{وَلَئِن صَبَرْتُمْ..}، فالله مع الصابرين، والله يجزي الصابرين بصبرهم مغفرته وهي أعلى درجات المأمول، وعونه وهو غاية حاجات الإنسان في حياته، والنجاة وهي مطمح الساهين والكاظمين والمتجاوزين عن أذى البشر وأذى المرض وأذى الفاقة وكل معسر لرغبة أو معطّل لفرحة،..
يبدأ الفهم عند الإنسان للصبر حين يحرم الصغير وهو يدرب على الصوم من شرابه الذي يحب أو غذائه الذي يفضّل.. بضع ساعات فأكثر كفيلة بأن تذيقه طعم الصبر في مبدأه، وتوصل إليه مفهومه في أيسر معانيه، حتى إذا ما ارتبط ذلك بمفهوم طاعة الله والتقرّب لبابه ولهاً للولوج بين يديه عند سجدة أو ركوع، في معيتكَ أبيه أو أنتِ أمه تكونوا قد زرعتم بذوراً لن تنمو بغير ثمر، ولن تثمر بغير حصاد,.. رمضان فرصتكم لتنمية مفاهيم بالغة الدقة، بعيدة الغور حين تنسرب في جوف أبنائكم تسري في العروق بما تشتهون، مظاهرها التعوّد على الشكر عند النعمة وعند الفاقة، والكظم عند المحنة وعند الابتلاء، والتجاوز عند المقدرة على الصفح، بمعنى الصبر على ما قدَّر الله على الإنسان من نقص، والصبر على ما يلحق الإنسان من الإنسان من ضر، والصبر على ما يتطلبه كبد الحياة..
وبغير الصوم لن تبلغوا غاية ما تريدون من إدراك أبنائكم مفهوم الصبر ومن ثمة مفهوم كل ما وعد الله به الصابرين ليكون كل ذلك هدفاً وغاية..
فالصبر من مفردات منهج مدرسة رمضان فما الذي ستسألون أنفسكم عند مواجهة ما الذي قدمتموه في أمره؟