Al Jazirah NewsPaper Friday  31/07/2009 G Issue 13455
الجمعة 09 شعبان 1430   العدد  13455
(.. ثورة مراهقة..)

 

تثور ثائرتي..

عندما يُنظر إلي باحتقار..

وخصوصاً ممن هم أكبر مني..

أود أخبارهم أنهم يجعلونني لا أحترمهم..

بل أحتقرهم..

وأظهر احتقاري لهم..

فأنا مثلهم تماماً..

من أبناء وبنات آدم وحواء..

وأعضائي كاملة دون نقصان..

بل ربما يكون عقلي أكبر من عقولهم..

وأوعى منهم بالمجتمع..

فكيف بهم أن يظنوا..

بل يفكروا..

أن نظراتهم السخيفة قد تجعلني أكن لهم احتراماً..

بل ربما تجعل احترامهم لدي يختفي..

وتتغير فكرتي عنهم..

فعندما أحاول مشاركتهم..

يديرون لي ظهورهم..

وكأنه لا وجود لي..

أو لمن هم بمثل سني وأدنى..

إن كانوا يعتبرونني شيئاً سخيفاً..

فأنا لا أعتبرهم شيئاً..

وعندما أحاول لفت انتباههم لوجودنا..

لا مجيب..

هل يحسبونهم باحتقارهم هذا أننا سنلتزم الصمت؟

فأنا أخبرهم أننا لن نلتزمه..

بل سنصرخ مثيرين الضجة..

سنجعلهم يملون ويسأمون..

وسنخبرهم قسراً بأننا موجودون..

فاهتمام المجتمع بنا نحن المراهقين..

بنا نحن..

بمن لا تمنحونهم أدنى اهتمام..

هل يظنون أننا نهتم لهم..

لا..

وليعلموا..

أننا سنكون لهم بالمرصاد..

فنحن لا نحب من يهمشوننا..

كوننا في مرحلة انتقالية..

لسنا أطفال ولا بالغين..

لا يعني هذا أنه لا فائدة منا..

فنحن نفعل ما لا يستطيعون فعله..

فالكبر بالعقل لا بالسن..

أعلم أنكم تقولون أن كلامي متضاد..

ولكن هذه ثورتي..

ثورة بركان خامد..

ولكن الحمم تتجمع تحته..

وتزيد ضغطاً..

فهل لبركان كهذا الخمود!!

بل سيثور..

وسيدمر كل شيء..

هذا البركان..

هو نحن..

لمن ينظر لنا بالدونية..

وأنا هنا لا أعمم..

بل أخص من يطلق تلك النظرة على كل مراهق..

هل نظرت لنفسك قبل أن تنظر لنا!!

هل قيمت نفسك قبل تقييمنا!!

هل تعلم أننا لربما نكون أفضل منك!!

فلرب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره..

أنسيت موقف الرسول من الصبي..

يستأذنه بأن يسقي من أكبر منه..

فرفض الصبي..

هل ثار الرسول ونظر له هذه النظرة؟

بل ابتسم وأعطاه حقه..

هل تظن نفسك أفضل من خير البرية!!

نظرتك تلك ستعود عليك بالوبال..

فكل من نظرت وستنظر له هذه النظرة..

سيقلب المعادلة ويجعلك أنت المُحتقر..

والأدهى والأمرّ..

أن تنفي هذا الأمر عن نفسك..

رغم اعترافك في داخلك أنك فعلت ذلك..

إننا لم ولن نسكت عن هذا..

إن لم يكن هناك من يتحدث على لساننا..

سأتحدث أنا..

فلم أعد أطيق صبراً على تلك النظرات..

فكل من شكينا له..

بدأ بحثنا على الصبر..

صبرنا.. وصبرنا..

ولكن..

تلك النظرة لم تنتهي..

سكوتنا جعلهم يتمادون..

وما يجعلني أحتقرهم أكثر..

هو عدم قبولهم لتصحيح أخطائهم..

يظنون أنهم دائماً على صواب..

ونحن على خطأ..

على الرغم من أنه العكس تماماً..

ويصرخون في وجوهنا إذا صححنا أخطاءهم..

فنحن لا نصححها لإشعارهم بأنهم مخطئون..

بل لنفعهم وإكسابهم معلومات صحيحة فقط..

ويصفوننا بقلة الأدب..

هل يريدون أن نريهم قلة الأدب الحقيقية!!

فنحن نعرفها..

ونستطيع التصرف بها..

ولكن أخلاقنا ترفعنا عن اتباعها..

ولكن..

لم ولن يفهموا..

فالكِبر أعمى بصيرتهم..

وجعلهم يتخبطون في طريقهم..

وأكرر وأعيد..

أن كلامي هنا لمن ينظر لنا هذه النظرة..

أما من يعطينا حقوقنا..

فنحن نكن له الاحترام والمحبة..

فكلما احترمونا..

احترمناهم وقدرناهم..

أتمنى أن تكون ثورتي هذه درساً لأصحاب نظرة الكِبر..

وأن يحاولوا منع أنفسهم من إطلاقها..

ووضع هذه الخاطرة نصب أعينهم..

وأن يزيلوا غشاوة الكِبر عن أعينهم..

فمن تواضع لله رفعه..

نورة بنت حمد السلمان - عنيزة



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد