Al Jazirah NewsPaper Sunday  09/08/2009 G Issue 13464
الأحد 18 شعبان 1430   العدد  13464
في الوقت الأصلي
كما توقعت..؟!
محمد الشهري

 

في مقال الأسبوع الماضي توقعت خروج كالديرون من تبعات حواره (الشبهة) للصحيفة الإسبانية كالشعرة من العجين من خلال إلقاء الأسباب على شماعة الترجمة أو على شيء من هذا القبيل (؟!!).

** حتماً أنا لا أعلم الغيب.. فتلك صفة إلهية بحتة.. ولكني بنيت توقعاتي على جملة من الشواهد والسوابق المتعاقبة في مثل هذه الأمور وغيرها (؟!!).

** غير أن ما لم أتوقعه، ولا أعتقد أن أحداً غيري توقعه هو.. حصول كالديرون على اعتذار من الصحيفة الإسبانية بحسب ما جاء في الأخبار غير المؤكدة.. تحت مبرر (سوء فهم الصحيفة لمعاني ما ورد في حديث كالديرون) (؟!!).

** ولا نعلم كيف حدث سوء الفهم المزعوم.. خصوصاً إذا علمنا أن الأرجنتينيين والإسبان يتحدثون لغة واحدة هي (البرتغالية) وبالتالي انتقاء عذر سوء الفهم أو سوء التفاهم لا فرق (؟!!).

** ولعل الأغرب والأعجب من هذا كله هو: بقاء أمر استخلاص واستجلاء الحقيقة حول القضية برمتها بما تحمله من ملابسات ومن أبعاد، بأيدي أطرافها.. هذا ينفي ويبرر.. وذاك يعتذر.. كل هذا بعد أن تم إيصال مضمون الرسالة (؟!).

** فيما ظلت الجهات المعنية تنتظر الفرج من خلال ما ستسفر عنه (حبكة) التصريف التي جاءت دون ريب بمثابة الماء البارد على قلب الظمآن في عز القيظ (؟!!).

** على أن أكثر ما يبعث على الارتياح هو أن الذين تحدثوا وعلقوا على حديث (الشيخ كالديرون) لم يتم إلزامهم بالاعتذار له على غرار اعتذار (آس).

** بالمناسبة: لقب الشيخ ليس من عندي، وإنما هو هدية خلعته عليه إحدى الصحف المحلية المنغمسة في الصفراوية حتى النخاع.. يستاهل المشيخة (؟!!).

مخرجات المنتديات.. هيافة وأكاذيب؟!

** ابتليت الصحافة الرياضية مؤخراً باقتحام عينات من مخرجات منتديات الجماهير الانترنتية للمجال وممارسة المهنة التي يفترض ألا يمارسها إلا من كان على قدر كبير من المصداقية والنزاهة فيما يتناوله من موضوعات، بعضها غاية في الحساسية.

** ناهيكم عن ضرورة توافر الحد الأدنى على الأقل من الأدوات والقدرات المطلوب توافرها لممارسة مهنة الصحافة.. وإلا تحولت إلى ملهاة يعبث فيها كل من هب ودب.. خصوصاً من لا تتجاوز قدراتهم ومؤهلاتهم شرط التعصب لهذا النادي أو ذاك.. مع ما تيسر من جرأة على اعتساف الحقائق والتطاول على الكبار وتلفيق المعلومات، ولا بأس من ممارسة اللصوصية والاعتداء على أفكار الغير ونسبها لأنفسهم في وضح النهار دون خجل أو حياء (؟!!).

** وحتى لا يتم اتهامي بالتجني دون أدلة.. هاكم الأنموذج التالي لما كتبه أحدهم قبل أيام.. إذ قام بسرد قائمة من المعلومات المحرفة والمكذوبة.. اختتمها مستشهداً بمعلومة زعم من خلالها قيام الكابتن سامي الجابر بالتلفظ على المدرب الروماني (بلاتشي) بأن وصفه بالحيوان وذلك على هامش لقاء جمع الهلال بأحد الأندية الإماراتية حسب زعمه (؟!).

** ولأن الأخ كان أكثر حرصاً على تملق بعض الأطراف الصفراء على حساب أخرى.. ولأن الصدق والأمانة هما آخر اهتماماته طالما أن غرضه تملق هذا والإساءة لذاك.. هذا فضلاً عن اتضاح تورطه وفقره المدقع في الإلمام بأصول الاستناد إلى الوقائع ومن ثم تقديمها على شكل معلومات، والتي من أهمها شرط عدم الإخلال أو التحريف أو التزوير وهو ما وقع فيه الأخ طائعاً مختاراً.

** ذلك أن المباراة مثار الحديث كانت بين الهلال السعودي والسد القطري في مدينة الدوحة.. وكان بلاتشي حينذاك هو من يقوم على تدريب فريق السد.. هذا جانب.

** الجانب الآخر: إن المقصود والمعني باحتجاج الجابر هو اللاعب المجنس (كوني) وليس بلاتشي كما زعم الأخ، والذي جاء بعد أن تجاوز ذلك الكوني كل أبجديات وقيم التنافس الشريف.. مما اضطر الجابر إلى رفع عقيرته احتجاجاً على ممارساته الخارجة عن الروح الرياضية وأدبياتها ومتطلباتها.

** أردت فقط من الاستدلال بهذا الأنموذج من العبث باسم وقيم ومهنية الصحافة على سبيل المثال لا الحصر وحسب، وإلا فإن الشواهد عديدة، والقائمة مليئة بالكثير من الأمثلة والنماذج التي تحط من قدر الصحافة وتجعلها مثار استهجان وسخرية المتلقي.

** من هذا يتضح أن اللوم لا يقع على هؤلاء على اعتبار أن هذه هي بضاعتهم.

** وإنما يقع في الأساس على عاتق المؤسسات أو المطبوعات الصحافية التي تستكتبهم وتقدمهم للقراء في ثياب أصحاب فكر.. دون التفطن إلى أن ما يجوز في المنتديات لا يجوز في الصحافة السيارة - مع الاحترام للمنتديات - بعضها وليس كلها.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد