Al Jazirah NewsPaper Wednesday  02/09/2009 G Issue 13488
الاربعاء 12 رمضان 1430   العدد  13488

سالم وغانم يا رمز التسامح
رقيب سعد بن عبدالله الحارثي

 

المجد عوفي إذ عوفيت والكرم

وزال عنك إلى أعدائك الألم

صحت بصحتك الغارات وابتهجت

بها المكارم وانهلت بها الديم

وما أخصك في برء بتهنئة

إذا سلمت فكل الناس قد سلموا

سالم وغانم.. من المفردات الأصيلة التي يستعملها العربي الأصيل على بساطتها اللفظية لكنها تحمل في طياتها المعاني العلية.

وما أجمل هاتين اللفظتين وهما تدوران على لسان خادم الحرمين الشريفين وتنساب كالماء الزلال ضمن مفرداته الأبوية المعهودة لتدثر بمعانيها الوارفة ابنه الأمير النبيل محمد بن نايف!!

فالسلامة والغنيمة كانت من نصيب ذلك الفتى الوثاب.. فالله سلمه من يد الغدر وكفاه ووقاه.. وغنم في ليلته تلك ثناء الملك الأبوي وحب الملايين وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء..!! وكأنما قيض الله بقدرته وحكمته تلك اليد الآثمة المعتدية لترفع من أسهم الأمير المحبوب الذي كسب على مكاسبه السابقة تاج الوقار واستثارة المشاعر والعواطف الوطنية للشعب السعودي في تلك الليلة الرمضانية.

أما ذلك الأثيم الذي بيت الغدر فقد حاق به مكره السيئ فكان يحمل بين جنبيه نفساً مريضة هلكت معه تلك الليلة.. وقد ألقى به فهمه السقيم في مهاوي الردى.. ويا لفهم أولئك الشذاذ واعتقادهم بأنهم وحدهم من يمتلك حقيقة مقاصد الإسلام.. فهم سقيم به حكموا على كل حي وأعلنوا به الجهاد ضد الحياة..!! فكم يد لهم مدت إلى الحياة كي تغتالها؟ إن هذه النفوس الشاذة والخارجة عن فطرتها السوية ما هي إلا بناء فكري لقصاص ووعاظ ديدنهم البكاء على ماض تولى وأدوات جامدة لاحس فيها يستعملها أصحاب الأهواء لتحقيق مقاصد سياسية قذرة.. لم يقدموا للإسلام سوى النقلة إلى متاهات اليأس والقنوط من الحياة الطيبة والعيش الكريم.. قتلوا الفرح في عمان كما فعلوا في الرياض ومكة المكرمة والدمام وغيرها.. حتى قتلوا من قدم للعالم فيلم الرسالة وشيخ الجاهدين.. قتلوا مصطفى العقاد وغيره ممن يقولون لا إله إلا الله....؟! كل ذلك بتأويلاتهم الفاسدة وعزلتهم عن خوض غمار الحياة وفهم مقاصد الإسلام الخيرة..؟ قد فعلوا ذلك والرسول - صلى الله عليه وسلم - ردد على أسامة بن زيد: ماذا تصنع بلا إله إلا الله يوم القيامة وذلك حينما قتل أسامة رجلاً من العدو في المعركة قال: لا إله إلا الله خوفاً من السيف. حتى تمنى أسامة أنه لم يكن دخل في الإسلام إلا بعد ذلك اليوم كما في (صحيح مسلم) ومن هذا النص وغيره نفهم أن الله الخالق - عز وجل - خلق الموت والحياة لهدف هو أسمى من تقديرات البشر.. فما الموت في المفهوم الإسلامي الصحيح سوى انتقال من حال إلى حال كما ينتقل الجنين من عالم الظلمات في بطن أمه إلى عالم الحياة والنور.. وما الحياة في المفهوم الإسلامي إلا ميدان فتح للإنسان كي يزرع فيه بذور الحب والعطاء والبناء وكل ما هو إيجابي ومفيد - أعمال صالحة مقرونة بإيمان - فيجد السعادة في الدنيا والجزاء الأوفى في الآخرة قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (97) سورة النحل.

ولا غرو أن يمتد حقد هؤلاء إلى من جعل التسامح والحب واقعاً يحتذى به في مداواة جراحات العالم كما رأيناه واقعاً ملموساً في سلوك مليكنا وإخوانه وأبنائه وأصبح الحوار والتسامح منهجاً وطنياً صغناه بطريقتنا الصحيحة لنبرهن للآخر بأن الإسلام ليس فكرة خرافية بل هو منهج للحياة قابل للتطبيق وواقعي في تعاطيه مع مستجدات الأحداث المعاصرة.. فالتسامح فكرة إسلامية ترى في أبهى صورها لدينا.. وما هؤلاء الشواذ الذين يظهرون بين الفينة والأخرى إلا طفيليات ميتة تقاوم في رمقها الأخير وشراذم لفظها المجتمع السعودي بالتفافة مع قادته وتدينه الفطري السليم وألقى بها في الظلمات كي تموت بحقدها وتدفن في مقابر الجهل.

الدفاع المدني بالباحة

dim-light@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد