكم الله ونصركم وأعز بكم دينه..

سمو الأمير:

بقدر ما أسعدتنا النجاحات الكبيرة والمتكررة التي تحققت بفضل الله ثم بفضل رجال الأمن البواسل الذين استطاعوا بحمد الله الإطاحة بمعظم رموز وأتباع الزمرة الطاغية في عمليات استباقية الذي يعد إنجازاً عظيماً بكل المقاييس حيث تمكن أولئك الأبطال من تفريق هذه الفئة الباغية والضغط عليهم حتى لم يجدوا منفساً ولا أرضاً لهم في هذه البلاد الطاهرة فاتخذوا لهم أوكاراً خارج حدود الوطن في مواقع مضطربة ليلقوا الدعم من أعداء أمة الإسلام ليكونوا أعواناً للشيطان لنشر الفوضى وإشعال نار الفتنة قصدهم الأول السعي في الأرض بالفساد والخروج على ولي أمر المسلمين وقتل الأبرياء الذين لا ذنب لهم وتفكيك وحدة الأمة متذرعين بأعذار واهية وما يدرون أن ذلك كله خدمة لأعداء الأمة الإسلامية وهم في معتقدهم الفاسد وخروجهم على جماعة المسلمين وإمامهم وشق الصف ووحدة الكلمة وسفك الدماء المعصومة وقتل الشيوخ والنساء والأطفال ونشر الذعر والتخريب والإرهاب!! يقدمون أمتهم لقمة سائغة للأعداء المتربصين بها من كل حدب وصوب!! قاتلهم الله أنى يؤفكون.. لكنها الدسائس التي تملى عليهم من أعداء هذا الدين الحنيف وهذه الأمة والنوايا المبيتة الخبيثة ضد هذا الوطن وأهله والحقد الدفين في نفوسهم الشريرة من أهل البدع والضلالات ومن أصحاب الدعوات الزائفة التي غزت بلادنا لإفساد شبابنا بكل ما أوتوا من قوة للوصول إلى الزعامة والسلطة في هذه البلاد وبعيد إن شاء الله كل البعد تحقيق مآربهم ولن يمكن الله لهم مبتغاهم لأننا بحمد الله تحت ولاية مسلمة تخاف الله وتتقيه وتقيم شرعه وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وأنه عز وجل سيحفظ هذه البلاد المتمسكة بالقرآن الكريم وبسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - دستوراً ومنهج حياة وها هم يتهاوون جماعة تلو جماعة وتسقط زعاماتهم بفضل الله في قبضة رجال الأمن البواسل، فهؤلاء الشرذمة التي تحارب الله ورسوله والمؤمنين ويسعون في الأرض فساداً ويكفّرون الولاة والعلماء ومن لم يوافقهم في آرائهم ومعتقداتهم الباطلة لم يجدوا بفضل الله من يناصرهم من أبناء الوطن المخلصين الأتقياء فما كان أمامهم إلا دفن أسلحتهم وأموالهم في باطن الأرض، وقد أخزاهم الله والله مخرج ما كانوا يكتمون من نوايا فأوقعهم في شر أعمالهم وسيجعل كيدهم في نحورهم وتدبيرهم في تدميرهم بحول الله وقوته. وما قتل المنتحر وتفجيره نفسه إلا دليل على زوالهم بإذن الله وكشف سرائرهم.

فحفظ الله بحفظه هذا البلد الآمن برجاله الأبطال الأوفياء الذين يذودون عنه بكل ما يستطيعون من قوة ويدافعون عن قيادتهم ووطنهم ومنشآته ومقدراته بأرواحهم الطاهرة، وقد قتل منهم من قتل وجرح من جرح فكانت إن شاء الله الشهادة للمقتولين منهم دون دينهم ووطنهم والنصر بإذن الله لمن جرح من جنودنا الأشاوس فقتلانا في الجنة برحمة الله وقتلاهم في النار بعدل الله، وأمام هذا فنحن في انتظار تطبيق حكم الله في أولئك الذين تم القبض عليهم وهم بجرمهم المشهود واعترفوا صراحة بنواياهم السيئة وتكشفت للملأ أعمالهم الشريرة وما كانوا يبيتون له من خطط إجرامية لزعزعة الأمن والاستقرار في هذا البلد الآمن. فقد آن الأوان أن تصدعوا بالحق وإشهار سيف العدل والقصاص من أولئك الخوارج الباغين.

هل ننتظر من لجنة الإصلاح والمناصحة أن تصلح المفسد؟ والله سبحانه وتعالى يقول: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ}.

ويقول عز من قائل: { إنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} وقال في مواضع أخرى: {وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} إنهم قد يظهرون التعاون مع لجنة المناصحة وفي قلوبهم الضامرة الحقد الدفين وإن أظهروا التوبة والأسف والندم فالبعض من من أفرج عنه بعد أخذ التعهد عليه وبعد مناصحته عاد لما نهي عنه فخانوا الأمانة وخانوا العهد ونقضوا الإيمان بل إنهم يتحينون الفرصة ليعودوا الكرة تلو الكرة كما رأينا ممن تم القبض عليهم، وقد تبين أنهم سبق أن خرجوا من السجن بعد تعهداتهم الماكرة قال تعالى: { وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}. فهل نعي ذلك وأمثاله ممن سبق للإرهابيين في بلادنا حيث لم ينفع معهم عفو خادم الحرمين الشريفين ومسامحته لمن يسلم نفسه ويرجع عن معتقده الفاسد؟ إن المناصحة لن تصلح ولن تنفع مع مثل هؤلاء الذين عزموا على التفجير والإرهاب وقتل الأرواح البريئة فبلادنا مستهدفة في أمنها وخيراتها وعقيدتها الصافية من فئة شيمتها الغدر والخيانة يقول الله تعالى:{ وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمَْ} ويقول أيضاً: { أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ} إننا نريد أن نسمع تنفيذ أحكام الله في المجرمين فتشتفي منهم أفئدة كثيرة ممن تيتموا أو ترملوا ويشفي صدور المؤمنين ويفرحوا يومئذ بنصر الله على أعدائه وكل من تسول له نفسه المساس بأمن هذا الوطن الغالي ولا تأخذنا فيهم رأفة ولا رحمة فينفذ فيهم أمر الله فهم لم يرحموا الشيب والشبان والنساء والأطفال بل لم يرحموا عبرات ودموع والديهم الذين كانوا يتوسلون إليهم بالرجوع إلى الحق وبالكف عن أعمال الفساد والتخريب وترويع الآمنين وإرهابهم ودعوات والديهم المستمرة إلى تحكيم العقل والضمير وعدم السير وراء خطوات الشيطان وأعداء المسلمين وترك الفساد في الأرض ولم يتعظوا بمن سبقوهم من الذين أجرموا بل في طغيانهم يعمهون وفي ضلالاتهم سائرون.. يقول الله تعالى: { فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُواْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوَاْ أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا} فإن الله عز وجل ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن. فهل نركن إلى من يدعون حماية حقوق الإنسان الذين يرحمون الجاني ولا يرحمون المجني عليه وهل نحن أرحم من الخالق بالخلق وهو القائل: { وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ}.

فإذا كان سيف الحق مشهوراً في وجه الأعداء فإن شيطانهم سيخمد وإن بتر العضو الفاسد في جسد الأمة يصلح باقي جسدها فلنضرب بيد من حديد هؤلاء وتجتث جذورهم وأصولهم ونقمع دابرهم ونقتص منهم حال مكننا الله منهم، وبعد أخذ ما لديهم من اعترافات لأنه لولا فضل الله علينا بأن تم القبض على زمرة منهم لنفذوا مآربهم. والحكومة الرشيدة أعزها الله بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز وسمو نائبه الأمير أحمد وسمو المساعد لهم - وفقهم الله - عازمون على ذلك وقطع دابر الفتنة ومحاربة الإرهاب أينما كان وتجفيف منابعه العتنة بحول الله وقوته فالله سبحانه وتعالى يقول: { إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } ويكفينا فقط (أن يقتلوا) ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في الحديث المتفق عليه: (يخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان سفهاء الأحلام لا يجاوز إيمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة) رواه البخاري ومسلم.

ويقول عليه الصلاة والسلام: (من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم فأقتلوه كائناً من كان) رواه مسلم.

والله عز وجل هو الذي خلق الخلق وهو اللطيف الخبير بأحوال العباد وأدرى بشؤونهم وما يصلح أحوالهم وأن في تنفيذ شرع الله صلاح للبلاد والعباد وحفظ للأموال والأنفس وإخماد للفتن والفساد والرذيلة وصون للأعراض والممتلكات وردع للمجرمين وبه تصلح الحياة وتستقيم ويستتب الأمن، وعلماؤنا وفقهاؤنا قاطبة أجمعوا على أنه ما قام به تلك الخلايا الإرهابية التي ضبطتها قوات الأمن قد ارتكبت أموراً عظيمة هي من كبائر الذنوب ومن ضلالات المبتدعة التي شابهوا فيها الخوارج الذين سبقوهم فهم خرجوا على إجماع الأمة المسلمة وزعزعوا الأمن ونشروا الفوضى فلماذا نرحم ونعطف أو نتلمس الأعذار للجاني ولا نرحم المجني عليه، فتلك الفئة الضالة والفاسقة لم يغرر بهم بل هم الذين اختاروا طريق الشر والهلاك من تلقاء أنفسهم ومحض إرادتهم فهم قد عاشوا وتربوا في بيئة مؤمنة وصالحة ووسط مجتمع صالح فنبذوا طريق الهدى والصلاح وانحرفوا إلى الضلال والعياذ بالله وسلكوا طريق الشيطان والأعداء قال تعالى: { أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء} وقال عز وجل: { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}..وقال سبحانه: { إ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}.

وليعذرني القارئ الكريم إن كنت منفعلاً في كتابتي ضد هؤلاء المجرمين الخونة والخوارج الضالين لأنهم لم يرعوا حقوقاً ولا ذمة وأرهبوا عباد الله بأفعالهم وأعمالهم القبيحة وتجرؤوا على حرمات الله حتى في الأشهر الحرم والبلد الحرام وشهر الصوم والعبادة وبسببهم شعرنا بما يكدر صفو حياتنا وهم إن شاء الله مدحورون وسينتقم الله منهم إن عاجلاً أو آجلاً بحول الله وقوته. فهؤلاء الخوارج من هذه الفئة الضالة المضلة أفسدت في الأرض وسعوا بالخراب وقتلوا الأبرياء واعتدوا على رمز من رموز أمننا وقادتنا الذي سلمه الله منهم وأنجاه فإلى متى الصبر على من تم القبض عليهم ومكن الله منهم، إننا متعطشون حقاً لسماع تنفيذ حكم الله العزيز في أولئك الذين طغوا وبغوا في الأرض بالفساد وزعزعة الأمن فالجزاء من جنس العمل والقصاص هو الحل الجذري { لَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ} متى تشفى نفوسنا من ألمها المرير الذي ظل يلاحقها سنوات طويلة لم ينفع مع أولئك الخوارج المراقين لا صلح ولا إصلاح ولا هداية.. أنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ( يَشَاء اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا) وختاماً أقول:

سلامتك يا بونايف وانتهى البأس

يا شيخ للأمجاد والمجد والجود

خطاك كل السو ياطيب الساس

يحميك رب (ن) يفرق الوضح والسود

اسأل الله العلي العظيم رب العرش الكريم أن يحفظ بلادنا وولاة أمرنا وعلماءنا وشعبنا العزيز من كل شر ومكروه وأن يرينا في أعدائنا عجائب قدرته إنه على كل شيء قدير، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد