الدمام - ظافر الدوسري
عبر عدد من المسؤولين في جامعة الملك فيصل عن سعادتهم بصدور الأمر الملكي بإنشاء أربع جامعات جديدة، وهو ما يصب في مصلحة أبناء الوطن؛ حيث تحدث في البداية الدكتور يوسف الجندان مدير جامعة الملك فيصل بالدمام قائلاً:
إن تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس التعليم العالي - أيده الله - بالموافقة على هذا القرار يأتي تجسيداً لاهتمامه الكريم واهتمام سمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - بمسيرة التعليم في هذا الوطن المجيد، وازدهارها، وتسخير الإمكانات لتطويرها بما يمكن من الإعداد الأمثل لأجيال مؤهلة بالعطاء في سبيل خدمة وبناء الوطن والمواطن والسير به لآفاق الرقي والتطور. وهذا يأتي في طور عملية بناء المؤسسات التعليمية واتساع رقعة ومسميات الجامعات في المملكة وفي كافة تخصصاتها، مشيراً إلى أن هذا يؤكد الرؤية الثاقبة لولاة الأمر بأن المنطقة الشرقية بامتدادها الجغرافي والتاريخي تستحق أكثر من جامعة، وأن إنشاء جامعتين سيزيد من أعداد الكوادر السعودية المؤهلة لسوق العمل في ظل العولمة. مشيراً إلى أن تفعيل القرار سيكون من تاريخ صدوره، وسيتم تشكيل لجان لعملية الفصل خلال الأيام المقبلة.
بناء أجيال قادرة على العطاء والإبداع
وقال وكيل الجامعة الدكتور عبدالله بن محمد الربيش بهذه المناسبة: في البداية أتوجه بخالص الشكر وعظيم الامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني (حفظهم الله)، وإلى معالي وزير التعليم العالي على ما يولونه من دعم ورعاية واهتمام بقطاع التعليم العالي.. ولا شك أن هذه الموافقة تأتي تأكيداً لهذا الدعم وتتويجاً لهذه الرعاية، وأنتهز هذه المناسبة السعيدة لأؤكد أهمية هذه الجامعة في تنمية المنطقة وتطويرها وزيادة فرص الاستثمار، وكذلك دعم الحركة العلمية والبحثية لبناء أجيال قادرة على العطاء والإبداع والمساهمة في المسيرة التنموية للبلاد في مختلف قطاعاتها، والإسهام في نهضة المنطقة الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف يقول: والجامعة منذ إنشائها سارت بخطى ثابتة وتوسعت في عدد كلياتها وأصبحت تُغطي رقعة جغرافية واسعة من هذا الوطن الغالي، كما استطاعت بهمة القائمين عليها وفي مقدمتهم معالي مدير الجامعة، وبدعم ومساندة من وزارة التعليم العالي، وزارة المالية، ووزارة الخدمة المدنية أن تتجاوز الكثير من الصعاب والتحديات وأن تنمو كمّاً ونوعاً منذ أن بدأت بأربع كليات، إلى أن أصبحت تضم (38 كلية)، تقدم أكثر من (100 برنامج)، وخير دليل على ذلك هو حصول الجامعة مؤخراً على المركز الرابع في الوطن العربي في التصنيف العالمي، ويأتي الأمر السامي الكريم في تحويل الجامعة إلى جامعتين ليُمثل علامة فارقة في مسيرة الجامعة تتطلع إلى آفاق المستقبل بآمال عريضة للوفاء باحتياجات الوطن وتحقيق تطلعات ولاة الأمر حفظهم الله.
تقدم جامعي بالمملكة
فيما أكد وكيل الجامعة للشؤون الأكاديمية الدكتور محمد بن عبدالرحمن العمير أن هذا القرار كان منتظرا منذ زمن؛ نظرا إلى ما وصلت إليه الجامعة من جانب الرقعة الإعدادية وكثرة الأعداد والعمادات؛ ما كان يشكل عبئا كبيرا على إدارة الجامعة، وفي ذلك نوع من التعقيد لسلاسة لما كانت تطمح إليه إدارة الجامعة والخدمات الجامعية ومستوى البحث العملي للرقي بالمستوى البحثي والمعرفي؛ ما يسهل تقديم كافة الخدمات الجامعية بشكل متكامل.
قرار سليم من قيادة حكيمة
وأضاف وكيل الجامعة للدراسات والتطوير وخدمة المجتمع الدكتور أحمد بن عبدالله الشعيبي: (إن أمر هذا الفصل كان منتظرا منذ زمن، وصدر القرار في هذه الأيام المباركة من قيادة حكيمة وضعت نصب أعينها مصلحة العملية التعليمية والتعليم الجامعي على وجه الخصوص لتفتح أبواباً جديدة نحو ثقافة العلم، والانطلاق على مسرح أكبر تنار فيه مصابيح العلم وتتوسع فيه مستويات البحث العلمي الذي يتسم بسمات المجهود العلمي الجماعي. نهنئ أنفسنا نحن أبناء هذا الوطن المعطاء بهذه الجامعات الأربع ونهنئ أنفسنا في المنطقة الشرقية بالجامعة الجديدة (جامعة الدمام) لتساند بقية مؤسسات التعليم العالي في المنطقة لخدمة أبنائها في هذا الجزء الغالي من بلادنا العزيزة).
السعي إلى الرقي بالتعليم الجامعي
من جانبه قال عميد كلية العلوم الطبية التطبيقية الدكتور حاتم قطب: (إن السعي إلى الرقي هو أمر مطلوب، وجامعة تضم مثل هذه الكليات وهذا العدد كان الفصل من الأمور التي تنتظرها طويلا؛ حيث سيكون هناك إنتاجية أكثر بحكم محدودية الكليات وتطور الأقسام، والتوسعة أفضل من جميع الجوانب من أعضاء هيئة تدريس وموظفين وغيرهم. وأعتقد أنها خطوة جيدة، ولا بد أن تكون هناك إدارة قوية وبُعد نظر أقوى للتوجيه السليم والتخطيط للاستثمار الأمثل للقوى العاملة من الموظف إلى رئيس القسم، وأعتقد أن شعارنا سيكون (السعي إلى التطور)، وهذا ما يلمس الاستقلالية؛ حيث سيكون قريباً من متخذي القرار؛ ما يساعد على سرعة الإنتاجية والتطلع إلى الطموح. أما عن كلية العلوم الطبية التطبيقية فنطمح إلى افتتاح تخصصات جديدة مميزة تغطي حاجات المجتمع وتكون كتخصصات جودة وليست كمسميات، وبذلك ستصل أي إنتاجية نقدمها في الكلية، وأتمنى التوفيق للجميع).
قرار ناجح وشامل لكل الجوانب
ويؤكد عميد كلية طب الأسنان الدكتور رائد بخاري من جانبه أن فصل إدارتي الجامعة في كل من الأحساء والدمام عن بعضهما أمر طالما انتظرناه، وهو يدل على حكمة القيادة وبُعد نظرها ورعايتها في تقديم أفضل الخدمات للطلاب، خاصة أن عدد طلاب الجامعة تضاعف عدة مرات، وتشمل الفائدة في فصل شطر الدمام في جامعة الملك فيصل عن الأحساء في كل الجوانب الأكاديمية والإدارية والاتصالات والعلاقات بين الجامعة والجهات الأخرى وخاصة المرتبطة مع الجامعة بعقود والموردين، والمعاملات الرسمية. وخاصة بعد انضمام عدد من الكليات الصحية والتربوية وغيرها إلى الجامعة.
خطوة نحو تطوير الأداء الأكاديمي
أما المشرف على العلاقات العامة والإعلام بالجامعة الدكتور أحمد بن عبدالله الكويتي فيثني على القرار الحكيم للقيادة ويرى أن فصل شطري الجامعة عن بعضهما البعض يمثل خطوة ممتازة نحو تطوير الأداء الأكاديمي والإداري لكلا الشطرين؛ حيث كان لبُعد المسافة بين منشآت الجامعة في الأحساء عن نظيرتها بالدمام أثر سلبي من الناحية التنظيمية والإدارية، وحتى الأكاديمية، كما شكّل انضمام كليات جديدة للجامعة انفصلت عن جهات أخرى أهمية انفصال شطر الدمام عن الأحساء لتقديم خدمات أفضل ولتركيز الجهود لإعادة ترتيب الأوضاع بعد إعادة هيكلة الكليات الجديدة المنظمة التي تمت بحمد الله بنجاح. إننا نهنئ بهذه المناسبة الطاقمين الأكاديمي والإداري بالجامعةن كما نهنئ أبناءنا الطلاب سواء المنظمون أو المنتسبون، وكذلك الذين تقدموا مؤخراً للقبول بالجامعة الموحدة التي أصبحت الآن جامعتين، وأتمنى التوفيق والنجاح للجميع.
زيادة الإنتاجية وتلمس احتياجات الأبناء
وقال عميد شؤون الطلاب الدكتور فايز الشهري: (لقد جاء هذا الفصل ليدفعنا نحو الاتساع أكثر والتركيز نحو بعض المهام الخاصة بالطالب التي تتركز في كيفية الإعداد الشامل للطالب. وجاء هذا القرار في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحرصه حفظه الله على التعليم العالي ولتقديم فرص لأبنائنا الطلاب في زيادة الإنتاجية وتلمس احتياجاتهم، وهذا يأتي من خلال التوسع في تقديم الأفضل من ابتكارات واختراعات علمية).
جامعة الدمام مكرمة إضافية من مكارم خادم الحرمين الشريفين
وصرح الأستاذ الدكتور سعيد بن عمر آل عمر وكيل جامعة الملك فيصل لكليات البنات قائلاً: كان يوم الثالث من رمضان لهذا العام 1430هـ يوماً مشهوداً ليس لمنسوبي جامعة الملك فيصل بالدمام فحسب بل لمجتمع المنطقة الشرقية بأسره، ولهذا الوطن العزيز الغالي بشكل عام؛ حيث شهد ذلك اليوم ولادة طبيعية لجامعة نمت وكبرت واشتد ساعدها كجامعة توأم لشقيقتها بالأحساء بل وفاقتها بعدد الكليات والطلاب والطالبات وفي الانتشار الواسع على مساحة المنطقة الشرقية من الدمام إلى حفر الباطن؛ ولهذا كان من الطبيعي أن يكون القرار الحكيم لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بالموافقة على إنشاء جامعة الدمام كجامعة مستقلة حتى تنطلق كجامعتين في الدمام والأحساء بخطى ثابتة ومتسارعة نحو التألق والتميز في مجال التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع بعيداً عن المركزية؛ لتساهم الجامعتان في النهضة المباركة التي تعيشها بلادنا اليوم. فالجامعة بالدمام وهي تشهد انطلاقتها الجديدة من عمرها المديد الذي بلغ خمسة وثلاثين عاما تضم أربعاً وعشرين كلية للبنين والبنات وما يزيد على أربعين ألف طالب وطالبة في حاضرة المنطقة الشرقية (الدمام) ومختلف المحافظات الأخرى حتى محافظة حفر الباطن شمالاً.
القرار في وقته ثمين
وقال الدكتور سميح الالمعي عميد كلية الطب: إن قرار خادم الحرمين الشريفين بفصل الجامعة يعتبر قرارا وجيهاً وفي وقته لأن هناك حاجة ملحة في زيادة عدد الكليات وقبول عدد من الطلاب والطالبات والتركيز على كل ما يسهل عمليات الإجراءات والمعاملات، إضافة إلى زيادة في التخصصات والميزانيات لذا كان القرار يصب في مصلحة المواطن في زيادة أعداد القبول والتميز في كافة التخصصات الرئيسة التي تتمثل في الصحية والهندسية والإدارة، إضافة إلى التوسع في عدة مجالات من خلال هذا القرار.
تلبية حاجات السوق
فيما قال د. عبدالرحمن حريري - عميد كلية الهندسة: تتشرف جامعة الملك فيصل بالقرار السامي الكريم في فصل الجامعة إلى جامعتين، وأن يكون ميلادها (جامعة الدمام) في العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - مثل العديد من الكليات والجامعات وغيرها من مشاريع التنمية التي أبصرت النور في هذا العهد الزاهر..
ولدت الكلية في وقت يشهد فيه الوطن كله تحفزاً لمستقبل مشرق تُشيّد فيه المدن الصناعية والتعليمية؛ لتضمن لأجيالنا المستقبل الزاهر والمكانة المرموقة بين الأمم..
وتأمل كلية الهندسة بالدمام أن تساهم هذه الكلية في توفير الخريجين المؤهلين لحركة البناء التي نشهدها من حولنا، وأن ما يُميز الجامعات هو استقراؤها لمتطلبات السوق والمجتمع. إن كلية الهندسة هي صورة واضحة لاستجابة ما يتطلبه سوق العمل المحلي بتوفيق الله عز وجل، ثم بتوجيهات ولاة الأمر - حفظهم الله - ومتابعة المسؤولين. كما تتميز كلية الهندسة في الدمام بتخصصات ليست تقليدية وغير متوافرة في بقية جامعات المملكة، فرضتها ضرورة تلبية حاجات السوق المتغيرة دوماً مثل تخصصات هندسة التشييد، الهندسة البحرية، الهندسة البيئية، هندسة الأمن والسلامة، الهندسة الطبية. وتتميز هذه التخصصات بطلب متزايد لا يمكن تغطيته إلا بالمواطنين المؤهلين الحريصين على مستقبل الوطن، الذين سيُساهمون في توطين التقنيات ونقل الخبرات.