الترقب الذي رافق إعلان تشكيلة منتخبنا الوطني للقاءي الملحق أمام البحرين جاء مكثفاً ومختلفاً هذه المرة.. وكأن التشكيل وحده هو ما سيقودنا نحو المونديال.. شخصياً أعتقد أن الأسماء التي ضمَّها السيد بوسيرو ليست ذات أهمية.. فالأسماء هي نفسها التي تتكرر خلال السنتين الماضيتين.. لكن المهم هو طريقة اللعب والأداء والأسلوب الذي سيظهر به منتخبنا في الملحق.. ففي لقاء عمان الماضي كان الأخضر بعيداً جداً عن الطموحات وأدخل القلق في قلوب محبيه.. فبعد المباراتين الأوليين للسيد بوسيرو بدأ المستوى يتراجع وظهر التخبط واضحاً لدى بوسيرو في تشكيل الفريق وطريقة اللعب وشخصية الفريق داخل الملعب.. والتي أسعدتنا في أول مباراتين لكنها أقلقتنا بعد ذلك.. فالواضح أن الأخضر يعاني على صعيد الأداء الهجومي والبحث عن الحسم والفوز والمبادرة بالهجوم.. حيث يميل أسلوب بوسيرو لانتظار الفرق في ملعبه ولاعتماد الهجمات المرتدة واللعب على أخطاء الخصم.. وهذا لا يفيد فريقاً يبحث عن الفوز والتأهل.. فأمام كوريا افتقدنا للشجاعة الهجومية واستثمار الأرض والجمهور وظروف اللقاء.. حيث تخوف بوسيرو كثيراً من المباراة وراح يرمم في الوسط للحفاظ على مرماه ولا يبحث عن الفوز بطرق مرمى الخصوم ولذلك خرجنا بالتعادل.. وتكرر الوضع أمام عمان حيث سيطر العمانيون على منتخبنا طيلة اللقاء وكأن الزمن تغير فأصبحنا نحن عمان وهم السعوديين.. ولم يستطع بوسيرو أن يقدم نفسه في المباراة بقراءتها جيداً ووضع الحلول المناسبة التي تعيد فريقه للمباراة.. فقد ظل عاجزاً طوال اللقاء ليخرج خاسراً بكل جدارة واستحقاق.. ولعل أبرز أخطاء بوسيرو في المباراة عدم استفادته من الانسجام والتجانس الذي كان عليه خط الدفاع سواء وهم يلعبون في الهلال أو مع المنتخب في مباريات سابقة.. ففرق الثلاثي الأبرز والأكثر انسجاماً وتكاملاً (الزوري، المرشدي، هوساوي) وأشرك المنتشري قبل أن يخرجه ويشرك القاضي.. وكذلك فعل في الوسط فترك الوضع لاجتهادات عبد الغني غير المفيدة فنياً وأفقد الفريق تماسكه وتجانسه السابق بتشكيل جديد يفتقد للتناسق والانسجام وأكمل ذلك بتغييراته الضعيفة فنياً والتي لم تغيّر في الأمر شيئاً.
إذاً نحن أمام مرحلة هامة وحساسة تحتاج مدرباً شجاعاً وواثقاً في قدرات فريقه ولاعبيه أكثر من حاجتنا لمعرفة التشكيلة المكونة من 26 لاعباً فمن بين هذه الأسماء من هم قادرون على تقديم الإضافة للأخضر متى أتاح لهم المدرب الفرصة واستفاد من الفرصة الأخيرة للأخضر لبلوغ المونديال بتهيئة لاعبيه للفوز واللعب له من أول دقيقة بدلاً من رسم تكتيكيات تعطي الخصم أكبر من حجمه وقيمته ليحجم من قدرات فريقه ولاعبيه أمام خصوم.. أعتقد أننا أفضل منهم وبمراحل.
احتجاجات النصر!
** احتج النصراويون إدارة وجماهير وكُتَّاباً على تأجيل أولى مباريات الفريق النصراوي أمام الحزم.. ورغم أن التأجيل هو أمر قسري وخارج عن الإرادة بسبب تفشي مرض الإنفلونزا بين لاعبي الحزم إلا أن كل ذلك ليس كافياً في نظر النصراويين للقبول به والتسليم بالقضاء والقدر.. وفي الوقت الذي كان منتظراً من الإدارة أن تكون أول المبادرين بالقبول وتهدئة الجماهير كانت هي أول من رفض قبل أن تعاود القبول بالواقع الذي أصبح حقيقة لا بد منها.. ثم ارتفعت الاحتجاجات النصراوية مجدداً بعد فوز الهلال بالتصويت بجائزة أفضل فرق الجولة الأولى وفوز لاعبه ويلهامسون بنفس الأفضلية بين اللاعبين.. وكأن هذه الجائزة لن تقام سوى في الجولة الأولى فقط ولن يكون أمام النصر 21 أسبوعاً قادما للفوز بها وتأكيد جدارته من خلالها..
** الحقيقة أن مثل هذه الاحتجاجات والأصوات المرتفعة لن تضيف للنصر سوى التشويه والتهكم من قبل الآخرين.. وكأن الهدف الأول للإدارة البحث عن التصادم مع أي طرف في الوقت الذي لم تقدم هذه التصادمية للنصر أي شيء طوال المواسم الماضية.. فالنصر يحتاج للدخول في موسم جديد هادئ بعيداً عن التشنج وشحن الجماهير وتسليط الأضواء دائماً على كل شؤون النصر صغيرها وكبيرها.. فهذا الوضع لن يحقق للنصر بطولة ولن يعوضه عنها بقدر ما يضيف لرصيد النصر من الضوضاء والرفض في الوسط الرياضي.. ونحن نتحدث عن هذه الاحتجاجات نسيت أيضاً مشكلة الدوخي وما صاحبها من احتجاجات لم تقدم أو تؤخر بقدر ما شحنت الجماهير النصراوية وجعلتها مهيأة للانتفاضة والاحتجاج سواء ضد الفريق ولاعبيه أو ضد الآخرين كما حدث في الموسم الماضي وما صاحب أكثر من مباراة بدءاً بلقاء الاتفاق..
وبكل أمانة أقول للنصراويين عليكم بالهدوء والعمل والبعد عن الشحن والاحتجاج حتى تتفرغ الجماهير لدعم فريقها ومؤازرته بدلاً من أن تكون طوفاناً جاهزاً للفيضان أو قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة جراء التعبئة الدائمة طوال السنوات الأخيرة.
لمسات
** مبادرة سمو الأمير بندر بن محمد المشرف على الفئات السنية بالهلال بالتخلي عن المدرب الفرنسي الذي أشرف على شباب الهلال الموسم الماضي وحقق معه بطولة الدوري تؤكد أن سموه قريب بالفعل للفريق وأحواله وأنه يعرف كل صغيرة وكبيرة فيه.. حيث لم تمنع البطولة سموه من تقييم عمل المدرب ومحاسبته.. ليأتي قرار إعادة الروماني بوندرا قراراً يصب في مصلحة القاعدة الهلالية بكل تأكيد.
* * *
** حين يؤكد سمو رئيس نادي الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد امتعاضه من التحكيم واستعداده لتحمل تكاليف الحكام الأجانب للهلال طوال الدوري فإن هذا يعني أن سموه يعي ويعني ما يقول.. فما تعرض له الهلال أمام القادسية هو استمرار لسياسة الحكام مع الهلال منذ الموسم الماضي!!
** سألني أحد الهلاليين لماذا تغيَّر موقفي من التايب من المطالبة باستمراره إلى تأييد التخلي عنه.. فقلت إن مطالبتي باستمرار التايب كانت في بداية الموسم وبعد الإيقاف الأول مباشرة بناء على ما قدمه في الموسم الذي قبله.. ولكن بعدما قدمه في الموسم الأخير كان طبيعياً أن أؤيد رحيله حيث لم يقدم مباراة واحدة بنفس المستوى الذي كان عليه في الموسم الذي قبله.. وكان لاعباً عادياً جداً في صفوف الفريق مع بعض المهارات الفردية الاستعراضية!
* * *
** لماذا لم تُقدم الجولة الثالثة لجميع الفرق أسوة بالاتحاد.. خصوصاً أن الفرق في بداية الموسم لم تتعرض للإرهاق بعد وقادرة على اللعب المضغوط.. وفي أوروبا وتحديداً الدوري الإنجليزي تم ضغط الجولة الثانية ولعبت الأربعاء الماضي لأن الضغط هنا سيكون مقبولاً في البداية أكثر منه في النهاية وهذا ما لم نفعله نحن.. بل قدمنا مباراة للاتحاد ستمنحه الصدارة بالنقاط من وقت مبكر.. هذا هو دوري المحترفين!!
* * *
** المهاجم الهلالي الجديد عيسى المحياني لاعب صندوق متميز وهداف كبير داخل منطقة الجزاء.. لذلك على جريتس أن يعيده لداخل المنطقة (مركزه المعتاد) أو يبقيه بجانبه في الاحتياط لأن في استمرار مشاركته في غير مركزه قتلاً لإمكانات اللاعب وهدماً لمسيرته المنتظرة مع الزعيم.