يحل علينا هذا الضيف الكريم مجدداً ونحمد الله تعالى.. أن بلغنا هذا الموسم العظيم ونحن في أتم الصحة والعافية..
** نحمد الله.. أن منّ علينا وجعلنا ممن دخل عليهم هذا الشهر واستطاعوا صيامه..
** فكم من شخص كان يستعد لهذا الشهر.. يستعد للصيام والقيام؟
** وكم من شخص كان يخطط لأيام وليالي رمضان فصار من عداد الموتى قبل أن يصير شيء من ذلك؟
** وكم من شخص أصابه مرض أو أُصيب في حادث وكانت إصاباته حائلاً دون أن يتمكن من الصيام؟
** والناس في استقبالهم لهذا الشهر الكريم على درجات.. هناك من هو سعيد للغاية.. تبرق أساريره فرح فرحاً شديداً.. كان يعد الأيام والساعات قبل قدوم هذا الزائر.. متعطشاً لأيامه ولياليه.. مستعداً للعمل الصالح.. وضع لنفسه برنامجاً حاملاً يتضمن أصناف العبادات والطاعات.. تعلقاً مقلعاً وملغياً كل ما سوى ذلك.. إلا إذا كان عملاً من الأعمال المباحة المشروعة.. فهو إن شاء الله طاعة وعبادة.
** نعم.. هناك من هو سعيد بمقدم هذا الضيف الكريم.. سعيد بأيامه وساعاته ولياليه.. مستعد لصرف هذا الوقت في كل ما ينفعه في دينه ودنياه.. لا وقت للهو والعبث.. ولا وقت أيضاً لما يخدش صومه ويفسد عليه الطاعة.
** يعرف أن رمضان موسم عبادة وطاعة وقرب من الله.. ولا شيء غير ذلك.
** وهناك من يستقبل رمضان بشتى أنواع الملاهي والمشاغل والانصراف إلى أمور قد تفسد عليه طاعاته أو أقل أحوالها.. إنها تصرفه عن الطاعة.
** هناك من فهم رمضان على أنه موسم ترويح وترفيه وانسياق وراء برامج تصب في هذا الاتجاه.
** وهناك من يستقبل رمضان ببرامج ترفيهية وتسويقية وكان شهر تسويق وترفيه فقط؟
** قبل أكثر من ثلاثة عقود.. كنا لا نعرف السهر في رمضان وكانت الناس تعمل في النهار وتنام في الليل.. وكنا لا نعرف هذه الحشود من البرامج والملهيات والمسليات في كل شيء.. ولا أعني فقط.. البرامج الإعلامية التي تتسابق عليها الفضائيات بل كل برنامج يهدف إلى إشغال الناس في رمضان وصرفهم عن الطاعة.
** كانت الناس تستمتع برمضان وتصرف الوقت كله في الطاعة..
** وكانت الناس تنام ليلاً.. وقليل جداً.. هم الذين يسهرون حتى ولو لمنتصف الليل.
** واليوم.. لا نوم في الليل.. ولا يقظة في النهار.
** اليوم هناك من يصوم فقط وهو لاهٍ عن كل شيء.. حتى عن الصلوات المكتوبة.. وقد يؤديها قضاء.
** هناك من ينام طوال النهار.. فإذا قام بعد أذان المغرب ثم (شبع) من الأكل.. قام و(نقر) الصلوات (جمعاً).
** وهناك من يتكاسل وينسدح بعد المغرب وقد ينسى أو يتناسى الصلوات نسأل الله العافية.
** هذه.. هي أصناف الناس في استقبال هذا الشهر.