Al Jazirah NewsPaper Thursday  03/09/2009 G Issue 13489
الخميس 13 رمضان 1430   العدد  13489
الفئة الغالية على قلوبنا

 

إن العمل الخيري في هذه البلاد المباركة أصبح سمة بارزة من كبريات صفاتها، فلا تكاد تسلك طريقا في أي مدينة أو بلدة إلا وتجد مشروعا خيريا تبناه ولاة أمرنا حفظهم الله.

ومن هذه اللبنات الكريمة التي رعت غراسها يد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- هذه الجمعية المباركة (جمعية إنسان) التي تقدم للأيتام الرعاية المادية من مواد غذائية وكسوة دورية وتأمين الأجهزة الضرورية ودفع إيجار السكن السنوي وتسديد رسوم الخدمات، إضافة إلى العديد من البرامج المساندة التي تقدم للأيتام على مدار العام كمشروع الحقيبة المدرسية والسلة الغذائية الرمضانية ومشروع توزيع الأضاحي وإقامة اللقاءات التربوية والعديد من البرامج الترويحية والتثقيفية والدينية.

إن فئة الأيتام غالية على قلوبنا وهي إحدى فئات مجتمعنا الحبيب، وكان لا بدّ من تقديم الدعم والرعاية لها.

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من عال ثلاثة من الأيتام كمن قام ليله وصام نهاره وغدا وراح شاهراً سيفه في سبيل الله، وكنت أنا وهو في الجنة أخوين كهاتين أختان وألصق إصبعيه السبابة والوسطى).

ويقول صلى الله عليه وسلم: (من مسح رأس يتيم لم يمسحها إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وفرق بين إصبعيه السبابة والوسطى).

ويؤكد -صلى الله عليه وسلم- في حديث آخر أن الجنة تجب لمن يقوم برعايته والقيام على شؤونه فيقول (من ضمّ يتيماً بين مسلمين في طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة).

بل وجعل الرسول الكريم كفالته علاجاً لأمراض النفس البشرية، الأمر الذي يصل بالمجتمع إلى الصورة الأخوية التي ارتضاها له الإسلام، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: (أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه؟ قال: أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك).

ولا يخفى علينا نحن المسلمين ما لكفالة اليتيم من فضل وأجر عظيمين، فهي تعود بالخير الجزيل والفضل العظيم في الحياة الدنيا والآخرة، كما أنها تساهم في بناء مجتمع سليم خالٍ من الحقد والكراهية، وتحفظ ذرية الكافل، كما أنها تدل على طبع سليم وفطرة نقية وقلب رحيم. ولكفالة اليتيم طرق متعددة نجدها متاحة بين أيدينا في جمعية (إنسان).

ختاماً علينا أن نتخيل حال اليتيم إذا لم يجد من يعوضه عن حنان والديه، ولا من يقوم على رعايته وقضاء حاجاته، فإنه حتماً سيخرج للمجتمع شاذ الطباع، شارد الفكر، بداخله حقد شديد موجه لكل من حوله، وهذا فيه خلل كبير للمجتمعات البشرية.

نسأل الله الكريم أن يجزي ولاة أمرنا على ما يقدمونه في خدمة المسلمين خير الجزاء، كما نشكر إخواننا القائمين على هذه الجمعية في محافظة الدوادمي جزيل الشكر على الجهود التي يبذلونها في سبيل رعاية الأيتام في المحافظة.

عائلة اليحيى الراعي الرسمي للحفل



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد