الرياض - منيرة المشخص
دعا عقاريون لوضع تشريع جديد ينظم مهنة الوساطة والسمسرة العقارية بالسوق السعودي في ظل وجود عدد كبير من الوسطاء غير المتخصصين الذين يمارسون نشاطهم حالياً بالسوق.
وقال العقاريون: إن التطور الذي شهدته سوق العقار في السنوات الأخيرة جعل منها مجالاً خصباً لشركات الوساطة التي تطورت بدورها مما كان يعرف باسم سمسار العقار في وقت سابق. وأضافوا أن المجال انفتح حتى أمام من لا يملك مقومات العمل المهنية، ووصفوهم بالدخلاء على الاستثمار العقاري.
وأبدى العقاري سلطان آل عجلان رئيس شركة وساطة عقارية أسفه لندرة من يتحلون بثقافة المهنة ويعرفون أصولها، وقال: (هناك حاجة للتوعية أكثر للفصل بين شركات التطوير وشركات الوساطة، فعند الفصل بين النشاطين أعتقد أن الرؤية ستتضح أكثر لجميع الأطراف).
وأوضح العقاري وليد بن سعيدان مدير عام إحدى الشركات العقارية، أن الوساطة تعد من المهن التي تعتمد على العلاقات الشخصية والثقة التي يحظى بها الوسيط والذي بدوره يتقاضي (2 - 2.5 %) من قيمة الصفقة في الغالب، حسب ما جرت عليه العادة منذ عقود. وأضاف: (مع تسارع وتيرة العمل العقاري وكثرة الطلبات وقلة العروض، دخل كثير من الوسطاء غير المتخصصين في المهنة، فضعفت وافتقد بائعو العقار الثقة في كثير من الوسطاء، لكن من جانب دخلت شركات كبرى عاملة في مجال التطوير في عملية الوساطة، كما دخلت أيضاً شركات عالمية متخصصة في الوساطة العقارية ولديها أسلوب حديث يساعد على تنظيم جوانب المهنة).
ويرى ابن سعيدان أن التنظيم يحد من الممارسات المسيئة إلى المهنة، خصوصاً مع افتتاح الكثير من المكاتب العقارية في مختلف المدن السعودية لممارسة العمل العقاري الذي لا يشترط الحصول على ترخيص، سوى إمكانية القراءة أو الكتابة.
وطالب العقاري علي الشهري مدير عام شركة عقارية بوضع تشريع جديد ينظم مهنة الوساطة أو السمسرة العقارية، أسوة بلائحة الاستثمار العقاري التي طرحتها هيئة سوق المال وساعدت على تنظيم سوق المساهمات العقارية.
وأضاف: هناك فئة من الوسطاء يعرفون ب(تجار الشنطة) يعلنون عن أراض وعقارات لا يحق لهم التصرف فيها، بهدف كسب عملاء أو استدراجهم، أو للتأثير على أسعار السوق، أو إقامة علاقات جديدة قد تمكنهم من الحصول على عروض أخرى.
من جانبه، شدد عبد الرحمن المهيدب المتخصص في الصناديق والاستثمار العقاري، على أن تنظيم المهنة سيساعد على إخراج الكثير من غير المهنيين من السوق. وأشار إلى أن هناك كثيراً من الممارسات الخاطئة في مجال الوساطة العقارية حالياً، ومن أغربها أن العقاري يصادف ترويجاً لأراض يفاجأ بأنها أرضه يروجها سماسرة باسم مالك آخر. وأضاف أن هناك الكثير من المواقف التي كشفت عن وجود وسطاء دخلاء بعيدين كل البعد عن أصول المهنة التي يجب أن تدخل ضمن نطاق الأمانة والحفاظ على سرية ممتلكات الغير.