Al Jazirah NewsPaper Sunday  06/09/2009 G Issue 13492
الأحد 16 رمضان 1430   العدد  13492
مَن أفتاه.. فأغواه.. فأرداه؟!
حمَّاد بن حامد السالمي

 

* أرفض بكل قوة؛ أن يستسلم قلمي لمحاولات تبسيط الأمور التي أراها بأُمِّ عيني، وأعيش مكوناتها صباح مساء.

* يظن البعض منا أو يفترض، أن كل مَن كان أمامه أو يقرأ ويسمع له، إنما هو إنسان جاهل، أو إنسان ساذج إلى حد الهبالة.

* يعمد هذا البعض - المتلبس بالظن أو الافتراض - إلى الزج بروايات وسيناريوهات مملّة، بغية الوصول إلى غاية مفادها: أن الانتحاري الهالك (عبد الله عسيري) - ومثله من سبقه من الانتحاريين في المنظومة الإرهابية في المملكة - ما وصل إلى ما وصل إليه من نهاية، إلا لأنه بكل بساطة أو سذاجة، عكف على قراءة كتب منحرفة.. لمن (؟) غير معروف..! أو أوقف سمعه على أشرطة تكفيرية.. لمن مرة أخرى (؟) غير معروف..! أو أنه تأثر من مناظر قتْل وظلم لإخوان له في بلاد الأفغان والشيشان والصقعان، أي أنه وكل من سبقه على طريق الموت، انطلقوا من دورهم، أو خرجوا من جحورهم من عنديات أنفسهم، وبدوافع شخصية بحتة، فراحوا يفجرون ويقتلون ويدمرون دون تدخل من أحد.. أي بكل بساطة أو سذاجة وهبل، ليس لهم أي مرجعية، لا دينية ولا فكرية ولا سياسية ولا ما يحزنون..! ليس لهم انتماءات حركية، ولا تنظيمات حزبية أو جهادية، ولا صلات سرورية أو خوانجية، وحتى لا يكمن وراءهم مفتون مفتنون، يصبون في آذانهم صباح مساء، ما تشابه عليهم من قضايا فقهية، هي أكبر منهم ومن الذين يفتون لهم ويفتنون، ويحقنون عقولهم العصفورية، بما جفّ وحفّ ولفّ، من أنواع الكراهية والحقد والتحريض والتكفير، ولا يعرف هؤلاء الهالكون المقبورون، أي تنظيم شبكي أو عنكبوتي، ينخرط فيه العضو وهو طالب صغير، فيتدرج من عضو نابت، إلى عضو ثابت، قائم على عوده، يتحمل المسؤوليات العظام، من التعامل مع الأسلحة النارية، إلى صنع الخلائط التفجيرية، ومنهم من هو نابح على المنابر والمنتديات، لا يشق له صوت، أو يجف له حبر..!

* أرفض أن يصدق قلمي، أو ينحني وينكسر أمام جبروت مقولة: ليس لهؤلاء المفجرين صلة قربى بالقاعدة، ولا صلة رحم بطالبان، ولا حسب أو نسب بالشيطان..!

* أرفض أن تستسيغ أذني ما يقوله المهونون، وما يردده المبسطون والمموهون والمضللون، من أن هؤلاء المفجرين: (إخوة لنا بغوا علينا.. نسأل الله لهم الهداية).

* وأرفض كذلك تصوير الحدث الذي حدث، وما شابهه وسبقه من حوادث تفجير وتدمير وقتل، على صورة شباب أو طلاب علم، استفزوا ففزوا..! فما كان منهم إلا أن فجروا أنفسهم في غزوات يسمونها مباركات، البعض منها جاء على هيئة مؤخرات..! فهم إذن على هذا المستوى من التبسيط والتسطيح، فئة ضالة، أرادت حقاً فضلت طريقها إليه، فلا ينطبق عليها (إذن) وصف الإرهاب، فوجب (إذن) الصفح والعطف والتسامح، فالمناصحة والاستتابة، سبيل وحيد لإعادة هؤلاء إلى الطريق الذي ضلوه، والصف الذي خرقوه، وعفا الله عما سلف (!) حتى لو عادوا أو عاد بعضهم إلى المربع الأول الذي انطلق منه، فلا بأس أن نبقى في حالة (عدم فهم)، أمام هذا المربع الأول المنتج للإرهاب والإرهابيين، زمناً ربما يطول أكثر، فهو أمام أعيننا، يغيض تارة، ويفيض تارة أخرى.

* أرفض بشدة وقوة هذه التهوينات، والتبسيطات، والتهويمات، والتوهيمات، والتبريرات، والتمريرات، وأبحث بكل عزم وحزم، عن معرفة رؤوس كبيرة، أدارت وتدير المعركة علناً، عبر خطاب ديني مبطن ومحرّض على الإرهاب، وعبر مواقع إلكترونية متأسلمة، لا تخفي عمالتها وانتماءاتها وتوجهاتها وعدوانياتها. وتديرها خفية، من غرف مظلمة، وعقول أشد ظلاماً من ظلام الغرف.

* أبحث عن الإمساك برأس الحبل الذي يقودنا إلى الشيخ والمفتي الكبير، الذي درس عليه الهالك عبد الله عسيري، واستطاع أن يقنعه باستخدام مؤخرته لقتل الأنفس البريئة.

* من هو هذا الشيخ والمفتي الذي تتلمذ عليه الانتحاري العسيري الذي أفتاه فأغواه فأرداه..؟!

* أرفض أن يتشطر قلمي على البردعة، ويتجاهل حامل هذه البردعة..

* إذا كانت البعرة تدل على البعير؛ وها قد عرفنا البعرة مرات.. ومرات.. ومرات، فأين البعير.. والبعير.. والبعير.. وبقية الأباعير.. يا ترى..؟



assahm@maktoob.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد