عندما تجلس مع أكثر المزارعين.. تجد لديهم تساؤلاً كبيراً لم يجب عليه أحد حتى الآن..
** السؤال يقول.. هل نحن إزاء تشجيع ودعم للزراعة والإنتاج الزراعي المحلي؟!
** وهل المطلوب.. المزيد من الإنتاج والتوسع الزراعي والحيواني وإنتاج الألبان ومشتقاتها؟
** هل هناك توجه للتوسع والتمدد في هذا الشأن.. أم أن السياسات الوطنية تقتضي ترشيد ذلك والحد منه؟
وسبب ذلك.. هو (شح المياه) نعم.. نحن نعيش في بلد صحراوي يعاني أشد المعاناة من نقص المياه.. وقد أشيع قبل أيام.. خبر مفاده.. أن المملكة تعد الدولة الثالثة في العالم بالنسبة للدول الأشد فقراً في مجال المياه.. وهذا بالطبع.. وإن كان خبراً مزعجاً.. إلا أنه ليس جديداً.. لأننا نعايش أزمة المياه في المدن والقرى والمزارع.. وندرك أنه لولا لطف الله تعالى ثم مشروعات التحلية العملاقة.. لمتنا عطشاً ولكان سعر (الوايت) وايت المياه آلاف الريالات.
** نحن نعايش أزمة شديدة في المياه.. ونعايش من تدافع العطش مدافعه.. ونعايش مزارع نضبت مياهها تماماً.. وعيون جفَّت تماماً.. ومزارع هُجرت بسبب نضوب المياه.
** إن نضوب وشح المياه لدينا.. ليس أمراً خافياً.. وليس شيئاً مجهولاً أو محل شك.. بل كنا ندرك ونعايش هذا ونلمسه بشكل يومي.
** كل مدن بلادنا تعاني نقصاً حاداً في المياه.. وكل مدننا على حافة العطش.
** والكثير من مزارعنا.. تعاني نقصاً حاداً في المياه.. ومياهنا السطحية والجوفية.. تتراجع بشكل ملحوظ ونحن نعيش وسط صحراء قاحلة لا أمطار ولا أنهار ولا أودية ومهددون بالعطش و(عيوننا في مدينة الرياض على الحاير) إلا أن يرحمنا ربنا ويغيثنا.
** فوزارة الزراعة.. ووزارة المياه مطالبتان بإعلان عن توجه وطني واضح أمام المزارعين وأمام المواطن حول مسألة الزراعة المحلية مع هذه المشكلة الكبرى مع المياه.
** فالمزارع.. تشفط المياه.. والاستراحات كذلك.. ومزارع الألبان تستهلك المياه بشكل شره.. ومياهنا تتناقص.. ونحن لم نشعر بعد بالمشكلة.. مادام هناك مصانع تُنتج المياه المحلاة.
** والإنتاج الزراعي المحلي جيد.. ويُغطي احتياجات السوق.. ولكن المشكلة في التوسع في ذلك.. وبالذات أولئك الذين يغرسون آلاف النخيل.. ويمارون ويتفاخرون بأن لديهم مائة ألف نخلة.. ونصف مليون نخلة.. وأكثر وأقل وهذا على حساب المياه.
** نحن نحتاج المياه أكثر من أي شيء آخر.
** ليس لدينا مشكلة مع المنتجات الزراعية.. حتى لو غابت يمكن أن نعيش بدون كوسة.. وبدون بطاطس.. وبدون طماطم.. وبدون كراث.. وتكفينا.. الصلصة المستوردة.
** بل يمكن أن نعيش بدون (تمر)
** ويمكن أن نعيش بدون خس وجزر وجرجير وفجل وبقدونس ولكن.. لا يمكن أن نعيش بدون مياه
** نحن كمواطنين.. نرقب ونشجع ونتابع بسعادة غامرة.. وندعم الاستثمار الزراعي في بلدان أخرى.. وقيام بعض رجال الأعمال باستصلاح أراضٍ زراعية في بلدان أخرى.. وجلب المنتج الزراعي لبلادنا.
** هناك مستثمرون توجهوا لبلدان أخرى.. مثل إرتيريا وإثيويبا وإندونيسيا والسودان حسب علمنا.. واستثمروا هناك.. أو هم في طريقهم لاستثمار أراضٍ زراعية هناك.. ومن ثم زراعة منتجات يحتاج إليها السوق المحلي وعلى رأسها.. الأرز والبر وسائر المنتجات الزراعية التي نحتاج إليها.
** إننا نطالب وزارة الزراعة ووزارة المياه ببيان موقفها الواضح من الزراعة والإنتاج المحلي.. هل هناك اتجاه للتوسع فيه أو تقليصه؟
** هل نشجع المزارع المحلي أو نطفشه حتى نحافظ على مياهنا، فثروة المياه توشك على النضوب أمام ذلك الاستخدام الجائر للمياه؟!