كثيرة هي الصراعات التي نواجهها في هذه الحياة، والحقيقة الثابتة أنه لا سعادة دون تحقيق النجاح ولا نجاح حقيقياً دون تجاوز الصراعات بين أدوار الإنسان، ولا تجاوز لهذه الصراعات إلا بتحقيق التوازن بين هذه الأدوار، ولهذا التوازن أسرار ثلاثة هي:
أولاً: طمأنينة القلب ورضا النفس.. إن سكينة وطمأنينة القلب المؤمن بالله المستأنس لعدله المستصحب الدائم معه سبحانه والتي تجعله مقبولاً عند الناس، الذي يتميز بتميز صلتك الإيمانية بالله فتشرق عندها ابتسامة الرضا والسعادة من قلبك لتؤثر على قلوب الجميع من حولك، ففي ذلك قمة سمو الإنسان وعلو مكانته.
ثانياً: التقمص الاجتماعي.. ما أجمل أن تحس بالآخرين وتبحر في مشاعرهم.. وما أروع أن تحب الناس بلا شروط وتركز في علاقتك معهم على الحب لا على النتائج، وبهذا فقط تستطيع أن تجذبهم من الأمام وتحقق طاعتهم لك برغبتهم، أن تقبلهم كما هم وخصوصاً أولادك، دعهم يعيشون حياتهم بعقولهم وطاقاتهم، فقط تابعهم حتى لا يقعوا في الأخطار.. هكذا تلعب دور الحب والتوجيه مع إعطاء مهارات الحياة.. انظر بمنظار الآخرين وفكّر بما يريدون واشغل حماسهم الداخلي، حفزهم، ليكن قلبك كبيراً دائماً، لمساته دائماً إنسانية، استمع إليهم واحترم شعورهم وحرّك رغباتهم وقدّر مجهودهم وعلّمهم ومدّهم بأي شيء يفيدهم ودرّبهم على تطوير مهاراتهم وأرشدهم وأكرمهم وعزز دائماً كرامتهم وافصل بينهم وبين أخطائهم وتفهم تفرُّدهم وما يميزهم وكن على اتصال معهم ولتكن أول من يرونه في مناسباتهم.
ثالثاً: لا ترضى بأن تكون مع الخوالف.. إنجازاتك الخاصة في هذه الحياة هي التي تجعلك قوة من قواها وهي التي تجعل لك قيمة في هذه الأرض تسعد بها نفسك وغيرك في هذه الدنيا وعندما تصير بعدها إلى الله في الآخرة.
اعمل نفسك طامحة دائماً آمالها عالية وتخيل دائماً ما تستطيع أن تفعله وخطّط وبشكل مدروس وصحيح لتحقيق أهدافك وطوّر ذاتك وميّزها بما تتفرّد به من ملكات ولتكن مبدعاً في اهتماماتك وسلوكياتك