النقاد القائمون على تقييم وتقويم واقع الإبداعات الثقافية نتيجة استيعابهم لها بناء على أسس علمية مدعمة بخبرات وتجارب ورصد لمسيرتها يشكلون بعبعا ومصدر إزعاج لكل من يدعي أنه ممتلك لأدوات أي من تلك الإبداعات، رواية كانت أو قصة أو مسرح وفنون التشكيلية وفوتوغرافية إلى آخر المنظومة فمثل هؤلاء (المتوجسين من النقد)لا يفرقون بين النقد والانتقاد لعدم اكتسابهم الوعي والمناعة المتكئة على الثقة في قدراتهم الذاتية النابعة من الموهبة الموثقة بالتأهيل والتجارب والخبرات التي تعينهم على فهم النقد وقبوله، والعجيب في الأمر أن هذه الفئة الباحثة عن موقع قدم لهم بين النجوم، هم من يعتقد أن كل عبارة تكتب أو رأي يقال يعنيهم، وحينما لا يستطيعون التعامل مع الموقف أو الرأي يلجئون إلى استفزاز الآخرين وإيهامهم أن ما كتب أو قيل يعني فلانا من الناس لإثارة الأحقاد والضغائن.
والملاحظ في الآونة الأخيرة وجود تكتل وتحامل على الساحة التشكيلية من بعض أبنائها دون فهم الجميع بما يدور في أذهانهم ولماذا حملوا على عاتقهم إثارة الزوابع وجعل أنفسهم أبواق لمن يختفي خلفهم، تجدهم في اللقاءات يتلقون التوجيه مع ما سبق ان تلقوه قبلها من شحن وتأليب من أمثالهم ممن لا يستطيعون المواجهة، تعرفهم بنظراتهم الغريبة وابتساماتهم الغامضة وتلميحاتهم المبهمة، يغضون الطرف عن ايجابيات غيرهم، يتلذذون بتضخيم السلبيات مهما صغرت، يسيئهم من يفوقهم نجاحا وحضورا، في صمتهم دس للسم بالدسم وتمرير الأحقاد، وإذا تحدثوا أصابت سهامهم كل الحضور، هذه الفئة كشفت عن نفسها وأصبحت مجال التندر والاستهجان إلا من محيطهم الذي يغذي أفكارهم وأقوالهم. نقول لهؤلاء أن الجثة الهامدة لا تتعرض للطعن أو التجريح، كما لا يتعرض للسقوط إلا من هو واقف، ولا يصاب بقذف الحجارة إلا الأشجار المثمرة..
أخيرا
تحية نطلقها من هذا المنبر إلى كل المبدعين التشكيليين الصادقين الذين يعملون بصمت، يحترمون الرأي ويتقبلون وجهات النظر ويقدرون النقد، في صمتهم وقار، وإذا تحدثوا استمع لهم الجميع، يضفي حضورهم جديدا للساحة، ولغيابهم فجوة تدفع الجميع لطرح السؤال عنهم..
تواصل
شكرا لكل من بعث برسائله عبر الإنترنت أو الجوال معقبين على المقال السابق (هؤلاء التشكيليين ناكرو الجميل) وأعتذر عن عدم نشر رسائلهم التي امتلأت بها صفحات البريد الإلكتروني والجوال من مختلف المناطق بناء على طلب الكثير منهم لئلا تعتبر نفاقا أو تزلفا فقد شمل تقديرهم رؤساء التحرير والزملاء محرري الصفحات التشكيلية والصحفيين الداعمين لهذا الفن.
لا يشكر الله من لا يشكر الناس
MONIF@HOT MAIL.COM