سؤال محير عما يحدث هذه الأيام في مجتمعنا السعودي، ظواهر غريبة على مجتمعنا لم نكن نسمع بها من قبل، ابن يقتل أباه، ومراهق يقتل أمه، وطالب يقتل معلمه، وزوج يقتل زوجته، جرائم قتل بشعة لم تسلم منها فئة دون فئة، الآباء، الأمهات، الأبناء، رجال الهيئة، رجال الأمن، المعلمون، بل وتطور الأمر لتبرز لنا حالات قتل جماعية أب يقتل أبناءه، زوج يقتل

زوجته وأبناءه ثم يختم بقتل نفسه!!!!!!

ست حالات قتل في يوم واحد في مدينة من مدن المملكة، ولا يمر يوم دون أن نسمع أو نقرأ عن حالات

قتل متنوعة عبر الصحف ومواقع الإنترنت.

ماذا يحدث، ولماذا رخصت الدماء إلى هذا الحد، ومن المسئول عن ذلك؟! أسئلة تُطرح لمواجهة هذه الحالات الغريبة على مجتمعنا.

لقد بذلت الدولة -وفقها الله- الكثير من الجهد والمال لمواجهة فكر التكفير القائم على أساس استباحة الدماء المعصومة فعقدت المؤتمرات والندوات الفكرية وأُقيمت المحاضرات والندوات التوجيهية ونظمت الحملات الإعلامية، كل ذلك من أجل مواجهة مد التكفير، وظاهرة القتل العمد التي استشرت في المجتمع لا تقل في خطورتها ونتائجها عن مخرجات فكر التكفير خصوصاً إذا علم عدد ضحايا هذه القضية خلال عام واحد فقط، وهذا يعني أنها تستحق من الجهات المسئولة كوزارة الداخلية والشؤون الإسلامية والإعلام وغيرها من قطاعات الدولة وضع خطط مبرمجة طويلة المدى لمواجهة هذه القضية والبحث عن مسبباتها وعلاجها ولعل من المناسب وضع بعض المقترحات في ذلك ومنها:

1- الاعتراف بوجود هذه الظاهرة والشجاعة في بيان أسبابها وعدم التهرب من ذلك بتعليق تلك الجرائم على شماعة المرض النفسي فما كل قاتل بمريض نفسي.

2- سرعة البت في قضايا القتل وإقامة الحدود الشرعية على مرتكبي الجرائم وإشاعة ذلك بين الناس.

3- قيام وزارة الشؤون الإسلامية بتكثيف برامجها الدينية العامة والخاصة والمساهمة في توعية المجتمع والسعي لزيادة إيمانه بالله ومراقبته له وتعظيمه وخشيته، وبيان حق المسلم على المسلم، وحرمة دم المسلم، والتذكير بالوعيد الوارد في القرآن والسنة لمستبيح الدم المعصوم.

4- قيام وزارة التربية والتعليم بتنظيم برامج توعوية مكثفة في المدارس والمخيمات والنوادي تنظم خلالها المحاضرات والندوات التوجيهية التي من شأنها رفع مستوى الوعي لدى الطلاب حيال هذه الظاهرة وبيان خطورة التعدي على الدماء المعصومة.

5- تبني وزارة الإعلام لخطة إعلامية تشترك فيها جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية لتوعية المجتمع بحرمة دم المسلم وحقوقه.

6- قيام الجامعات ومراكز البحوث والدراسات بدورها في مواجهة هذه الظاهرة من خلال القيام بعمل دراسات مستفيضة لهذا الداء وأسبابه ووسائل مواجهته والوقاية منه.

7- قطع الطريق على مسببات انتشار هذه الظاهرة من خلال تكثيف الرقابة على وسائل الإعلام وما تعرضه من برامج وأفلام، والعمل عل حجب القنوات التي من شأنها زعزعة إيمان المواطن السعودي وتهميش أثر الإيمان في حياته وتهوين أمر الجريمة في نفسه، وتشجيع وسائل الإعلام المحافظة التي تُغلِّب مصلحة الدين والوطن على المصالح المادية الشخصية الضيقة.