النقد الهادف البنَّاء أمر مطلوب، وفي هذا الزمان تفتقد الساحة الأدبية للناقد البصير الذي يستطيع أن يقدم نقداً رائعاً وهادفاً معه نميز بين الغث والسمين، وبين ما هو جميل، وما كان دون ذلك، إذ إنه يندر في زماننا هذا وفي ظل تغير مسار الأدب لدى البعض عندما أقحموا أنفسهم فيه فجنحوا به وشككوا فيه وأساؤوا له من خلال التلاعب فيه وفي ألفاظه ومعانيه حتى خرج لنا جيل يدَّعي المعرفة في الأدب حتى صدَّقوا بأنفسهم أنهم أدباء وأنهم بلغوا القمة، نحن بأمسّ الحاجة لذلك الناقد الفذ الذي يحلل النصوص الشعرية، ويخرج لنا منها الراقي ويترك الباقي من رديئها، ويقول هذا قول حسن وهذا لا يصلح، ومن يتأمل في الصفحات الشعبية يجد أنها تشتكي من عدم وجود الناقد وإن وجد فهو قليل ونقده لا يستمر، والنقد دون أدنى شك سبيل للطريق الصحيح للتعلم والصعود إلى سلم المجد، والناقد بصير، فمن وجد نقداً من الآخرين أخذ بنقدهم واستفاد منه وحاول تطوير نفسه بتلافي ما صدر منه من أخطاء نُقد عليها مع شكر أصحابها.. والدنيا دروس وتجارب يستفيد منها المرء خصوصاً من يريد التقدم والرقي لا التأخر والتخلف عن ركب أهل الهمم العالية طلاب المجد وبلوغ القمة، وسوف يكون هناك موضوع آخر سأتحدث فيه عن الشخصية المنتقدة بكل شفافية وصراحة.. ما لها وما عليها.. وماذا يجب عليها حيال النقد؟ فانتظروا ذلك قريباً بمشيئة الله، ودمتم بخير وعلى خير.