Al Jazirah NewsPaper Sunday  09/08/2009 G Issue 13464
الأحد 18 شعبان 1430   العدد  13464

تاريخ ومكانة الخرج في السابق

 

يعتبر إقليم الخرج من منطقة العارض في قلب اليمامة بنجد. فهي الجزء الأوسط تقريباً وبالتحديد في الجنوب الشرقي من عاصمة المملكة وتبعد عنها حوالي 85 كم. وتقع بين خطي طول 46-45ْ وخطي عرض 23-25ْ وترتفع عن سطح البحر بحوالي 1350 قدماً حيث تقع على مرتفعات حزمية وسهول منبسطة ومياهها جوفية وتكثر بها الآبار السطحية، حيث إنها تقع على حوض جيولوجي مكون من الصخور الرملية الحديثة وتنتمي إلى الجهات المدارية الجافة حيث المناخ القاري الذي يميل إلى الاعتدال في بعض الأحيان.

والخرج: ناحية مشهورة ورد ذكرها في معاجم البلدان وكُتبها حيث كانت ذات تاريخ عريق يرجع إلى العرب البائدة.

عاش على أرضها أمم وقبائل وشعوب شتى، خلدت الكُتب التاريخية ذكرها. ولم نعثر على بداية لها مما يدل على عراقتها وهي ذات موقع استراتيجي وخير وادٍ في اليمامة والخَرْج بفتح أوله وتسكين ثانيه وآخره جيم وتعني أنها تخرج المياه والخيرات، والخرج خلاف الدخل وهو لغة في الخراج ومنه اجعل لنا خرجاً. وهي مأخوذة من الخراج حيث كانت تمد خراجها إلى مكة والمدينة وما جاورها (الحجاز) وذلك في الجاهلية وبدء الإسلام عندما كانت تحت زعامة الدولة الحنفية ومركز اليمامة في ذلك الوقت. ولم تُعرف بهذا الاسم إلا من ذلك الوقت حيث أُطلق عليها اسم الخرج نسبة إلى أنها سلة الخبز للجزيرة العربية وقاعدتها (الدلم).

وحسب الدراسات الجيولوجية والكشوفات الأثرية حيث دلت على أن منطقة الخرج جنة من الفردوس المنثورة على الأرض تغمرها الأشجار والأزهار وتتدفق فيها العيون والأنهار حين يوجد بها أكثر من 360 عيناً جارية. وتتكاثر فيها الحيوانات والطيور ويجد فيها الإنسان رزقه بأهون سبب حتى أصبحت بمرور الأزمنة بلاداً جافة حارة غاضت ينابيعها وعادت جناتها صحاري شبه مقفرة، وكانت آنذاك مطمعا لكل طامع عندما سمعوا بخيراتها استولوا عليها وعاشوا فيها ولم يدون التاريخ شيئاً من أخبار أقوام ينتمون إلى عاد وثمود، حتى سكنها في العصور الجاهلية بعض القبائل العربية ذات القوة والمنعة وكثرة العدد من العرب البائدة فمنهم قبيلتا طسم وجديس ودولة كنده ثم دولة بنو حنيفة ثم الدولة الإخيضرية والعائذية وأخيراً الدولة السعودية.

لقد طالت اليمامة تحت سيطرة دولة بنو حنيفة في عهد النبوة وعهد الخلفاء الراشدين والعصر الأموي والعباسي الذي استمر 121عاما إلى أن استولى عليها حمود بن يوسف الأخيضري عام 253هـ وأقام دولته ويتخذ من الخضرمة قاعدة لملكه حتى سقطت دولتهم على يد القرامطة عام 325هـ وبقيت الخرج فترة من الزمن لا يعرف شيئاً من تاريخها أصبحت إمارة صغيرة وفي مطلع القرن الثامن تغلب بنو عائذ، وبوصول الجبور إلى السلطة في الأحساء عند مطلع القرن التاسع الهجري برز نفوذهم على نجد ومنها الخرج، وفي القرن العاشر سادت الولاية للعثمانيين بعد سقوط الجبور حيث دانت للإشراف وفي عام 1095هـ توطدت الزعامة في الخرج لآل عائذ وكانت قاعدتها (الدلم) واستمرت إلى الدولة السعودية الثالثة عندما افتتح الملك عبد العزيز الرياض. ولقد طالت الصراعات بينهم وبين الدولة السعودية الأولى والثانية في الدرعية.

وكانت قبل ذلك تُسمى جو وقاعدتها الخضرمة عندما كانت سكناً لقبيلة جديس وبعدها شملها اسم اليمامة نسبة إلى اليمامة بنت سهم بن طسم حيث كانت قبيلتها طسم تسكن العرض وادي حنيفة وهي متزوجة من جديس، ومع كل ذلك فقد كانت الخرج في ذلك الوقت تشتمل على عدد من البلدان كالدلم واليمامة والسلمية والضبيعة والخضرمة وبرقة والخفس وماوان وتوضح ونحوها.

فهي عبارة عن قرى عامرة ومزارع ونخيل عاشت على أرضها عدة حضارات سطر التاريخ اسمى معانيها فكان الكل يحسب لها الف حساب حيث العدو يخشاها والصديق يتمناها والمسافر يغشاها. كانت في السابق كثيرة المياه تتجه إليها كثيراً من السيول وكأنها ممر له يقول عنترة بن شداد.

شربت بماء الدحرضين فأصبحت

زوراء تنفر من حياض الديلم

وورد في معجم البلدان قوله:

يضربن بالأحقاف قاع الخرج

وهنَّ في أُمنية وهرج

وقال ذو الرمة:

بنفحة من خزامي الخرج هيجها

وقال جرير بن عطية الخطفي:

يا حبذا الخرج بين الدام والأدمي

فالرمث من برقة الروحان فالغرف

ويقول الأعشى:

ويوم الخرج من قدماء هاجت

صباك حمامة تدعو حماها

حمد بن عبد الله بن خنين - الدلم


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد