القريات - مكتب الجزيرة:

الأعراس.. مناسبة اجتماعية يلتقي فيها من باعدت بينهم المشاغل ونأت بهم المسافات وأقصتهم الأعمال والمصالح وتفرقوا بين مدن ومناطق المملكة. في الصيف الكل على موعد.. موعد اللقاء في مناسبات الأعراس التي تجدد العلاقة وتجسر ما اعتراها وتزيد عراها لحمة.. وفي القريات للأعراس نكهة ولون وتكاليف.. بالأمس كانت الأعراس ذات طابع يتصف بالبساطة والدعة وأقل كلفة عما هو عليه اليوم نتيجة ما دخل على هذه الاحتفالية من أمور وتكاليف وكماليات تعتبر اليوم من أساسياته بل من الواجبات, التي إن فقدت أو لو لم توفر لاعتبرت المناسبة ناقصة ومعيبة.. فمن ليلة الحناء وما يتخللها من وليمة وطرب، دخلت أجهزة (الدي جي) والأنوار والصيوان إلى ليلة الزفة في أحد قصور وصالات الأعراس وما يذبح من ذبائح، إضافة إلى الحلويات والعصائر وفرق طرب يؤتى بها من خارج القريات، وكل هذه الأمور أصبحت مرهقة ومكلفة مادياً.. إلا أنه في الجانب الآخر هناك من يستفيد موسمياً من هذه المناسبات مثل خياطي الملابس النسائية وصالونات التجميل ومحال الحلويات والمعجنات وخدمات الأعراس التي توفر الصيوان وشبكة الإنارة والكوش ومطابخ الولائم التي تستنفر لمواجهة الطلب المتزايد في هذه المناسبات. على الصعيد ذاته يواجه كثير من محدودي الدخل من (العنيّة)، وهي مبلغ مالي أو عيني يقدم للعريس إسهاما في التخفيف عن كاهل المتزوج، لكن المعين يتحمل أعباء العنية المادية المرهقة خاصة أولئك الذين لهم أقارب كثر أو أصدقاء يتوجب عليهم عنيتهم. لكنه وعلى كل الأحوال تبقى أعراس القريات رابطاً اجتماعياً يلتقي فيه الكل وتنصهر فيه كل الأطياف الاجتماعية من حضر ومن بدو في احتفالية ترسم البسمة والبهجة ولوحة اجتماعية بهية تتميز بها القريات.