Al Jazirah NewsPaper Monday  03/08/2009 G Issue 13458
الأثنين 12 شعبان 1430   العدد  13458
إنشاء كرسي الحسبة بجامعة الملك سعود وسام على صدر رجال الهيئة

 

طالعتنا صحيفة الجزيرة الغراء بموافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - وفقه الله - على إنشاء كرسي للحسبة يشرف بحمل اسمه في جامعة الملك سعود بتكلفة قدرها (خمسة ملايين ريال).

إن إنشاء هذا الكرسي وبموافقة كريمة من خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - ليس غريباً على قادة الوطن؛ فذاك نهج المؤسس لهذا الكيان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - حيث إن أهم أعماله بعد مرحلة التأسيس إنشاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لإدراكه - رحمه الله - أن تلك الحقبة تعتبر صمام أمان للمجتمع؛ حيث تكون مهمتها معالجة والقضاء على السلوكيات الخاطئة التي تحصل من بعض أبناء المجتمع في حالة تغيب الإنسان عن شعوره بأنه مسلم يجب أن يسلم الجميع من لسانه ويده، ولكن عدوه اللدود إبليس - لعنه الله - يتحين الفرص للإيقاع به، فإذا به يجد يداً حانية تشفق عليه، وتحول بينه وبين ما يكيده له الشيطان.

إنَّ الموافقة السامية على إنشاء كرسي الملك عبدالله للحسبة استجابة لما جاء في كتاب الله: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}. ثم تلك الموافقة السامية جاءت دعماً لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المتواجدة في بلادنا الغالية ليقينه - حفظه الله - بأن هذه الشعيرة الإسلامية ضرورة للمجتمع المسلم ليكون مجتمعاً متميزاً يخلو من كل سلوك خاطئ وخلق لا يليق به.

ولثقته - حفظه الله - بما يقوم به رجال الهيئة من جهود مخلصة في حماية الفضيلة ومحاربة الرذيلة وفق منهج رباني وتوجيه نبوي كريم يدعو إلى المعالجة لكل أمر بالحكمة والموعظة الحسنة، وتلك - وربي - دعوة الرسل عليهم صلوات الله وسلامه عليه؛ حيث أرسلهم الخالق جل وعلا ليُخرجوا الناس من الظلمات إلى النور ويأخذوا بأيديهم نحو حياة حرة كريمة يُعبد الله بها على بصيرة ويُؤمر فيها بالمعروف ويُنهى فيها عن المنكر وفق ما جاء بكتب الله المنزلة ودعوة الأنبياء والرسل عليهم صلوات الله وسلامه.

إن تلك الموافقة السامية على إنشاء كرسي الحسبة، الذي شرف بحمل اسم الملك المؤسس عبدالله بن عبدالعزيز، ليؤكد للجميع أن هذه البلاد وأهلها قادة وشعوباً قد رضوا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً ونبياً، وهذا منتهى الفخر والعزة؛ فلا عزة ولا فخر لأمة الإسلام إلا بهذا الدين القويم وسنة الرسول الأمين محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.

فهنيئاً لكل رجال الحسبة في بلادنا هذا الوسام الرفيع الذي قلدكم إياه خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله -.

وهنيئاً لكم تقدير ولاة الأمر لكم في هذا الوطن وإخوانكم المواطنين؛ فأنتم منهم وهم منكم، فكونوا يداً واحدة في الشد من أزر بعضكم البعض لقيام مجتمع مسلم يخلو من كل خلق لا يمت للإسلام بصلة ومن كل سلوك وضيع لا يليق بالمسلم والمسلمة أن يكونا عليه.

إن الكثير من حولنا يثمنون ويودون أن يكون هؤلاء الرجال بينهم يعالجون كثيراً من السلوكيات الخاطئة ويحاربون أخلاقاً هابطة تظهر بين الحين والآخر.

ختاماً أجزل الله الأجر والمثوبة لخادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - هذا العمل الجليل، وجعل ذلك في ميزان حسناته، ومد في عمره على عمل صالح، وحفظه وولي عهده وإخوانه وأبناء الوطن من كل سوء ومكروه، إنه سميع مجيب.

محمد بن سكيت النويصر
مدير المعهد العلمي بمحافظة الرس
جامعة الإمام



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد