Al Jazirah NewsPaper Friday  21/08/2009 G Issue 13476
الجمعة 30 شعبان 1430   العدد  13476

من هنا نبدأ
انطلاقة التغيير من رمضان

 

إن شهر رمضان المبارك هو شهر انتصار الإنسان، بكل ما تعني هذه الكلمة من معان كثيرة قيّمة؛ فهو انتصار على الشيطان، انتصار على الشهوات، انتصار على السيئات، انتصار على الغفلة والكسل، انتصار على عاداتنا السيئة التي تؤذينا وتؤذي من حولنا.. فكل إنسان مجبول على التقصير وعلى النقص، ومن سعة رحمة الله على عبده تيسيره للمؤمن وإقامته لمواسم خير لأجل أن يسد فيها الخلل ويكمل فيها النقص والتقصير وترتقي فيها النفوس، وكل إنسان لديه رغبة كبيرة في تغيير سلوكيات من حوله إلى الأفضل كما يرغب في تغيير سلوكه وحياته إلى الأجمل والأصلح. وكل الدراسات العلمية أوصلت أصحابها إلى قناعات غير عادية بنتائج التغيير. وكما ذكرها القرآن الكريم: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}. أي أننا لا نستطيع أن نغير أي إنسان آخر؛ فنحن نستطيع أن نوجد جوا مناسبا للتغيير ونوجد الحافز للتغيير ونوجد أيضا الدافع الذي يؤدى إلى التغيير، لكننا لن نستطيع أن نغير إنساناً أمامنا، ولو كان بإمكان أي إنسان أن يغير إنسانا آخر لاستطاع النبي- صلى الله عليه وسلم- أن يغير أقرب الناس إليه، إلا أن بعضهم مات مشركا؛ {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء}.

لكننا والأهم أننا نستطيع أن نغير أنفسنا ونجعل منها انطلاقة لنا في ميادين الخير توقظ من حولنا خاصة في شهر رمضان؛ فهو مدرسة تربوية متكاملة تعين الإنسان على تحقيق ما يريد والتخلص مما لا يريد؛ فهو فرصة لانطلاقة متحررة لمن ابتلاه الله تعالى؛ يقول جل وعلى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} البقرة:(222).

فرصة لمن ابتلي بتعاطي الحرام ولمن كان مقصرًا في نوافل العبادات، من هجر القرآن قراءة وتدبراً وتعلما، وفرصة لمن ابتلاه الله تعالى بقلب قاسٍ لا يرحم ودوما يظلم كان يأكل الحرام من خلال أكل الربا، وهو فرصة لأصحاب الخيرات والذنوب جميعهم لتصعد همتهم وتقوى عزائمهم بحبل الله فيشعروا بلذة القرب منه والتنعم بفضله. شهر رمضان فرصة العمر السانحة..

يقول الشاعر:

خل الذنوب صغيرها

وكبيرها ذاك التقى

واصنع كماش فوق أر

ض الشوك يحذر ما يرى

لا تحقرن صغيرةً

إن الجبالَ من الحصى


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد