Al Jazirah NewsPaper Sunday  06/09/2009 G Issue 13492
الأحد 16 رمضان 1430   العدد  13492
بسلامتك سلمت المروءة والسماحة يا محمد
عبد الله بن إبراهيم بن حمد البريدي

 

لقد كان لافتاً لوسائل الإعلام العالمية تفاعل كافة أفراد الشعب السعودي مع خبر محاولة الاعتداء الآثمة على صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية ونجاته منها بفضل من الله ومنة، وسلامته، التي نسأل الله أن تكون سلامة دائمة.. فقد كان الاستنكار عاماً وبغضب شديد لتلك الجريمة الآثمة التي لم تستهدف شخص الأمير فقط، بل استهدفت كل الوطن حكاماً ومحكومين، واستهدفت أمنه وسلامته، ولذلك عمَّ الغضب أرجاء البلاد.. وإن الفرد منا عندما يبادر بسجدة شكر لله تعالى على سلامة هذا الأمير الشهم الأبي فإنه يفعل ذلك تعبيراً عن شكره لله تعالى أن أبقى لنا ولوطننا رجلاً همَّه الأول هو أمن وسلامة الوطن وأبناء الوطن.

وحفظ لنا رجلاً حكيماً محنكاً يتعامل مع الجميع بأدب جم وخلق رفيع.. وسلَّمَ لنا رجلاً تتمثل فيه صفات المسلم العربي من شهامة ومروءة وصدق ووفاء وغيرة على الوطن.

سلامة الأمير الشهم سلامة لنا، وسلامة للوطن، وسلامة لقيمنا وشيمنا.

لا أقول هذا كوني مواطناً سعودياً يفخر بانتمائه لوطن الإسلام والعروبة وعرين الكرامة وبيت الشهامة ومنبت المروءة والوفاء.. بل إن المرء ليعجز أن يصف خلجات نفسه ومكنوناتها، ويعجز أن يُحوِّلَ مشاعره وأحاسيسه القلبية نحو هذا الرجل المحبوب إلى كلمات مكتوبة، وخصوصاً بعد سماعنا لتسجيل المكالمة التي جرت بين سمو الأمير والمنتحر الذي أراد النيل منه والغدر به.

فكم من وقفة وقفتها كما وقفها غيري من المواطنين المحبين للأمير الفرحين والسعداء بنجاته وسلامته، عند كلماته وعباراته التي تنطق أبوةً ومحبةً وشهامةً، وحرصاً لا حدود له على سلامة هذا الشاب وغيره من أبناء الوطن المغرر بهم ومحاولة إنقاذهم من براثن مَن غرروا بهم وضللوهم وحادوا بهم عن جادة الصواب، وأوردوهم سبل الشر والهلاك.. ولا أدل على ذلك كله من كلمات الأمير محمد وهو يحادث المنتحر بكل لطف وحرص على عودته هو وغيره إلى بلادهم وأهليهم سالمين وناجين من شرور الأعداء الذين يكيدون لهم ولنا جميعاً ويسعون في الفساد.. فنراه - حفظه الله - يبدأ حديثه بالسلام وخاطب المنتحر بقوله: أخ عبد الله! ثم طمأنه عن والديه وأهله، وحثَّه على الخوف من الله وحده، وأن ذلك هو الأمن الحقيقي، وعاهده بالأمان والعفو إلا إن كان هناك حق خاص فهذا لا يملكه بل حتى يعفو صاحب الحق أو أهل الحق، معللاً ذلك بأن هذا شرع الله الذي تسير بلادنا وِفقه وعلى نهجه بحمد الله.. ثم تتوالى كلمات الأمير الشهم وهي تنطق بالحنان والأبوة ومنها قوله: (لا تنخاني يا رجال إني أسامحك، أنت ولدنا وأبرك ساعة نبي نكسبك وتعودون، لا أحد يستغلكم.. هذا اللي نبيه).

فيالها من نفس سامية وشفقة والد على أولاده ورغبة صادقة بعودتهم تائبين سالمين لوطنهم وبيوتهم... ولكن... وما أشد إيلام ما بعد لكن أحياناً! فلَم يعُد عبد الله سالماً غانماً بل عاد هالكاً بائساً.. نسأل الله النجاة والسلامة من كل شر.. أسأل الله عز وجل أن يحفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرِنا.. وأن يحفظ ولاة أمرنا.. وأن يعزهم بعز من عنده.. وأن ينصرهم بالدين وأن ينصر الدين بهم، وأن يحفظ لنا وطننا وأمننا الذي يحسدنا عليه الكثير والكثير من الناس... آمين.

** إشارتان:

(1) قال الله تعالى:{(فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}.

(2) قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك).



Al-boraidi@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد