Al Jazirah NewsPaper Friday  14/08/2009 G Issue 13469
الجمعة 23 شعبان 1430   العدد  13469
لا حكومة إلكترونية بدون البريد!!
سهم بن ضاوي الدعجاني

 

** (لا يمكن أن تكون هناك حكومة إلكترونية حقيقية دون أن توجد شبكة بريد فاعلة).

رئيس مؤسسة البريد السعودي

أقدر تماما فوز هذا الجهاز العتيق المرتبط بشبكة معقدة من مصالح المواطن بعدد من الجوائز العالمية،

منها: جائزة world mail awards 2007 للتطوير والتحديث، وجائزة social responsi

bility award corporate العالمية عن خدمة

المجتمع، وجائزة المركز الثاني في البريد العالمي لخدمة العملاء 2006م.

وأقدر - أيضا - الإنجازات الكبيرة التي قدمتها المؤسسة، منها حسب اطلاعي ومتابعتي الشخصية: تبسيط العنوان البريدي حيث قسمت المملكة إلى 37051 رمزا بريديا، وذلك لتأسيس خدمة بريدية جديدة تعتمد على نظام جديد للعنونة وبنية تحتية للرموز البريدية القابلة للاستخدام محليا وعالميا، وخدمة (ناقل) التي تقوم بنقل المواد البريدية بين جميع مناطق ومدن المملكة، والتي تصل إلى 5000 نقطة.

وبين الجوائز والإنجازات مساحة من التحديات التي تحتاج إلى تأمل ومراجعة من القائمين على مؤسسة البريد، منها: التخلص من الإرث البيروقراطي لهذا الجهاز الذي يعتبر من أقدم الأجهزة الحكومية لدينا، وهل بدأ يتعامل المجتمع مع البريد على أساس أنه قطاع خاص أم لا؟، وتغيير نظرة موظفي هذا الجهاز إلى المستفيدين من خدماته حيث أصبحوا عملاء وليسوا مراجعين، والخروج من حالة (الترهل) التي اتصف بها البريد على مرور السنين الماضية.. وللخروج من هذه التحديات على مؤسسة البريد في مرحلتها الجديدة الالتفات الحقيقي إلى (موزع البريد) وتحديث مساره الوظيفي باشتراط مواصفات متميزة لمن يرغب في العمل في هذا الموقع الحيوي الذي أعتبره البوابة الحقيقية إلى عالم خدمات البريد السعودي، فالتحدي الحقيقي أمام رئيس مؤسسة البريد أن يحول وظيفة موزع البريد إلى (موضع التاج) لتصبح أفضل وظيفة على الإطلاق بالمؤسسة، يبدأ بها الشاب السعودي ويتدرج إلى الوظائف الأخرى.

ثم تحسين الأداء وجودة الخدمة على أسس تجارية سواء بإنشاء الشركات أو المشاركة مع القطاع الخاص لتقديم الخدمات (التوزيع، البريد الدعائي، الخدمات المالية، البريد الممتاز، المكاتب الأمامية)، وقبل ذلك الحرص على تسويق تلك الخدمات التي ستقدمها المؤسسة للمواطن لتكتمل النظرة الشمولية لدى المواطن العميل وليس المراجع القديم، وهذا يمكن تحقيقه بتدريب من يقدم الخدمات البريدية في كافة مدن وهجر المملكة بتغيير النمط العام لتقديم الخدمة برفع ثقة العميل في خدمات البريد .

إن تحويل مكاتب البريد إلى منافذ بيع out

lets أو مراكز لتقديم الخدمات service Hubs

، حلم كل مراجع قديم للبريد العزيز، لكنه مبكر جدا على ما نراه ونلمسه من واقع الخدمة البريدية المتواضعة التي يراها ويشاهدها بل ويكتوي بأخطائها المواطن كل يوم.

أخيرا

لا أريد أن أكون متشائما من تطوير هذا الجهاز، ولكن يكفي سماع معاناتنا المتكررة مع موزعي الطرود البريدية، ورفع رسوم الاشتراك السنوي، ومأساة الاتصال بالرقم المجاني الخاص بالبريد المسجل.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد