الجزيرة - سعود الشيباني
أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء منصور بن سلطان التركي أن نهج صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية في التعامل مع طالبي العودة لجادة الحق لن تتغير وسوف يستقبل سموه كل من اراد ذلك من قبل ابناء الوطن الذين فروا لمناطق مضطربة مشيراً إلى أن ابناء الوطن المطلوبين في قضايا أمنية ويرغبون العودة سوف يحظون بتقدير واهتمام ولاة الأمر. مؤكداً ان حديث الأمير محمد بن نايف دليل على انسانيته وحرصه بعودة أي سعودي انضم لعناصر إرهابية.
ولم يؤكد اللواء التركي خلال حديثه كيفية عملية التفجير الذي اقتصر ضرره على المطلوب عبدالله بن حسن بن طالع عسيري هل هي من خارج او داخل المملكة مشيراً إلى ان الأجهزة الأمنية التي تحقق بالقضية توصلت لمعلومات من مصلحة القضية عدم الإفصاح عنها حالياً. وبين اللواء التركي ان تأخر البيان كان بهدف اجراء تحليل الحمض النووي للمطلوب عبدالله عسيري واستكمال اجراءات التحقيقات المتبعة في القضايا الأمنية.
من أخرى علمت (الجزيرة) ان بيان وزارة الداخلية حول نشر صور أشلاء المطلوب عبدالله عسيري بعد تفجير نفسه في محاولة الاغتيال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية هي رسالة صريحة للأعمال المشينة التي اقدم عليها عناصر تنظيم القاعدة في استغلال ابناء الوطن ضد رموزه ومواطنيه.
كما ان الإعلان يؤكد أيضا ان الانفجار اقتصر على الإرهابي وخاصة بالجزء السفلي من جسمه حيث كان وجه وأجزاء من الصدر لم تتضرر وذلك دليل على ان المادة المتفجرة كان ضررها محدود بالرغم من قرب الأمير محمد بن نايف الذي أنقذته القدرة الإلهية.
وكشفت المكالمة التي دارت بين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية مع المنتحر عبدالله عسيري حرص سموه على استعادة ابناء الوطن وكذلك اهالي المطلوبين الذين يعانون الأمرين من فقد ابنائهم وتعريض الوطن للخطر.
حيث اكد سموه خلال الاتصال حرصه على وفاء الشهري وأطفالها يوسف ووصايف وشذى الذين يعيشون في اليمن بعد أن فرت بهم مع زوجها سعيد الشهري من مدينة الرياض إلى اليمن قبل عامين تقريباً حيث كان سعيد بن علي الشهري زوج وفاء والذي اقنعها على الهروب معه قد عاد قبل هروبه بفترة وجيزة من المعتقل الأمريكي بغوانتانامو، الذي عاد إلى أرض الوطن بعد جهود كبيرة بذلتها الحكومة السعودية مع مجموعة من رفاقه، وخضعوا لبرنامج إعادة تأهيل مع مجموعة العائدين من المعتقل الأمريكي ليتمكنوا من العودة إلى الحياة الطبيعية بعد سنوات الاعتقال المريرة.
وقد ظهر سعيد الشهري و المطلوب محمد عتيق العوفي عبر تسجيل تناقلته المواقع الإرهابية يعلنان فيه عودتهما إلى مستنقع الظلام ويكفران بقيم النور والسلام. وبعد فترة عاد محمد العوفي للسعودية نادما بعد ان كشف عن وجود دول تدعم تنظيم القاعدة لتدمير السعودية. ووفاء الشهري التي لم تكمل تعليمها، وتركت المدرسة في المرحلة المتوسطة, تزوجت من سعود آل شايع. التي حملت لتنجب له الطفل (يوسف) الذي يبلغ عمره الآن 9 سنوات, ولكن لم تستمر الحياة بينهما واضطر إلى طلاقها، وترك يوسف مع طليقته التي كانت متمسكة به وتمر بظروف نفسية سيئة في ذلك الوقت، ثم تزوجت بشخص ثاني وهو عبد الرحمن الغامدي، الذي قتل في مواجهات أمنية في منطقة الهدى بالطائف عام 2004، ورزقت منه بابنة اسمها (وصايف) وعمرها الآن 6 سنوات، وبقيت في بيت والدها بعد مقتل زوجها، تعيش مع أمها وابنها (يوسف) وابنتها (وصايف).
وبعد أن نجحت جهود الجهات المختصة في المملكة في الإفراج عن شقيقها الأصغر يوسف، الذي كان معتقلا في جونتانامو, هو ورفيق رحلته سعيد الشهري, قام (يوسف) بتزويج (وفاء) إلى سعيد الشهري.
وكان (يوسف) و(سعيد) خضعا للمناصحة, وأعلنا توبتهما, وبدأ في الانخراط في الحياة، لكنهما اختفيا فجأة ليظهر سعيد الشهري في شريط فيديو للقاعدة متشحا سلاح كلاشنكوف، ومعلناً بأنه نائب رئيس تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وانه هرب إلى اليمن وكان معه بالتسجيل في ذلك الوقت المطلوب محمد العوفي. وبعد ذلك اتهمها زوجها الأول باختطاف ابنه (يوسف) وطالب من الأجهزة المختصة إبلاغ الانتربول الدولي ضدها، وكذلك اتهمها أهل زوجها الثاني عبد الرحمن الغامدي بخطف ابنتهم (وصايف)، مما دفع السلطات السعودية إلى بذل الجهود المكثفة لإعادة (وفاء) إلى أسرتها، والأطفال (يوسف) و(وصايف) إلى أهلهما بعد أن عرضت الأطفال للخطر الداهم.
وقد أكد الأمير محمد بن نايف خلال حديثه مع المنتحر عبدالله عسيري انه حريص على وفاء واطفا لها أكثر من السعوديين الآخرين ولكن الغدر من شيم هؤلاء الخونة الذين أصبحوا قنابل تتفجر بايدي الحاقدين ضد الوطن وشعبه.