قام مدير عام الشؤون الصحية بالرياض الدكتور هشام ناضرة بتفقد عدد من مراكز الرعاية الصحية الأولية بغرب الرياض، لمتابعة حضور الموظفين والتباحث حول كيفية تحقيق الانضباط الإداري،وشرح بعض جوانب اقتصاديات الصحة ومفهومها للعاملين.
وقد أحال المدير العام الموظفين الغائبين وغير الموجودين على رأس العمل ساعة الزيارة إلى إدارة المتابعة للتحقيق معهم ومحاسبة المقصرين.
وإني استغرب من عدم وجود الموظفين برغم وجود وسائل الاتصال الحديثة التي تحضر الموظف من منزله وتزرعه في مكتبه! ولكن يبدو أن علاقة موظفي المراكز ببعضهم ليست على ما يرام، حيث لم يتم وصول بلاغ الزيارة إلا بعد انتهائها؛ مما جعله يسجل حالات غياب بغير عذر. ولعلنا نعذر بعض الموظفين الموجودين بعدم تبليغ زملائهم ربما لكونهم خارج منطقة الرياض بسبب أعذار واهية مثل إجازة المدارس والصيف والحر والملل وقلة الراتب وقسوة بعض المديرين و....و.. وقد ينتهي الجزء المخصص للمقال دون الانتهاء من إحصاء أعذار أطباء وموظفي المراكز المتغيبين الذين يدَّعون الظلم، ويتعاطف بعض الناس معهم، وليحتمل المرضى أسقامهم أو ليتوجهوا للمستوصفات الخاصة.
وبرغم سروري بالزيارة التفقدية إلا أنني حزنت حين علمت أن الهدف من التفقد هو متابعة حضور الموظفين، وكنت أتمنى أن يمتد الهدف لأمور أخرى مثل مدى إنتاجيتهم، والتأكيد على الاستعدادات لمكافحة العدوى، وتوفير الأدوية اللازمة خصوصاً للفقراء من مرضى القلب والصرع والسكري والضغط، والتعامل مع المراجعين بإنسانية، ناهيك عن حسن الاستقبال والتعامل الراقي مع الجميع بشكل عام وكبار السن على وجه التحديد، لتحقيق الرضا المطلوب، كما هو المعمول به تماماً في المستوصفات الخاصة.
ولعلها فرصة أن أنقل للمدير العام على استحياء رغبة بعض المراجعين دفع رسوم كشف رمزية لتحسين الخدمات، كما أرجوه إقرار (بدل ابتسامة) للعاملين بالمراكز الصحية من أطباء وممرضين وفنيي صيدلة ومختبرات. وكذلك التفكير بصرف (بدل حركة) لبعض الأطباء الذين يكشفون وهم رقود عفواً وهم جلوس على كراسيهم الثابتة، فقليل من أطباء المراكز الصحية وطبيباتها يكشفون على المرضى وهم واقفون أو مستندون ولو على سرير الكشف.
أقول ذلك لأنني كتبت عدة مرات عن رداءة المراكز الصحية إدارياً وفنياً، ولاسيما عند تعيين مدير عام جديد للشؤون الصحية بالرياض فأكاد أتحسس ومضة أمل وشمعة تفاؤل تلوح بالأفق ما تلبث أن تخبو تلك الشمعة ليحل الظلام الدامس.
ولثقتي بإخلاص د.ناضرة وجهوده المشكورة في منطقة القصيم؛ فإني أدعوه للقيام بزيارة ترفيهية لأحد المستوصفات الخاصة بعد كل زيارة تفقدية لمركز صحي حكومي ليشفى مما ناله من قهر وكآبة وخيبة أمل.
ولأن صحة الناس هي مسؤوليتهم؛ فإنني أدعوهم للعناية بها من خلال الوقاية التي هي في الواقع التاج الذي يلمع فوق رؤوس الأصحاء فلا يجعلوه يصدأ أو يعلوه الغبار! وليصرفوا النظر عن المراكز الصحية المريضة، والصيدليات التجارية التي تعدت اهتماماتها الأدوية، فأصبحت محلات تجميل وتزيين وأدوات نظافة.
ص.ب 260564 الرياض11342
rogaia143@hotmail.com