Al Jazirah NewsPaper Monday  03/08/2009 G Issue 13458
الأثنين 12 شعبان 1430   العدد  13458
التدخين والداء العضال

 

سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة - وفقه الله -

تحية طيبة وبعد:

تصفحت صحيفتكم الغراء، واطلعت على مقال نشر في صفحة (الرأي) يوم الخميس الموافق 11-6-1430هـ عنوانه (الشباب وعادة التدخين)، وإن مثل هذه المقالات الاجتماعية الهادفة تذكر وتشكر لأن فيها توجيها وإرشادا للمجتمع.

إن التدخين داء عظيم، ومرض خطير، ابتلي به كثير من الناس، وهو من العادات السيئة المنتشرة في العالم عامة. ينتج بسببه الأمراض النفسية التي تؤدي إلى الاضطرابات السلوكية، وتغير في الشخصية، فينتج عن ذلك انتشار الأمراض المختلفة، وشيوع الخصال السيئة والصفات الذميمة، وقد حرمه الله تعالى في كتابه الكريم لما ينجم عنه من الأضرار الصحية التي تؤدي بالإنسان إلى الهلاك والوفاة - لا قدر الله - حيث يقول الله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}(29) النساء. وقد ذكر الكثير من الفحوصات الطبية والتجارب والحقائق العلمية العديد من الأمراض الصحية التي تصيب متعاطي التدخين والتي لا تظهر لدى المدخنين في بداية الأمر، منها: سرطان الكلى والرئة والبنكرياس، وسرطان الفم واللسان والبلعوم، وتصلب الشرايين والذبحة الصدرية، وجلطات أوعية المخ الدموية، هذا بالإضافة إلى ضعف الأعصاب والحواس، والاضطرابات الهضمية.

والتدخين من الخبائث التي حرمها الله، فمتعاطيه يؤذي الملائكة، ويؤذي عباد الله المؤمنين برائحة الدخان الكريهة. وقد يكون هذا المدخن أبا، فيكون قدوة سيئة لأبنائه فيقتدون به في تلك السلوكيات الخاطئة، والتدخين يشغل المسلم المدخن عن فعل العبادات والتقرب إلى الله بالطاعات، ويبعده عن مجالس العلم والذكر ومصاحبة الأخيار والصالحين، وفيه ضياع للصحة والمال والوقت بما يضر ولا يفيد، وفيه دعم لأعداء الإسلام ماديا، وتقويتهم معنويا. وقد يكون التدخين السبب الرئيس في مصاحبة قرناء السوء، الذين يوقعون الشباب في طرق مشبوهة وعواقب وخيمة، فقد تتحول هذه السيجارة إلى الانجراف خلف سموم المخدرات، ويكون المصير والمنقلب بين قضبان السجون - لا قدر الله - وذلك عند غياب الوعي الأسري والاجتماعي. وينبغي على المجتمع عامة والأسرة خاصة تكاتف الجهود لمقاومة تلك الظاهرة السيئة وغيرها لكي يعيش الجميع في بيئة صحية سليمة. فالواجب على الأسرة أن تتعامل مع ابنها المدخن تعاملا تربويا، وتعي المراحل المتقلبة التي يمر بها ابنها كي تستطيع أن توجه هذا الابن المدخن، وتبين له أضرار التدخين، وتمنحه الإرادة للإقلاع عن التدخين، وتتبع في ذلك الأساليب التربوية مثل: القدوة الحسنة والتربية السليمة ما بين النصح والتوجيه والإرشاد بعيداً عن الزجر والضرب والعقاب، وكذلك اتباع وسائل تربوية مع المدخنين مثل إبداء التذمر والنفور من الدخان، ومحاولة إقناعهم بالكلمة الطيبة، وتشجيع المدخنين على ترك التدخين وبيان مخاطر التدخين وأضراره التي تهلك النفس، وتذهب الأموال، وتجعل المدخن مضطرباً نفسياً وسلوكياً، ولو لأبسط الأسباب، ما إن يشعر بهذا الضيق النفسي والاضطرابات، حتى يمسك سيجارته بين أصابعه. وإن المسلم العاقل لا ينفق أمواله في طرق مشبوهة، أو فيما يجلب له الضرر.

وإن بلادنا ممثلة في وزارة الصحة ما زالت رائدة في محاربة التدخين، ولها جهودها المباركة والمتواصلة بتكثيف الحملات التوعوية عن مخاطر التدخين، وعقد الندوات الصحية، وإلقاء المحاضرات من قبل الأخصائيين المختصين، ومنعت التدخين في أماكن العامل والدوائر الحكومية والمدارس والجامعات والمستشفيات والمطارات وعلى الخطوط السعودية.

عبدالعزيز السلامة - أوثال



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد