Al Jazirah NewsPaper Wednesday  02/09/2009 G Issue 13488
الاربعاء 12 رمضان 1430   العدد  13488
ملك الإنسانية.. وضع وساماً على صدر الأمير الفارس الشجاع
مطيع النونو

 

نعم إن ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله قد وضع في زيارته التي قام بها لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية ساعة حادث وقوع العمل الإجرامي التفجيري أكبر وسام على صدر الأمير الشاب.

وهذا ما قاله صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في حوار مفتوح مع رجال الأعمال في الغرفة التجارية الصناعية بجدة الذين احتفوا به بمناسبة إسناد منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء في القيادة السعودية يوم السبت الماضي.

لقد شاهد العالم أجمع عبر القنوات الفضائية العالمية تلك اللقطات والصور المعبرة عن كامل الحب والاحترام المتبادل بين الملك المفدى وبين أسرته السعودية الواحدة والتي تؤكد على أن التعامل في هذه المملكة حضاري أصيل بين الجميع كما توضح على الواجهة الداخلية الحقيقة لمجتمعاتنا بأنها الطريقة المثلى للقيادة السعودية باعتبارها الوسيلة الوحيدة والتعاون البناء والمثمر بين قيادة الدولة وأفراد الأسرة على هذه الأرض الطاهرة من أقصاها إلى أدناها.

لقد كانت تلك اللقطات الفضائية المصورة مشاهد عفوية تنتج من صفات أخلاقية واحدة متميزة نابعة من أصول عربية نشأت فيها تلك الخصال الحضارية الإسلامية عبر بيئتها العربية النبيلة هي ميزة كبرى حافظ عليها أبناء الجزيرة العربية منذ أن نزلت الرسالة الإلهية بدين الإسلام وشريعته الحق على سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وقد عززتها القيادات السعودية على مر التاريخ.

إن شريعة الإسلام لها أهداف ومناهج وتقوم على السماحة والحب والشريعة عدل الله في عباده، ورحمته بين خلقه مبناها الرحمة الشاملة وهي منهاج الرشد، والنفع لهم، والضمان الأول والأخير لمصالحهم.

وقال الإمام بن القيم: (إن الشريعة الإسلامية مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد، وهي عدل كلها، ورحمة كلها، ومصالح كلها، والشريعة عدل الله في عباده، ورحمته بين خلقه، وظله في أرضه، وحكمته الدالة عليه وعلى صدق رسله أتم الدلالة وأصدقها).

وقال الله تعالى في سورة الأنبياء: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}.

لقد نشأت تلك التربية الأصيلة وترعرعت بين الأسرة السعودية الواحدة منذ عهد مؤسس الدولة السعودية الحديثة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وهي تمثل تاريخ الأمة السعودية أصدق تمثيل وفي حقيقته وإرث تاريخي عريض وحامي انطلاقة المملكة العربية السعودية إلى غد مشرق، لأن تلك الأخلاقيات نمت في بذرة أصيلة وتربية عربية إسلامية عريقة ضخت ذراتها الصافية بعبير الحق والتقوى تمتد جذورها بعيداً عن أعماق التاريخ السعودي الحديث حافل لما بذلته الأسرة السعودية الواحدة وبما قدمته من غال ونفيس في القرون الماضية عندما تحمل الأمير محمد بن سعود أمير الدرعية عام 1157هـ الموافق 1744م مسؤولية الدفاع عن الإسلام ونشر الدعوة على أسس مبادئها الصحيحة والتي نادى بها الإمام محمد بن عبدالوهاب والتزم بها الشعب السعودي المؤمن بعقيدته السماوية مع قياداته المتعاقبة بتلك المبادئ، لأنها مبادئ سماوية أصيلة وستبقى راسخة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لأن هذه الأرض الطاهرة مهد الرسالات ومنبع الخير والرجاء ومنطلق الوعي الحضاري ومنبت الإخلاص والقدرة والبطولات والتضحية وألجها، لذلك يحافظ أبناء الوطن المعطاء للخير على وحدة كلمة المجتمع السعودي المتمتع بكامل الحرية والمساواة بين الجميع لا فرق بين مواطن وآخر.

إن الله قد من على الملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه بخصائص الإيمان والورع والثقة والشجاعة والتزم أبناء الملك الراحل بتلك الخصائص، كما التزم بها أحفاد المؤسس الأول وتخرج العديد من فرسان الشجاعة في الوطن السعودي وكان بينهم الأمير الشاب والفارس الشجاع محمد بن نايف وكانت إرادة الله حافظاً أميناً لهذا الفارس دون وقوع الأذى بسبب الحادث الإجرامي الذي وقع في شهر الصوم المبارك وهو شهر الحرمات التي حرمها الله تعالى على عباده.

وستظل هذه القيم الشجاعة حية في نفوس الشباب السعودي الصاعد للحفاظ على سيادة الوطن السعودي وعلى استمرار نمو المملكة العربية السعودية وازدهارها بخطى ثابتة متفاعلة مع واقعها بحيوية دائمة، لتبلغ آفاق التقدم والرقي الذي لا نهاية له في عالم إنساني حضاري متجدد ولن يكون ذلك إلا باستحضار دروس الماضي لتزود به أجيال المستقبل في ظل قيادته النبيلة.

إن الأمير محمد بن نايف لم يمض على تقلده المسؤولية الأمنية سوى سنوات قليلة بتوجيه من والده أمير الأمن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز أصبح مسؤولاً بارعاً في جهاز الأمن والأمان وخريجاً متفوقاً من المدرسة الأمنية - مدرسة والده المتخصصة - وقد التزم الأمير الفارس بمبادئ تلك المدرسة المثالية في إصلاح الشباب السعودي الذين تغرر بهم من أقطاب قواعد الإرهاب من المطلوبين أمنياً وسيتابع الأمير الشاب مساعيه الخيرة لعودة الشباب المثقف من حملة الشهادات العليا إلى قواعدهم في المجتمع السعودي ليشاركوا في بناء هذا الوطن.

ويقول الله تعالى في سورة (الرحمن): {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَان}..

وجاء في تفسير هذه الآية في كتب الخلفاء الراشدين وصحابة رسول الله رضي الله عنهم: {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} أي لا لمن أحسن العمل في الدنيا إلا الإحسان إليه في الآخرة كما قال تعالى: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَة} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصحابته عندما قرأ الآية: {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَان} هل تدرون ما قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم: قال: (يقول هل جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلى الجنة) ولما كان في الذي ذكر نعم عظيمة لا يقاومها عمل بل تفضل وامتنان قال بعد ذلك كله: {فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} من تفسير القرآن العظيم للإمام الجليل أبي الفداء إسماعيل بن كثير المجلد الرابع.

ولابد من قول الحقيقة إن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف إنما يمثل كل فرد من أبناء الأسرة السعودية الحاكمة، وهو يمثل أيضاً كل فرد من رجالات الأمن في الأجهزة الأمنية على أرض المملكة العربية السعودية إنه يمثل كل مواطن شريف يقيم على أرض المملكة وقد وضع نفسه في خدمة عقيدته ووطنه ومليكه.

إنه يمثل النظام الأمني المتكامل في الجزيرة العربية، لأنه يدافع بقوة عن عقيدته السماوية الإسلامية ووطنه الإسلامي وقيادته العادلة والتي تعمل على تحقيق الأمن والاستقرار في الوطن السعودي.

إن الأسرة هي أساس المجتمع، ومنه تتكون أو به تقوم، فإن صلح صلح المجتمع، وإن فسد - لا سمح الله - فسد المجتمع وتفشى فيه الفساد ولهذا اعتنى الإسلام بالأسرة وولاها عناية كبيرة، تظهر في أحكام القرآن العظيم وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بهدف توفير المناخ الملائم لنماء الأسرة وعمارة الأرض.

إن شريعة الإسلام قد أقامت بناء الأسرة على أسس متينة وركائز صلبة لضمان البقاء لها والتماسك والاستمرار في الحياة.

إن شريعة الإسلام تعترف بكل صراحة بضعف الإنسان وتوقع الخلاف والصراع وحددت المشكلات داخل نطاق الأسرة، لأن البشر غير معصومين من الخطأ.

لقد بين الله سبحانه وتعالى أن المحرمات من عمل الشيطان وأنه يؤدي إلى نشوب العداوة والبغضاء والصد عن ذكر الله تعالى.

وقال تعالى في سورة المائدة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}(90) سورة المائدة.

{إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ} (91) سورة المائدة.

حفظ الله الفارس الأمني الشاب المتألق من كل سوء وندعو بالتوفيق ليتابع مسيرة الأمن والأمان في هذا الوطن الإسلامي الذي يدافع عن عقيدتنا الإسلامية ويدعو إلى الخير والفضيلة والبعد عن كل عمل إرهابي في المجتمعات الإسلامية وغيرها والبعد عن المحرمات التي حددتها شريعة السماء.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد