(الجزيرة) - عبدالله الحصان

تشهد أسواق الملبوسات هذه الأيام تخفيضات وصلت إلى 80% على بعض المنتجات، الأمر الذي أثار تساؤل العديد من المتسوقين الذين أكدوا أن هذه المرحلة تعتبر سابقة في مجال الملبوسات في المملكة وقالوا إن هذه التخفيضات أغرتنا لنتسوق بشكل يومي مع عائلاتنا الأمر الذي شجعنا لشراء حاجيات العيد منذ الآن عبر استغلال هذه الفرص والعروض خصوصاً وأن هذه الملابس تعد من الماركات العالمية المشهورة، مضيفين أن كل الماركات العالمية بلا استثناء تشهد تخفيضات تتراوح بين 50% إلى 75% وهذا الأمر حفزنا للشراء بشكل كبير.

غير أنهم أكدوا أن هذه التخفيضات جعلت الحصول على ملابس حسب الرغبة أمراً صعباً ويحتاج لبحث شديد.

وقال مستثمر في تجارة الملبوسات: إن غالبية الوكالات في المملكة تقوم خلال هذه الفترة بعمل تنزيلات قد تجعلها تبيع بأقل من سعر التكلفة وهذا الأمر عائد للمطالبات المالية من الوكلاء للموزعين في المملكة، وأضاف المستثمر (الذي فضل عدم ذكر اسمه) ان القوة الشرائية انخفضت بنحو 50% عن العام الماضي والسبب يعود لأن هذه الفترة تشهد عدة مراحل تزداد فيها مصروفات الأسرة كموسم الصيف المرتبط بالعطلات والأسفار ورمضان والأعياد الأمر الذي شكل تغيراً في سياسة الصرف والادخار لدى المواطن.

من جانب آخر اعتبر اقتصادي أن ما يحدث في الوقت الحالي من تخفيضات حادة يعتقد أن له علاقة بتطورات الأزمة الاقتصادية وما يتعرض له بعض التجار من شح في السيولة ورغبة في التخلص من المخزون وتجاوباً مع ضغوط الشركات العالمية المصدرة، وهو أمر لا يمكن تجاوزه في هذه المرحلة في الذات.

وقال الاقتصادي فضل البو عينين: إنه لا يمكن إخفاء تعرض بعض التجار لمشاكل مالية وحاجتهم لتوفير السيولة والتغلب على بعض المشكلات الطارئة ومثل هذا الأمر قد يفيد المستهلك في الوقت الحالي إلا أنه دون أدنى شك يكشف الأسلوب الذي يتعامل به التجار مع السوق المحلية فهم يتعاملون معها بطريقة انتهازية ويزيدون فيها من هوامش الربح بأسلوب لا يمكن القبول به وكثير من هذه التخفيضات الحادة وإن وصلت لنسبة 60% إلا أنها ما تزال تحقق أرباحاً.

وأشار البو عينين إلى وجود تحايل في سوق التخفيضات فهناك من يقوم بالتخفيض بجزء يسير من البضائع المطروحة بأسعار مخفضة والإبقاء على الغالبية بأسعار عالية لإيهام المستهلكين بوجود تخفيضات على جميع البضائع والحقيقة أن التخفيض عادة يكون على جزء يسير منها.

واعتبر البو عينين أن التخفيضات الموسمية تعتبر أمراً شائعاً في الدول الأوروبية وأن هناك أوقاتاً محددة ينتظرها المستهلكون لشراء ما يرغبون بأسعار مخفضة وهي تخفيضات حقيقية وليست صورية كما يحدث في السوق المحلية وأما بعض الشركات العالمية التي لديها متاجر في السوق السعودية فهي تطبق نفس الثقافة داخل السوق المحلية وغالبية المتاجر التي تشرف عليها شركات سعودية لا تقوم بهذا العمل وإن طبقته فهي تطبقه بصورة تضلل فيها المستهلك.