سيظل الإنسان في كل زمان ومكان مشدوداً إلى راحته.. وهي المحصلة النهائية وغاية للإنسان سواء راحته البدنية أو راحته الروحية والنفسية.. وهنا لا أقصد أبداً الجلوس والخمول وعدم الحركة للراحة البدنية.. فهناك الكثير - وأنا منهم - يجد راحته البدنية أيضاً في ممارسة الرياضة وأقلها المشي.. أما راحته الروحية والنفسية فلن يجدها في غير الإبحار في دين الله تعالى.. ومجاهدة النفس على عمل الخير بعد أداء الفرائض..
** بهذا الاستهلال أشير إلى خبر نشرته صحيفة (الجزيرة) عن (إنجاز) لهيئة دوري زين للمحترفين، مشيرة إلى إيجاد بوابات إلكترونية في ملعب الأمير عبدالله الفيصل - رحمه الله - وأيضاً زفوا بشرى إمكانية الحصول على التذاكر عن طريق موقع على الإنترنت. وهذا شيء جميل وخطوة موفقة ولن نبخسهم حقهم في العمل الدؤوب والإيجابي.....
** فالهيئة أوجدت (الأوبشن) وتناست الأساسيات وأهمها إيجاد كراسٍ صحية للراحتين البدنية والنفسية بدلاً عن صبات خرسانة مسلحة تحيط بالملعب وادعائنا أنها مدرجات والتي قيل فيها الكثير وكتب عنها الكثير.. وكلها تتمحور حول راحة جمهور المتفرجين - التي لم تتحقق- في ذلك الملعب العتيد..
** هذا، وكنت وما أزال أتمنى على هيئة دوري المحترفين.. انتداب عدد من كبار موظفيها لحضور مباراة كرة قدم في الملعب نفسه بحيث يتخذون من مدرجات الجمهور مكاناً لهم مثلهم مثل السواد الأعظم من الجمهور الذي اكتوت مؤخراتهم من الجلوس على كتل صبات إسمنتية صماء تستقطب لهيب الشمس ولظاها طوال النهار لتعكسه في أجسام الجماهير ليلاً.. وذلك ليعرف كبار رجال الهيئة الموقرة معاناة جمهور المباريات على مقاعد أو مدرجات هذا الملعب العتيد..
** لكن أخشى ما أخشاه أن يعتبر - كبار الموظفين- أن الساعتين اللتين سيقضونها على الصبات الخراسانية تعتبر (ساونا) صحية تفيد الأجساد لإخراجها عدة لترات من سوائل الجسم وهذا فيه تخلص من الأملاح الضارة.. والسموم الكامنة تحت الجلد.. مما يعتبر صحياً ويعمم ذلك على بقية الملاعب لاكتشاف فوائد الجلوس على الصبات الإسمنتية المسلحة الساخنة كملعب الأمير عبدالله الفيصل - رحمه الله..
** إن الكراسي الصحية والمخارج الآمنة في الملاعب قد كانت هدفاً قديماً للفيفا.. حيث حددت موسم 1993م من القرن الماضي ليكون نهاية نظامية الملاعب الخالية من الكراسي الصحية والمخارج الآمنة واعتبار الملاعب التي لا تشتمل على هذه المقاعد غير نظامية، ونحن الآن في موسم 2010 ولم يتم وضع تلك الكراسي في ملعب الأمير عبدالله الفيصل - رحمه الله - وغيره من الملاعب في المملكة.. ولعل في نظرية (الساونا) يكمن السبب لإيجاد الأعذار.. ومن يتحلى بالصبر يستطيع الحصول على فوائدها.. رغم أن الجمهور الرياضي يقول: قد صبرنا على الخرسانة المسلحة حتى اشتكى الصبر من صبرنا.!!
** وأخيراً، فرغم ازدراء الطموح إلا أنه ينبغي إيجاد أحد المبادئ، وهو هنا الأماني والتمني نبعثها لعلها تجد آذناً صاغية وقلباً عطوفاً وقراراً عاجلاً.. والله من وراء القصد.
براءة كالديرون!!
لا أعلم كيف سيكون حال لاطمي الخدود وشاقي الجيوب ومختلسي الأحزان من الأفراح.. لو كان كالديرون مدرباً للهلال أو حتى للأهلي فسترتفع عقيرتهم وتأتي عناوينهم على نمط: (كالديرون يسعى لضرب وحدتنا الوطنية).. (كالديرون يخلق تأزماً في التركيبة الوطنية).. (كالديرون يعمل لتمزيق بثوابتنا الوطنية).. (كالديرون كذاب أشر).. (كالديرون يستهجن أوقات الصلاة والفرائض).. (كالديرون يسخر من عاداتنا وتقاليدنا في الأكل).. (كالديرون يهزأ من الكبسة)، وهذه الأخيرة أكبر تهمة عند البعض.. (كالديرون يدعي أن الكبسة سبب الوفيات الأول في بلادنا).. (حتى عاداتنا في المأكل والمشرب يتندر بها كالديرون في الإعلام الإسباني).. (انصبوا المشانق لكالديرون).. (يجب ألا تطأ قدمي الخائن كالديرون أرضنا الطاهرة).. ومثل هذه العناوين ستملأ عيوننا صباحاً ومساء.. عدا عن البرامج التلفزيونية التي لها تاريخ أسود في (التهريج) مع الزعيم حتى خلقت حالة غليان لدى جمهور الزعيم رافضاً تلك القنوات شكلاً ومضموناً...
هذا والعهدة على الترجمة من الإسبانية للعربية.. أجد كالديرون غير مذنب.. فهو نقل ما يسمعه بدليل أنه اختتم مقابلته بقوله: (هكذا يقولون ولم أر شيئاً).. فالرجل نسب أخيراً كل كلامه لوكالة (يقولون)، وكان شفافاً وصادقاً حينما قال (لم أر شيئاً) مما يتقولون.
تلك التصريحات لصحيفة الآس الإسبانية لم تأتِ للسيد كالديرون من فراغ بل هي نتيجة لما يسمعه من بعض مسيري ناديه الذين روضوه ودجنوه ليحمل الفكر المضلل نفسه وهم أول من يعرف أنه فكر كاذب ومضلل وضال.. هذا الكلام كان يقال عن الأهلي عندما كان متلألئاً نجومية وكؤوساً.. ثم حولوه للهلال.. وغداً يتحول للنصر أو الشباب أو أي ناد منافس.. حسب المصلحة الزمانية.. فلا جديد عند بعض من تكلست عقولهم على شرخ المجتمع والظهور الدائم بمظهر المضطهد ثم اصطناع الكفاح ضد ذلك الاضطهاد.. ورغم أن هذا الأسلوب قميء ووضيع إلا أنهم هم الذين أوجدوه منذ زمن وأزمان بكل أسف!!
قضايا الاتحاد ملأت جنبات المنظمة العالمية لكرة القدم.. وأخذت الديون تتراكم وتتكاثر موسماً بعد آخر.. وأصبح هناك الكثير من الكلام السيئ عن الاتحاد.. والضحية هو نادي الاتحاد وجمهوره المبهور بالمزايدات التي لم ينزل الله بها من سلطان.. فسمعة الاتحاد يمكن الحفاظ عليها هنا وفي الفيفا لأنها لو فقدت تصعب استعادتها.. وفي الأخير.. أنديتنا السعودية جميعها.. هي أندية وطن واحد تتنافس فيما بينها تنافساً شريفاً.. والأشرف هو من يتمسك بالنظم والإخلاص والعدل مع النفس أولاً.. ويسعى ثانياً وعاشراً لخير المجموع حتى ولو خسر جولة.. فالمقياس أخيراً هو نبل العمل المنجز حتى لو تعثر.
نبضات
* أرسلها مفعمة بباقة فل وورد نظر.. لأستاذنا أحمد العلولا مثمناً المتعة التي أضفاها عليّ شخصياً وبالتأكيد هناك آخرون كثيرون شاركوني تلك المتعة.. عندما سرد بعض الذكريات الجميلة في ذلك الزمن البعيد القريب.. وقد أصبحنا ننتظر ذكريات أستاذنا وأخينا الأكبر مكانة وفضلاً.. وبين قوسين و(عمراً).. أقول ننتظر ذكرياته فهو يمنحنا ويمنح أجيالاً كثر لطفاً وتلطفاً وإحساناً وتحسناً.. ولا فض فوك أبا جواد.. وفي انتظار جديدك.
* الوقت يمر سريعاً على الاتحاد الذي لم يسجل رسمياً أي لاعب لوجود قضايا حقوقية عليه لدى الفيفا.. وجحيم فقدان الأمل يرمي لظاه على أنصاره.. والأيام تمر عجلى ومتسارعة.. ولكن في الوقت (بدل الضائع) سيظهر المنقذ.. فارساً لا يشق له غبار يمتطي صهوة جواده في عمل بطولي نادر.. ويتم تسديد مستحقات الآخرين في اللحظة الأخيرة.. وعندها يرتفع التصفيق ويستنشق الجميع الصعداء.. وهكذا البطولات وإلا فلا!!
* يزحف البعض لتشويه تاريخ الأندية المنافسة.. رغم أن خشبهم الفاسد لا يمكن الكتابة عليه.. فالذهاب للتاريخ أمر سيء إذا جاء من فاقدي التاريخ.. فهم كالذي على شفا هوة هاوية.. وقد مضى وقت شد اللجام!!
حكمة:
أصفح عن أهلك وذويك عندما يؤذوك.. ولا تصفح عنهم عندما يؤذون الآخرين!!