بيروت - منير الحافي
مضى الموعد (الأولي) لتأليف الحكومة اللبنانية، ولم يستطع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تدوير زوايا المطالب الكثيرة حتى من قبل حلفائه؛ فانقضى الأول من آب (أغسطس) عيد الجيش اللبناني، من دون حكومة جديدة، وحضر الاحتفال في سابقة بروتوكولية، كل من رئيس الحكومة المكلف ورئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة، إلى جانب الرئيسين ميشال سليمان ونبيه بري وكبار المسؤولين. وتبدأ الجولة الثانية من جهود الرئيس الحريري للتأليف في ظل جو من كثرة مطالب التوزير من جهة، وبشهية كبيرة على عدد من الوزارات سواء ما يسمى سيادية كالداخلية مثلاً ووزارات الخدمات (التي فيها موازنات مالية كبيرة كالأشغال والاتصالات) من جهة أخرى.
لكن ما لفت يوم الأحد ما أعلنه من كان يوصف بالركن الأساسي في قوى 14 آذار وقوى (ثورة الأرز)، رئيس (اللقاء الديمقراطي) النيابي النائب وليد جنبلاط، من أن تأليف الحكومة يتم بشكل قبلي على طريقة (اللوياجيرغا) الأفغانية. جنبلاط وخلال كلمة له في افتتاح الجمعية العمومية لمؤتمر الحزب التقدمي الاشتراكي في فندق (بوريفاج) قال: (إن تحالفنا في 14 آذار هو بحكم الضرورة الموضوعية التي حكمت البلاد ويجب ألا يستمر)، معتبرا أن (الانتخابات أفرزت نتاجاً طائفياً يجب التخلص منه).
جنبلاط قال: (نحن لم ننتصر في الانتخابات والانتصار يتحقق عندما نعطي العمال حقوقهم.. ننتصر عندما نخرج من اليمين). ووصف جنبلاط زيارته إلى العاصمة الأمريكية بأنها (نقطة سوداء) لكنه أوضح أنه ذهب إلى واشنطن بسبب المحكمة الدولية. وقال: لا نريد من جهات ودول أن تأخذ هذه المحكمة إلى (غير محملها).
وكانت مصادر سياسية وإعلامية قد توقعت قبل الانتخابات النيابية انفلات جنبلاط من عقد 14 آذار بعد إعلان النتائج. وهو أعلن أكثر من مرة بعد انتهاء الانتخابات أنه سيعالج قضيته مع سوريا بعد زيارة الرئيس سعد الحريري إلى دمشق (على طريقتي) كما قال. وفي الجمعية العمومية قال جنبلاط: إن عهد الوصاية ولّى والجيش السوري انسحب ف(كفانا بكاء على الأطلال). داعياً إلى علاقات مميزة مع سوريا.