Al Jazirah NewsPaper Friday  31/07/2009 G Issue 13455
الجمعة 09 شعبان 1430   العدد  13455
ذوقيات
همسات ذوقية

 

أمرنا ديننا بحسن الخلق وبيَّن فضل من حسنت أخلاقهم ولما للخلق الحسن من فضائل كان لأصحاب الذوق والأدب مكانة محببة وطيبة الذكر في نفوس البشر.. فإليك هذه الهمسات التي ما أن تتبع أحسنها وتتجنب قبيحها إلا وكنت من أصحاب النفوس المحببة والمقرَّبة..

- من الذوق والمروءة أن تقبل دوماً عذر غيرك وتحفظ ماء وجهه حتى وإن لم يقنعك عذره فإن رددته ولم تقبله خذلته وكسرته، وهذا ليس من شيم أهل الأدب والذوق.

- الرجل العظيم هو من يراه الآخرون عظيماً وكذلك يرون أنفسهم عظماء بحضرته.

- من الذوق أن تُشعر كل من حولك بأهميتهم وأهمية ما يقومون به من إنجاز.. وبهذه الطريقة ستحفز نفسك وغيرك لإنجاز ما هو أفضل وطرد كل الأفكار السلبية المكبلة لكل طاقة وموهبة تمتلكها.

- إذا كنت ممن أُتيحت لهم فرصة السفر بالخارج فمن الذوق عدم إطالة الحديث عن أسفارك ورحلاتك إلى كل من تتقابل معهم.. ولا تقارن طوال الوقت ما تراه في بلدك بما قد رأيته في بلاد أخرى، فلكل بلد ما يميّزه عن غيره من كم البلدان إلا إذا طُلب منك ذلك.

- من عدم الذوق أن تنفرد بزميل لك بين مجموعة من الزملاء لتبوح له بسر، لأن هذا يُولد الشك في نفوسهم، فإذا كان لديك سر يمكنك تأجيل البوح به لحين الانفراد بزميلك، لأن الهمس في أذنه في حضور الآخرين يضايقهم ويدفعهم إلى عدم الترحيب بالجلوس معك مرة أخرى.

- من عدم الذوق أن يسأل غيرك فتكون أنت المجيب كأنك أصبت غنيمة أو ظفرت بعطية وإنك إن فعلت فقد أزريت بالمسؤول وعنّفت السائل ودللت الناس على سوء أدبك.

- تجنّب قلة الذوق والتصرف كالحمقى كمحاولة الحصول على الأخبار والتفاصيل عن طريق الاستدراج أو سؤال الصغار أو الخدم.

- من الذوق إذا تحدثت إلى شخص أن توجه نظرك إليه لأن توجيه الكلام مع عدم توجيه النظر إلى الإنسان نفسه دليل على الاستهانة به أو أنك تخشى مواجهته، أو دليل على عدم محبتك له.

- من قلة الذوق الاكتفاء بالتحية بالإيماءة بالرأس.. بينما كف اليد تستطيع التحية.

- طوبى لمن أحجم عن كلام يفضح أنه ليس لديه ما يقوله.

- من الذوق حين السلام على أحدهم أن تعطيه أمرين معاً: (التعبير عن التحية بجميل العبارات.. والتصرف باحترام مثل الوقوف).

- من الذوق أن تلاحظ نبرة صوتك عند الحديث مع الآخرين وتجعلها تنم عن السرور بعيداً عن حالتك المزاجية وما يدور في عقلك.

- من الذوق أنك إذا أسديت معروفاً لأحد فلا تذكره مطلقاً أمام الآخرين ممن يعرفونه أو لا يعرفونه. وليكن كرمك صامتاً، ولا تتحدث كثيراً عنه، ولا عن نفسك بلفظة (أنا).. ولتذكر دائماً أن الله هو واهب العطايا.

- من قلة الذوق حينما يسخر منك أحدهم بجدية أن تنفعل بردات فعل صدامية, بل حاول أن تسأل عن سر هجومه أن تقول مثلاً: (ما الذي يضايقك مني؟ - لا أعرف ما الذي يزعجك؟).

* وقفة مع موقف من مواقف الذوق العظيم:

ما قاله أبو أيوب الأنصاري للحبيب قدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما أراد أن يسكن عنده في الطابق الأرضي: (يا نبي الله بأبي أنت وأمي إني لأكره أن أكون فوقك وتكون تحتي, فاظهر أنت وكن في العلو).. وقد قال هذا خشية أن تكون قدماه فوق النبي اللهم صل وسلم عليه.. فما أجمله من موقف وأعذبه من مشهد.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد