ترد رسائل في بعض الأحيان تؤيد فكرة تم طرحها، وأخرى تخالفها، وفي حالات أخرى تطالب التركيز على نقاط محددة، وصدى الكتابة، وتفاعل القراء يثري الكاتب بمعلومات إضافية، أو يفتح آفاقاً جديدة لتناول موضوعات.
ولكن بعض القراء لا يكتفي بالطرح السريع، والفكرة القصيرة، بل يشركون الكاتب في همومهم، والقضايا التي يطرحونها، ويثرونها بأفكار ومقترحات نيرة تستحق الاهتمام والتبني، وهذه الرسالة المرفقة ببعض المقترحات، لم أمارس فيها دور الاختزال أو الحذف إلا فيما يتلق بالإطراء حول أمور ذاتية، أحسنت الظن المرسلة في أخيكم، وقد قدمت في رسالتها مجموعة من الرؤى والأفكار والمقترحات حول موضوع مهم للغاية وهو موضوع الجاليات.
ولذا فأترككم مع رسالة الأخت (أم هداية - محافظة عنيزة) أنشرها كما وردت، إيماناً بما فيها من أفكار جيدة، ومن باب الأمانة التي تقتضي إعطاء كل ذي حق حقه.
يسرنا كثيراً عندما نسمع إسلام عدد من العمالة الوافدة لهذه البلاد الطاهرة في هذه المراكز وإعجابهم بالإسلام الذي طالما أخذ بعضهم عنه سمعة سيئة في بلادهم. فأنا من هنا أطالب بضرورة تطوير هذا الجهاز، وتفعيله اجتماعياً، و توسيع دائرة نشاطات هذه المراكز بما يتلاءم مع موجه التطور السريعة التي نعيشها، بأن لا تقتصر على إلقاء المحاضرات، وتوزيع المطويات فقط، بل أن تشمل العديد من النشاطات المقامة للجاليات المسلمة وغير المسلمة في الأقسام النسائية أو الرجالية مثل:
- إقامة المسابقات الثقافية العلمية الدورية للجالية المسلمة سواء في حفظ القرآن الكريم أو الحديث الشريف وترجمة ذلك إلى لغاتهم المختلفة ويتم تكريمهم ويكون هذا على مستوى المحافظة أو المنطقة أو المملكة، أو استغلال إجازة الصيف وإدراج تلك الأنشطة ضمن الفعاليات الصيفية المقامة.
- لماذا لا تشتمل هذه المراكز على مدارس مصغرة أو فصول أو دورات دائمة لتعليم اللغة العربية لمن لا ينطق بها وتقديم دروس في تفسير القرآن الكريم والحديث الشريف وإقامة حلقات دورية لتحفيظ القرآن فيها،؟ كما أتمنى أن لا تقتصر المحاضرات فقط على التوعية الدينية بل يجب أن تشمل على التثقيف الصحي والعلمي والاجتماعي للعمالة الوافدة، وتوعيتهم بعادات هذه البلاد، وقوانينها التي تحكم بها، والأنظمة فيها مثل أنظمة المرور، والأم، وغير ذلك.
- لماذا لا يقوم المسؤولون في دعوة الجاليات بوضع شاشات لترجمة معاني القرآن الكريم والحديث الشريف بمختلف اللغات سواء في المساجد، أو أماكن تجمعات العمال من أسواق، وساحات مطاعم، وغير ذلك؟
وهناك اقتراح مهم، وهو ترجمة خطب الجمعة لمختلف اللغات المشهورة في شاشات الكترونية داخل المساجد، وطالما تمنيت أن تتحقق هذه الأمنية خصوصا في داخل المسجد الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي في طيبة الطيبة، وتنقل الترجمة في البث التلفزيوني، لأنه من المؤسف أن يحضر آلاف المسلمين غير العرب خطبة الجمعة العظيمة، وينصرفون دون أن يعرفوا أو يفهموا معناها.
كما أقترح أن تقوم هذه المراكز بإقامة منافسات مفيدة بين العمالة مثل إقامة بطولات رياضية لهم مثل لعبة الكريكت، وإلى غير ذلك من الألعاب الرياضية الهادفة، ويكرم فيها الفائزون إضافة إلى إهدائهم مجموعة من الكتب الإسلامية القيمة، أو إنشاء الأندية الرياضية التابعة لهذه المراكز، والسماح لمن اجتازوا الدورات العلمية بالدخول بلا مقابل كمكافأة، ولتكون حافزاً لهم.
- لماذا لا يكون هناك مركز متكامل لدعوة الجاليات متواجد في مطاراتنا الدولية يفعل دوره، خصوصاً في صالات الانتظار حتى نلفت انتباه السعوديين المسافرين للخارج إلى ضرورة تبليغ الإسلام، ونسهل عليهم الحصول على الكتيبات الدعوية حتى يتسنى لهم توزيعها في سفرهم في الخارج، ويوفر هذا المركز مكتبات عامة مفتوحة للقراءة ومكتبة تجارية لتسويق الكتيبات الإسلامية المفيدة بمختلف اللغات؟.
- كما اقترح أن تقوم توعية الجاليات بإنشاء مراكز تابعة لها في كل منطقة لتأهيل الدعاة، وتعليم لغات العمالة الوافدة لعامة الناس برسوم، والتي لا تتوفر بكثرة في معاهد تعليم اللغات المنتشرة في مملكتنا الحبيبة مثل: اللغة الاندونيسية والهندية والفلبينية والسيرلانكية والباكستانية والبنغالية والصينية، وبعض اللغات الإفريقية مثل الأرتيرية و التشادية، وإلى غير ذلك من اللغات ليسهل التواصل بيننا وبينهم لتثقيفهم الديني، ولتبليغ رسالة الإسلام الخالدة.
- لماذا لا يكون هناك أكاديميات أو مراكز تعليمية كبرى تابعة لدعوة الجاليات تكون خاصة لإعداد وتأهيل الدعاة للإسلام بمختلف اللغات بقسم نسائي ورجالي وتستقطب طلبة العلم المسلمين من أنحاء المعمورة لتسليحهم بمبادئ الدعوة للإسلام وتكون بالمدن الرئيسة الكبرى كالرياض وجدة والدمام وتقديم منح دراسية لمن هم خارج ا لمملكة ليتسنى لهم دعوة أقوامهم وشرح عقيدة الإسلام الصحيحة لهم، كما أنها توفر فرص للطلبة والطالبات السعوديين لمواصلة الدراسة بعد المرحلة الثانوية لمن أراد ذلك وحتى يتمكنوا من العمل الدعوي من المنزل عن طريق التقنية والإنترنت؟
ثم إنني بعد ذلك أتمنى أن يغير اسم هذا الجهاز من توعية الجاليات إلى مسمى آخر يساير التطور الاجتماعي كأن نطلق عليه مثلاً: (المركز الاجتماعي التثقيفي لضيوف المملكة) أو غير ذلك من المسميات التي تجذب ا نتباه الجاليات في المملكة.
الموضع الثاني هو ترسيخ حب الإسلام في نفوس أبنائنا حتى يحملوا هم الإسلام وتعليمهم احترام الجاليات المسلمة وذلك من خلال إشراك الطلاب في العمل الدعوي وتعريفهم بنشاطات مراكز دعوة الجاليات، وتضمين ذلك في مناهجنا الدراسية وتفعيل ذلك في المسابقات الدعوية المدرسية على مستوى المحافظة أو المنطقة أو المملكة.
هذا مجمل اقتراحي - حفظك الله - من أجل زرع جيل سعودي جديد يحب ويحمل هم الإسلام ومستعد أن يضحي في حياته من أجل تبليغ دين السلام خصوصاً ونحن في وقتنا الحاضر في أمس الحاجة لذلك، ويكون قادراً على احترام ضيوف المملكة، وخصوصاً المسلمين منهم، مهما كانت جنسياتهم أو أشكالهم أو مستوياتهم فعلاً لا قولاً ممن قدموا لكسب لقمة العيش ويتعايش معهم بالرأفة والاحترام والسلام.
alomari1420@yahoo.com