Al Jazirah NewsPaper Sunday  06/09/2009 G Issue 13492
الأحد 16 رمضان 1430   العدد  13492
ممر
المكالمة... صوت محمد بن نايف!
ناصر صالح الصرامي

 

كانت هي المرة الأولى التي نستمع فيها إلى صوت الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية إعلاميا، حيث اعتدنا أن نشاهده أكثرمرة وهو يزور أحد المواقع التي تعرضت لهجوم إرهابي، أو وهو يزور مصابين ويقلد أوسمة الشجاعة لأفراد الأمن، كما صورته وهو يزور معزيا ذوى رجل أمن قتل في إحدى المواجهات التي شهدتها بلادنا مع الإرهابيين والمتطرفين الجهاديين خلال السنوات الطويلة الماضية.

لكنها كانت بالتأكيد المرة الأولى التي نستمع فيها إلى صوته المطمئن الواثق بكل التفاصيل الإنسانية في تلك المكالمة الاستثنائية، لتقدم لنا الكثير من الأشياء التي لا نعرفها عن الشخصية الأمنية الأبرز في البلاد، فقد كان الأمير محمد يتحدث بأسلوب متواضع ومباشر،تلقائيا وغير متكلف،صوت ينقل الثقة والإيمان في الوقت ذاته.

مكالمة أظهرت لنا تفاصيل من شخصية الأمير،وتعاطيه الإنساني مع كل القضايا التي كانت تدور حول الإرهابي وجزء من عائلته، وفيها من السمو والثقة والقوة ما يمكن للوعي أن يلتقطها.

سمعنا صوته وهو يمنح (الأمان)، ويسأل بشكل لافت عن عائلة ضللت إلى جبال وعرة وحياة بدائية، سمعنا لعاطفة حريصة على عودة ابن ضل الطريق إلى أقصى مدى ممكن، وهرب إلى الظلام امرأة وأطفال.

المكالمة التي بثت بشجاعة كبيرة تسجل للأمير والجهاز الأمني - قدمت لكل السعوديين كما العالم، كيف جاء الجواب على أسلوب التعاطي الكريم والصبور بتفجير جدار الثقة الذي بنته السعودية لأبنائها المتراجعين عن درب الفتنة الكبرى وجهاد الثورة الإسلامية المشبوهة.

الإرهاب المجنون الخائر لم يخترق الحواجز الأمنية، لكنه اخترق ما هو أهم، اخترق منحة (الأمان) التي أصبحت عادة عربية سعودية أصيلة لكل راغب في التراجع والباحثين عن الأمان والمغفرة منذ أعلن الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن العفو الأول.

- هل هذا يعني أن منح (الأمان) لهم قد انتهى؟.

كانت هذه تكهنات، اللافت أن ما حدث هو العكس تماما،و بعد بث المكالمة الشهيرة سلم مطلوب على الأقل نفسه، ويقال: إن عددا من المطلوبين عبروا عن الرغبة في تسليم أنفسهم أو هم في الطريق إلى ذلك، فيما يستمر برنامج المناصحة في أدائه.

إنها حكمة سعودية خاصة، لكنها - أيضا - لن تكون مكتملة دون عقاب قاس للمتمادين وناشري أفكار الإرهاب والتطرف والممولين لها فكريا وماديا، وإن وضعت خلف ستار ونوايا خيرية، فالمتابعة والفحص لابد أن تصل إلى كل المنابر والجمعيات والمناشط دون استثناء أو مجاملة.

إلى لقاء

* * *




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد