Al Jazirah NewsPaper Sunday  06/09/2009 G Issue 13492
الأحد 16 رمضان 1430   العدد  13492
الشباب السعودي ليس كلهم (كدش)!
رمضان جريدي العنزي

 

الشباب السعودي ليس كلهم شبابا واهنا أو هشا أو رقيقا أو قابلا للطي أو للكسر أو كسولا أو غير منتج أو غير فعال أو غير مدرك لما يدور من حوله، ولا كلهم يعيشون على الهامش، ولا كلهم يتسكعون على الأرصفة ولا كلهم من رواد المقاهي أو (Coffee Shop) المنتشرة على أطراف المدن..

...والقرى، ولا كلهم يمارسون (الهجوله) جيئة وذهابا بسبب وبدون سبب، ولا كلهم (مفحطون) أو (مطعسون)، أو من هواة (التخييم) الطويل، ولا كلهم يفرطون في الوقت ولا يستغلون لحظاته، ولا كلهم يمارسون سياحة اللهو والعبث عبر الحدود بعيدا عن سياسة العلم والمعرفة، ولا كلهم شباب مطوي ومنعزل يقتات على السيئ من الماضي ويعيش عليه، ولا كلهم شباب يعيش أزمة اغتراب حقيقي تبقيه خارج المعادلة، ولا كلهم عاجز وليس له قدره على تحقيق الذات، ولا كلهم وسائل تدمير وتمرد وعصيان، ولا كلهم شباب يلهث وراء القنوات الفضائية يرسل (المسجات) ويشارك في (الشات)، ولا كلهم شباب مغفل يستغله الآخرون للوصول إلى أهدافهم المسمومة والمرسومة والمحددة سلفا، ولا كلهم شباب (كدش) ولا (طيحني) ولا (سامحني يا بابا)، بل هم شباب متنوع الثقافات والمشارب والعادات والتقاليد والأصول والفروع والمنابت، ولهم صفة بشرية وجودية على سطح الأرض، ولهم تعارف وتنوع، والشباب السعودي واحد من الشباب العالمي الحي والدؤوب، ماسكا بعصب الحياة وموغلا فيها، والشباب السعودي له اسمه ورسمه وبيئته ومعتقده ونمطه وسلوكه، وله علامات دلالية ترسم هيكلته وتجعله علامة مميزة عن بقية أقرانه من المجتمعات الأخرى، الذي هم بالضرورة يمتلكون مثل هكذا دلالات وعناوين، لكن الدلالات والعناوين تختلف بينهم وبين الآخر أرضا وهوية وقداسة مكان، أن إنجاز الشباب السعودي خلال العقود الماضية هو خطوات مهمة على طريق التحديث والتنمية والإصلاح والعلم والمعرفة والابتكار والاختراع والاستنتاج، وهي إنجازات ذات نهج متكامل يضعهم كشباب سعودي في موضع القادر على مجابهة التحديات المعاصرة، أن الشباب السعودي فيه نخب ثقافية وعلمية متميزة بصوره فردية أو جماعية ويملك قدرة الحوار الحضاري مع الذات ومع الآخر، أن الشباب السعودي حي ونام ويملك قوة ثقافية موحدة وقادرة على مواجهة نزوع الآخرين المتزايد على تهميشه وإبعاده عن التفاعل الموجب في الحياة والتي تتعلق بمستقبله وثقافته ونموه السريع، أن الشباب السعودي يسير وفق خطوات واثقة فيها من معطيات الحداثة والعلم المعرفي الشيء الكثير، ولديه تطلع وطموح فائق للوصول إلى الأهداف والمقاصد الناجحة التي يريدها بدون أدنى التفات إلى الأصوات السيئة والمقيتة والمثبطة لعزيمته، ومن الغني عن التعريف أن الشباب السعودي يسبق الآخرين في كثير من الأحيان وله تميزه الذي يطرحه سواء كان دينيا أو عقائديا أو في تبني الدولة المدنية الحديثة أو في وضع الإستراتيجيات والنظريات والرؤى، والشباب السعودي قادر على تحقيق التنمية البشرية المستدامة مع قدرته الفائقة والعجيبة والذكية على الحفاظ على الخصوصيات والعادات والتقاليد والموروثات الدينية العريقة والمكتسبات الوطنية العملاقة والتي لا تمنعه أو تحجزه أو تعيقه عن حركة التفاعل مع الثقافات الأخرى المتنوعة والكثيرة، أن الشباب السعودي فيهم المثقف العملاق والسياسي الحكيم والاقتصادي الماهر ومنهم الأكاديمي البارع ومنهم الذي نذر نفسه لاقتباس العلم والمعرفة بلا حدود، وهذه الأشياء والنجاحات كلها لم تحدث للشباب السعودي إلا عندما ابتعد كثيرا عن كل أشكال التعصب والتقوقع والعنصرية والفئوية والإقليمية ورفض الآخر أو الإساءة إليه، وبالتالي اندفع الشباب السعودي نحو العالم الآخر بروح مفعمة بالحب وبالحياة وبالتحدي وبقدرة نفسية هائلة على مواجهة التحديات والمؤامرات والصعاب.



ramadan.alanazi@aliaf.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد