جدة - عبدالله الزهراني:
أقامت جامعة الملك عبد العزيز بجدة حفلها السنوي الرابع للوقف العلمي، وذلك بقاعة الاحتفالات والمؤتمرات بالجامعة، بحضور معالي مدير جامعة الملك عبد العزيز الدكتور أسامة بن صادق طيب وعدد من المؤسسين للوقف ووجهاء المجتمع ورجال الأعمال والإعلام.
وقد بدأ الحفل بانعقاد الجمعية العمومية الأولى للوقف العلمي حيث تمت مناقشة أحدث الإنجازات التي تحققت ومبادلة الآراء والأفكار بين الأعضاء في سبيل دعم مسيرة الوقف العلمي المباركة، بعد ذلك انطلقت فعاليات الحفل الخطابي الذي استهله الدكتور عصام كوثر المدير التنفيذي للوقف بتقديم عرض مرئي للحضور أوضح من خلاله أن الوقف العلمي لدعم أبحاث جامعة الملك عبد العزيز يسعى إلى الحفاظ على مكانة الريادة من خلال تطوير أوعية جديدة للوقف العلمي وتنويع مجالات البحث والتطوير التي توجه لها عوائد الوقف، كما تضمن العرض الكشف عن مجسم للرؤية المعمارية المستقبلية للمنطقة المحيطة بالحرم المكي الشريف والمشاعر المقدسة.
كما عرج كوثر على إنجازات مركز المبدعون للدراسات والأبحاث المتخصص في الدراسات الهندسية والتقنية التابع للجامعة والمنبثق من الوقف العلمي لجامعة الملك عبد العزيز الذي يعد مركزاً علمياً تطبيقياً متخصصاً يعمل به مجموعة من الباحثين المبدعين، ويهدف إلى تقديم حلول غير نمطية لمشكلات قائمة والمساهمة في رسم الخطط الاستراتيجية للمشروعات العملاقة التي تخدم القطاعين العام والخاص.
بعد ذلك فتح باب النقاش والمداخلات، حيث طالب الدكتور محمد خضر عريف عضو هيئة التدريس بالجامعة بضرورة زيادة الدعم للأبحاث الجامعية، وعلق الدكتور كوثر على المداخلة بالقول ان الوقف يدعم خلال هذا العام 1430هـ ستة أبحاث بالجامعة، أما الدكتورة فاتن حلواني فقد دعت المجتمع إلى البذل والمساهمة في سبيل دعم برامج الأبحاث العلمية، مشيرة إلى أن الفرد الذي لا يرغب في دعم مثل هذه المشروعات فليكتفي بعدم تثبيط الآخرين عن البذل والمساعدة فيها، الشيخ إبراهيم أيوب أكد خلال مداخلته على أهمية البذل والأجر الكبير الذي تكفل به المولى - عز وجل - كما أن لدعم مثل هذه المشروعات البحثية أثراً نافعاً يبقى للمجتمع والأجيال القادمة، مشيراً إلى أن كبريات الجامعات الغربية قائمة على الوقف حيث إنهم سخروا الأموال لشراء العقول، الأستاذ يوسف الأحمدي سلط الضوء خلال مداخلته على موضوع أن تكون هناك إدارة مستقلة لإدارات حسابات الوقف العلمي تقوم بدورها بتنظيم موارد وممتلكات الوقف وتبحث في زيادتها وتفعيل برامج مستقبلية تعود بالنفع على الوقف، واختتمت الدكتورة فاتن خورشيد مداخلات الحضور بتقديم بحثها الخاص (بول الإبل لمعالجة السرطان) كتبرع للوقف وهو البحث الحائز على أربعة براءات اختراع عالمية.
بعد ذلك ألقى معالي الدكتور أسامة طيب مدير الجامعة رجع فيها بالذاكرة إلى بدايات تأسيس الجامعة منذ أكثر من أربعون عاماً حيث بدأت بمبادرة من مجموعة من محبي هذا البلد الغالي من أهل الخير فمنهم من أوقف الأرض ومنهم من أوقف الأموال ومنهم من أوقف الفكر والوقت، مضيفاً قوله: (مثل هذه اللقاءات لها طابع خاص فجميع الحضور لم تأت بهم الدعوات أو الإعلانات بل أتى بهم خطاب القلب إلى القلب وحب الخير والمساهمة في خدمة الوطن وتقدمه وازهاره).
من ثم كشف الدكتور عصام كوثر عن حجم التبرعات التي قدمها الحضور خلال الحفل حيث بلغت حوالي أحد عشر مليوناً وثلاثمائة ألف ريال جاء في مقدمتها تبرع من الشيخ بكر بن لادن بمبلغ 10 مليون ريال. يذكر أن الوقف العلمي لدعم أبحاث جامعة الملك عبد العزيز بجدة يعد من الأوقاف الخيريّة المحلية الرائدة التي تدعم البحث العلمي وتشجع الأساتذة والباحثين على القيام بهذا الركن المهم في رسالة الجامعة، ودعم الأبحاث وإقامة المباني التعليمية وتوفير الوسائل التعليمية الحديثة من أجهزة ومعامل بحثية ومعدات تقنية، إلى جانب إعداد وتخريج عدد من العلماء في التخصصات العلمية التي يحتاج إليها الوطن، إضافة إلى تمويل الدراسات والآليات والبرامج الأكاديمية في المجالات التي تحتاج إليها الأمة، ورعاية الكوادر البحثية المتميزة واستخدام آليات ووسائل جديدة للتطوير.