إن شهر رمضان المبارك هو شهر انتصار الإنسان، بكل ما تعني هذه الكلمة من معان كثيرة قيّمة؛ فهو انتصار على الشيطان، انتصار على الشهوات، انتصار على السيئات، انتصار على الغفلة والكسل، انتصار على عاداتنا السيئة التي تؤذينا وتؤذي من حولنا.. فكل إنسان مجبول على التقصير وعلى النقص، ومن سعة رحمة الله على عبده تيسيره للمؤمن وإقامته لمواسم خير لأجل أن يسد فيها الخلل ويكمل فيها النقص والتقصير وترتقي فيها النفوس، وكل إنسان لديه رغبة كبيرة في تغيير سلوكيات من حوله إلى الأفضل كما يرغب في تغيير سلوكه وحياته إلى الأجمل والأصلح. وكل الدراسات العلمية أوصلت أصحابها إلى قناعات غير عادية بنتائج التغيير. وكما ذكرها القرآن الكريم: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}. أي أننا لا نستطيع أن نغير أي إنسان آخر؛ فنحن نستطيع أن نوجد جوا مناسبا للتغيير ونوجد الحافز للتغيير ونوجد أيضا الدافع الذي يؤدى إلى التغيير، لكننا لن نستطيع أن نغير إنساناً أمامنا، ولو كان بإمكان أي إنسان أن يغير إنسانا آخر لاستطاع النبي- صلى الله عليه وسلم- أن يغير أقرب الناس إليه، إلا أن بعضهم مات مشركا؛ {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء}.