Al Jazirah NewsPaper Friday  31/07/2009 G Issue 13455
الجمعة 09 شعبان 1430   العدد  13455
الباحثة الوحيدة في ندوة «القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة» الدكتورة سلوى عطيوة لـ(الجزيرة):
التقنيات الحاسوبية اليوم من أهم وسائل التعليم

 

القاهرة خاص بـ(الجزيرة):

أكدت الدكتورة سلوى السيد حمادة عطيوة، استشارية الأبحاث اللغوية والحاسوبية بمعهد بحوث الإلكترونيات، أهمية استخدام البرمجيات في خدمة كتاب الله.

وقالت الدكتورة سلوى عطيوة التي تعد الباحثة الوحيدة المشاركة في ندوة (القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة.. تقنية المعلومات) التي ينظمها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة خلال المدة من 24 إلى 26-10- 1430هـ: إن التقنيات الحاسوبية اليوم تعد من أهم وسائل التعليم في جميع المجالات؛ ولذلك علينا استخدام هذه التقنية في خدمة كتاب الله، وفيما يلي نص اللقاء مع الباحثة د. سلوى عطيوة:

* ما تقييمكم لموضوع الندوة الرئيس، ومحاوره المختلفة؟ وما تطلعاتكم وآمالكم لمثل هذه الندوة التي تتصل بالقرآن الكريم وعلومه المختلفة؟

- أرى أن موضوع الندوة مهم جداً، وهذا دور يجب النهوض به على مستوى الأمة الإسلامية جمعاء في عصر أصبحت فيه تقنيات الحاسبات تلعب دوراً مهماً في استيعاب وتوصيل ودراسة المعلومات والمعارف جميعها. ونرجو أن تحقق الندوة أهدافها الرئيسية، وأهمها:

أولاً: بيان أهمية تقنية المعلومات في تيسير تعلّم القرآن الكريم وتعليمه؛ حيث أصبحت التقنيات الحاسوبية اليوم من أهم وسائل التعليم في جميع المجالات وكافة الصور فهي تيسر استيعاب المادة العلمية وتسهل الحصول عليها، ولسنا بصدد تعريف فوائد هذه التقنيات؛ فهي معروفة ومتعددة. وتعليم القرآن الكريم فرض وواجب على المسلمين وهدف لغير المسلمين أيضا لمن يريدون الاطلاع على أفكار هذا الدين وأهدافه.

ثانياً: إبراز دور المجمع في توظيف التقنيات المعاصرة في خدمة القرآن الكريم.

ولما كان المجمع على قمة المؤسسات التي تعمل في خدمة القرآن الكريم كان من الضروري توظيف التقنيات المعاصرة في دوره الذي يؤديه مع إبراز هذا الدور للجميع، فمن ناحية يكون مصدرا للمعلومات والمعارف القرآنية والدينية، ومن ناحية أخرى يمثل مثالاً يحتذى به لغيره من المؤسسات التي تخدم الدين في جميع بقاع العالم.

ثالثاً: بيان الأحكام الفقهية الطارئة الخاصة بالقرآن الكريم؛ بسبب استخدام التقنيات المعاصرة.

يعد التواصل عن طريق الشبكات من أسرع سبل التواصل الفعالة في حل كثير من المشاكل الحساسة التي ترتبط بالأحكام الفقهية والأمور الدينية والفتاوى التي قد يحتاج الفرد أو الهيئات إلى البت فيها بسرعة لحسم الكثير من الأمور. وأنا أرى أن الاطلاع بهذا الدور خلال شبكات الاتصال دور ديني لا خلاف عليه في الفقه والسنة والشريعة. وأرى أن من يفتي بغير ذلك يتيح للباحثين عن هذه الخدمات اللجوء لهيئات ومؤسسات غير مؤهلة لهذا الدور؛ ما قد يسيء إلى الدين والفقه والشريعة.

رابعاً: دراسة السبل الهادفة لإيصال رسالة القرآن الكريم إلى فئات المجتمع.

هذا هو دور المسلمين جميعاً وواجبهم نحو الإسلام، وهو الدور الرئيس الذي كان يهدف إليه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ورسالته في الحياة.

خامساً: تقويم ما تقدمه الشبكة العالمية (الإنترنت) والبرمجيات من خدمة للقرآن الكريم.

سادساً: التحذير من البرامج والمواقع المناهضة للقرآن الكريم.

أرى أن في بداية أي دور ورسالة في الحياة أن نعمل على تقييم المصادر الموجودة والبحث فيها، إما بتقويمها لو كانت تهدف لأهداف سامية وتحتاج للدعم الديني والعلمي وغيره، أو محاربتها إذا كانت تسيء للدين في ثوب ديني كما هو حال الكثير من المواقع المعادية للإسلام التي تبث سمومها في شباب المسلمين تحت ستار الدين، ومن هنا يتعاظم دور المجمع في تقديم المقابل لهذه المواقع والتحذير منها.

سابعاً: التشجيع على ابتكار برمجيات تخدم القرآن الكريم.

ثامناً: تعزيز البحث العلمي الموثق في مجال خدمة القرآن الكريم.

تأتي هذه النقاط في السياق السابق؛ إذ هما وسائل التطبيق لدور المجمع.

تاسعاً: تشجيع التواصل بين المهتمين والمختصين في مجال خدمة القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة.

تأتي هذه النقطة في السياق السابق أيضا، ولكن قضية التواصل بين المهتمين والمختصين والباحثين في نظري ستؤدي لتعظيم الدور والوصول للأهداف.

* تشاركين في بحث في الندوة، نريد إعطاء نبذة عن البحث؟

- البحث الذي أشارك به هو في صميم أكثر محاور الندوة؛ فهو يعمل على الاستفادة من التقنيات الحديثة في نشر القرآن الكريم وتسهيل تعليمه، وهو يشجع على ابتكار برمجيات لخدمة القرآن الكريم داخل وخارج الأمة العربية، وهو يعمل على برمجيات تخاطب المسلمين غير الناطقين باللغة العربية، وهذا ما يميزه عن غيره. وهو أيضا بلورة لتواصل الباحثين من داخل وخارج الوطن العربي حيث أشارك به زميلا من الولايات المتحدة الأمريكية ومجموعته التي تهدف إلى الحفاظ على الدين.

والبحث عن دعم تعلم وترجمة القرآن بالإبحار في قاعدة بيانات القرآن الكريم بآلية مجانية على شبكات الإنترنيت (قرآني)؛

فنحن نسعى مع مجموعة مكونة من قبل المغتربين المسلمين Arab Muslims في أمريكا بالتعاون معي لإعداد مستخدم وطالب اللغة العربية في أي بقعة من بقاع الأرض لتعلم واستعمال قاعدة البحث في القرآن الكريم بلغات مختلفة؛ حيث نعتقد أن أدوات هذه البرامج - التي يتم الوصول إليها باستخدام شبكات الاتصال - تسهل دعم كل من المعلم والمتعلم في إتمام العملية التعليمية والدراسية للقرآن الكريم. ويأتي هذا البحث كجزء من مشروع كبير لدعم اللغات العالمية خاصة اللغة العربية. وتختلف خبرة المجموعة عن غيرها من مؤسسات الشرق الأوسط - خبرة أكثر من ثلاثين عاماً - حيث إن لها خبرة في التعامل مع الدارس الأجنبي بصفة عامة والأمريكي بصفة خاصة - المستهدف الرئيسي لهذا المنتج -؛ لذا تعْرِف كيفية اجتذابه لتلقي المعلومة وكيفية اكتسابها واستيعابها من ناحيته. ولا يشترط أن يعرف المستخدم اللغة العربية بل بإمكانه تعلمها من خلال النظام، وهذا أهم ما يميز منتجنا.

يضم هذا المشروع آليات كثيرة، منها آلية تبادل النصوص التي يمكن أن تُستخدم في جميع المجالات الحياتية، وآلية لدعم التعليم عن طريق استخدام آلية (مصمم الدروس) (مد) (1)، وآلية قاعدة القرآن الكريم التي دعمت بآليات بحث قوية Powerful search engines (قرآني). وسنسوق في هذا البحث وصفاً لهذه المنتجات البرمجِيَّة المتقدمة مع التركيز على قاعدة القرآن الكريم.

* وسع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في السنوات الأخيرة من رسالته تجاه خدمة كتاب الله بتنظيم عدد من الندوات العلمية المتخصصة في القرآن الكريم والسنة والسيرة النبوية، بلغ عددها حتى الآن أربع ندوات، كيف تنظرون إلى هذا التوجه العلمي للمجمع؟

- هذا الدور أراه على الطريق القويم والهادف لخدمة الدين.

* قدمت التقنية الحديثة، والبرمجيات الخاصة بالقرآن وعلومه، العديد من الخدمات للدارسين والباحثين وطلاب العلم الشرعي، من قواعد البيانات المفهرسة لكلمات القرآن، وحروفه، وأدوات تمييز النصوص، وغيره.. الأمر الذي يجعل طالب العلم يحصل على ما يريده بيُسر وهو موجود أمام الحاسوب، ولكن هل تعتقد أن هذه التقنيات التي أفادت طلاب العلم كان لها آثارها السلبية في التحصيل والتنقيب والجد والبحث العلمي؟

- بطبيعة الحال أفادت الطلاب وإلا ما كان انتشار التعليم الإلكتروني بهذا التوسع والسرعة في جميع المجالات.

* في الوقت الذي نرى فيه الكثير من المواقع الإسلامية، التي تكرس لخدمة كتاب الله، والذود عنه، نجد في المقابل برمجيات ومواقع مناهضة للقرآن الكريم، وهدفها التشكيك فيه، ومحاولة النيل منه، كيف يمكن مواجهة هذه المواقع؟ وهل نحن في حاجة إلى جهود منظمة لمواجهة هذه الحملات؟ وهل هناك دراسات علمية ترصد هذه المواقع، وتحللها، وتضع توصيات لكيفية مواجهتها؟

- طالما هذا محور من محاور المؤتمر فسنرى الإجابة عنه من خلال بعض الأبحاث، وأرى أن الواجب فعلا التصدي لهذه المواقع وكشفها.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد