إذا ما استمر الحال على ما هو عليه في تصديق الخرافة والقناعة بالوهم والثقة بالشعوذة لدى قطاع لا يستهان فيه من شعبنا لاسيما في مواقع الجهل والمناطق المتخلفة - والمتعلمة- أحياناً وللأسف الشديد، أقول لو استمر الحال هكذا سنجد لدى كل عائلة سعودية يوماً ما مشعوذها الخاص أو ما يُسمى لاحقاً بمشعوذ العائلة أو ساحرها لا فرق تماماً كما نقول طبيب العائلة. أو محام العائلة أو سائق العائلة. وستنطوي مهمة هذا المشعوذ (الفذ) على حماية الأسرة من الأرواح الشريرة!! العين والحسد عن طريق عمل الأحجبة والتمائم والخزعبلات وما إليها من حرتقات وحذلقات وطزلقات وضمك على الأذقان، فإذا ما ذهب فرد من العائلة إلى مراجعة أحد الدوائر عمل له هذا المشعوذ (حرزاً) لطلسمه الموظف والتوقيع (عمياني) على معاملته وإذا ما همست له إحدى بنات الأسرة برغبتها بالزواج أحضر لها خرزة زرقاء لتعلقها في جيدها لتسبي عقول الرجال ويتزاحم على بيت أبيها الخطاب والعرسان وإذا ما شكت ربة البيت بسلوك (بعلها) أمرت المشعوذ أن يجهز لها عملاً للمحبة بمقدوره أن يُعمي أنظاره عن كل نساء الأرض سوى النسره القابعة في البيت إياها وإذا ما أراد أحد شباب الأسرة أن يوقع المعجبات من البنات في حبائله وضع له تميمة في يمينه ليجعل أجمل فتيات الدنيا يتبعنه كقطيع النعاج!! وبالطبع بالإضافة إلى راتب المشعوذ الشهري الذي يتلقاه من العائلة والذي يتخطى راتب وكيل وزارة بالتمام والكمال فإن لكل (عمل) ثمنه الإضافي بالطبع.

***

بالطبع نحن لا نسخر هنا لمجرد السخرية بل لما نراه من (مسخرة) حقيقية تتعاظم في هذا البلد الأمين، وإلا من يقل لنا لماذا في كل مشرق يوم نقرأ في صحفنا المحلية خبراً أو خبرين أو ثلاثة عن إلقاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر القبض على مشعوذ أو ساحر أو مداهمة رجال الأمن لعملية نصب واحتيال يقوم بها أولئك المشعوذين، كذا فإننا بأمس الحاجة اليوم قبل الغد لحملة شعواء تطهر هذه البلاد الطاهرة من دنس هؤلاء الأوغاد فهل؟!