بريدة - عبدالرحمن التويجري:
شهدت قاعة المحاضرات في نادي القصيم الأدبي أمسية قصصية نظمتها جماعة السرد بالنادي، وكان فارساها القاصين عبد الحليم البراك وإبراهيم الدغيري وأدارها عضو جماعة السرد الأستاذ عقيل الفهيدي، وقد افتتح القاص الأستاذ عبد الحليم البراك باكورة قصص الأمسية بنص حواري، ثم قرأ جزءاً من نص روائي طويل، وختم سرده بنص قصصي حمل عنوان (امرأة من الشمس)، ثم ألقى القاص الأستاذ إبراهيم الدغيري قصصه مبتدئاً بقصة (خبر الروائي حسن بعد شهرته) تلتها (الوسيم) ف(أختي) وختمها بمجموعة قصص قصيرة جداً (اعتراف، انتظار، وعظ، طائرة، الوزير).
بعد ذلك أتيحت الفرصة لمداخلات الحضور، حيث بين الدكتور حمد السويلم رؤيته لقصص القاصين وكيف أنهما تعبران عن أزمة الإنسان المعاصر في ظل غياب الرؤية الواضحة والمبهمة، وأشار إلى أن لغة الحوار قد تجلت بشكل كبير، مشيراً إلى أن الدرامية قد وضحت في البناء القصصي بينما اختفى عنصر الحدث. ولم يعب الدكتور السويلم نهجهما لاتباعهما مدارس مختلفة لها حضورها النقدي، وقد دعا القاصين إلى تقديم إنتاجهما للنادي لطباعته.
بعد ذلك أشعل الدكتور عبد الحليم العبد الطيف عضو هيئة التدريس في جامعة القصيم أجواء الأمسية حين وجه نقداً حاداً لفارسيها القاصين، وذلك بشكل ضمني عندما تحدث بلغة العموم في إشارة لهما مبيناً مدى التعقيد اللفظي والمعنوي وقتامة الرؤية والتقصد للهلامية، عازياً ذلك إلى البعد عن كتب التراث واتباع المنهج الوافد في كتابة القصة، مهاجماً المدارس الحديثة التي يتبعها كثير من أبناء جيل هذا العصر الذي وصفهم بالمفتقدين للذائقة السليمة ومهووسي الإغراب !!.
كما أنه عدّ القصة القصيرة التي لا تحكي واقعاً حقيقياً شكلاً من أشكال الكذب المحرّم الذي يجب أن يبتعد عنه القاصّان وسائر كتّاب القصة. مؤكّداً أن الشكل القصصي الذي يجب أن يحتذى هو القصة القرآنية.
وقد أثارت هذه المداخلة الأستاذ عبد الحليم البراك حين دخل في نقاش غاضب مع الدكتور العبد اللطيف حيث حاول أن يرد ما قاله العبد اللطيف، موضحاً أن اللون القصصي ليس لوناً شرعياً مبيناً أن الكذب والصدق لا يجب تطبيقهما على الإبداع القصصي، ولا يمكن للقاص أن يفتش عن قصص الآخرين في المحاكم كي يصبح إنتاجه صادقاً وواقعياً، ويبين أن المتلقي يدرك أن ما يقوله القاص ليس حادثاً قد وقع وبالتالي تنتفي تهمة الكذب في كتابة القصة، ورد البراك على التهمة التي وجهها العبد الطيف في مسألة الغموض والإيهام مبيناً أن ما تراه غامضاً قد يراه غيركَ واضحاً، وطالب أن يتاح للجيل الجديد أن يعبر عما يكتبه ويبدي رؤيته بعيداً عن التهميش والاتهام والتضييق كما دعا إلى سعة الأفق وفهم الواقع ومجرياته.
لكن الدكتور العبد اللطيف عاد للتعليق مرة أخرى محاولاً تأكيد وجهة نظره، وهو ما جعل بعض الحضور يناقشونه في رأيه.
بعد ذلك اختتم مدير الأمسية وقائعها شاكراً للضيوف استجابتهم وللحضور تشريفهم.
الجدير بالذكر أن هذه الأمسية تأتي ضمن موسم النشاط الثقافي الصيفي الذي بدأ في النادي قبل أسابيع.