نحمد الله على سلامة سمو الأمير محمد بن نايف، فعناية الله سبحانه وتعالى أنقذته من هذه المحاولة البائسة.. التسجيل الصوتي الذي كشفت عنه وزارة الداخلية بين سمو الأمير ومنفذ محاولة الاغتيال يكشف عن معاملة طيبة وتقبل للمسامحة ونسيان الأخطاء من قبل ولاة الأمر ومن قبل سموه لمن شذوا عن الطريق القويم، ويوضح حرص الأمير كمسؤول وكمواطن على احتواء أبناء هذا البلد الذين اضطرب تفكيرهم وإعادتهم إلى بلدهم، فهو الأولى بهم لإصلاحهم وتقويمهم وإدماجهم في المجتمع مرة أخرى، إن الذين يقومون بمثل هذه المحاولات العبثية لا يستهدفون شخصاً معيناً إنما يستهدفون المجتمع بأكمله في أمنه وعقيدته وإيمانه بالله وفي عاداته الإسلامية العربية الأصيلة وفي قيمه الحسنة والطيبة وهم بذلك يستهدفون الأسر والأطفال والأمهات والآباء، حيث لا يمكن لمثل هذه الأعمال أن تصدر عمن يحب الخير لهذا البلد وأهله، فما الذي يدفع بمثل هذا الشاب إلى القيام بهذه المحاولة بدلاً أن يهتم بحياته الخاصة ويأخذ ويستغل فرص العفو الممنوحة له ويبدأ في ترتيب حياته ويتجه إلى التعليم والبدء بحياة أسرية وعودة حميدة إلى المجتمع، نجده ينفذ تعليمات وكأنه إنسان آلي لا يفكر بعقل سليم أو قلب به حياة. هذ الحادثة على بشاعتها وقسوتها أوضحت تلاحم أبناء هذا البلد مع بعضهم البعض ومع قيادتهم وأوضحت حبهم لبلدهم ورفضهم لأعمال العنف وإزهاق الأرواح والعبث بأمن الوطن والمواطن وبأرواح الأبرياء، وفي هذا الإطار فإن بعض القنوات الفضائية تعرض برامج حول مثل هذه الجماعات عن حياتهم وسفرهم وتنقلاتهم وتمويلهم وأفكارهم ومعتقداتهم ومقابلات مع العائدين منهم ويقوم معدي هذه البرامج بعرض مقاطع وتسجيلات حديثة وقديمة لهؤلاء مهما كان المحتوى وعندما لا توجد لديهم مادة لعرضها فإنهم يقومون بالحفر والنحت وراء مثل هذه المواد حتى وإن كانت عديمة القيمة، ويقومون بإجراء مقابلات مع هؤلاء الناس في أي مكان في العالم يتواجدون فيه وذلك في سبيل استمرارية مثل هذه البرامج دون الاكتراث بتأثيراتها السلبية على المجتمع، ويقومون باستضافة من يسمونهم خبراء في الإرهاب أو خبراء في الجماعات الإسلامية، فيأتي الحديث مكرراً مملاً محجوجاً لا فائدة منه إلا إطالة وقت البرنامج، إن مثل هذه البرامج أولاً وأخيراً تقدم صورة مظلمة ومشوهة وكريهة وقاتمة للإسلام، وهو دين العدالة والرحمة والرفق والبركة، وتقدم نفس الصورة المظلمة لمن يتبع هذا الدين، وتجعل الآخرين يلتقطون ما في هذه البرامج ليستخدموها ضد الإسلام وأهله، فما دام أهل الإسلام يقومون بذلك فلماذا لا يستغلونه هم، فالاصطياد في الماء العكر من الأساليب المتبعة لتشويه صورة الإسلام والمسلمين، والأمر الآخر أن هذه البرامج تقدم دعاية إعلامية وإعلانية قوية ومجانية لمثل هذه الجماعات وتجعلهم حاضرين في أذهان الناس وخاصة الشباب منهم الذين قد يستمعون لأحاديثهم ومقولاتهم فيتأثرون بها، ففي هذه البرامج دور تحريضي خفي وخطير للشباب للانقلاب على مجتمعاتهم، ونحن لا نريد ذلك خاصة أن مجتمعنا قد عانى بشدة من هذه الأعمال العبثية أكثر من أي مجتمع آخر، فما لنا وصناعة الموت، فنحن نريد أن نصنع الحب والسلام والوئام، ونريد أن ننسى ما تعرض له مجتمعنا من عمليات تخريبية مؤسية ومؤسفة ونريد أن يتجه شبابنا وشاباتنا إلى التعليم والتنمية وتطوير الذات ونريد أن نترك هذه الحقبة المظلمة وراءنا ونتجه لتطوير وتنمية مجتمعنا وتربية أبنائنا تربية إسلامية صالحة، ونتعاون مع رجال الأمن لحماية هذا المجتمع والذين لا يحتاجون لمثل هذه البرامج لتذكرهم بواجبهم الوطني.. حمى الله بلادنا من كل شر ومكروه وعلى الله الاتكال.