تنشر الصحف بشكل شبه يومي أخباراً عن إلقاء القبض على (عصابات) و(لصوص) يمتهنون الجريمة والسرقة في مدينة الرياض، يتم نشر هذه الأخبار من قبل أفراد شرطة الرياض الذين علينا قبل الدخول في الموضوع أن نقف لهم احتراماً وتقديراً؛ لجهودهم في تخليص العاصمة من الإجرام المنظم، وغالباً يتم القبض على عصابة امتهنت السرقة بكل أنواعها حيث يلوي أفرادها أعناقهم عن أبواب الرزق المفتوحة التي أغرت ملايين البشر من خارج المملكة للاستفادة منها، ويصرون على إلحاق الأذى بأنفسهم وبغيرهم! ولعلنا نتساءل: لماذا تتوالد هذه العصابات بهذا الشكل في مدينة غنية بفرص الرزق؟ وما الدوافع التي تغري تلك العصابات بأن تتشكل لمزاولة السرقة غير عابئة بسلطة المجتمع؟!
هذه الأسئلة لابد من الإجابة عنها لنعرف كيف تخرج العصابات من فوهة بركان الجريمة الذي يهدد أمننا الاجتماعي! لا يكفي أن نلقي الكرة في مرمى شرطة الرياض بينما المجتمع بكل شرائحه ومؤسساته الاجتماعية والاقتصادية يهيئ الظروف المناسبة لتكوين العصابات ثم ننتظر الشرطة لتلقي القبض عليهم، وربما لا يكون ذلك إلا بعد عدة سرقات!
إن خبراً في جريدة عن القبض على عصابة بقدر ما هو مفرح لأننا تخلصنا من أشخاص امتهنوا السرقة والترويع، لكنه أيضاً يجب التوقف عنده وتحليله؛ فعدد الأخبار و(الإنجازات) التي تعلنها الشرطة يزداد ويتقارب في تواريخه؛ مما يجعلنا أمام ظاهرة نحتاج إلى إجراءات وقائية للتعامل معها؛ لأن من الواضح أن مَن يُلقى القبض عليهم يأتي غيرهم وربما سيعود نفس الأشخاص إلى السرقة والنهب والسلب! إن المجتمع يعاني من بعض الأمراض الاجتماعية التي من بينها البطالة والفقر مثله مثل غيره من المجتمعات، وإذا أهملنا الوقاية والعلاج؛ فمعنى ذلك أننا سنستمر بأوقات متقاربة نقرأ أخبار القبض على اللصوص والمجرمين في صحفنا المحلية، قد يقرأها البعض على أنها إنجازات ولكن رجال الاجتماع والمسؤولين عن مكافحة الجريمة أتوقع أن يقرأوها بشكل مختلف.
