هناك شبه إجماع على تدني مستوى الخطوط السعودية وتراجع خدماتها وتسجيلها نقاطاً ملحوظة للخلف.. فالذين يتحدثون عن تدني مستوى خطوطنا يقولون: إننا اليوم نعيش وسط أو أن حولنا العديد من شركات الطيران الناجحة.. التي نشأت قبل سنوات قليلة جداً.. واستطاعت بجدارة أن تحقق نجاحات ملحوظة من خلال خدماتها وحضورها وثناء الناس عليها.. ومن خلال ميزانياتها التي تُسجل أرباحاً سنوية.. ومن خلال تطوير خدماتها بشكل متلاحق.. ولكن خطوطنا تتراجع عاماً بعد آخر.
** الخطوط الأخرى.. لديها أسطول حديث. وتطبق أنظمة حديثة.. وسحبت الراكب من خطوطنا.. وخطوطنا تفشل محلياً ودولياً.
** في الداخل.. لا تستطيع أن تحصل على مقعد.. وهنا تبرز مشكلة ومعضلة السياحة الداخلية وكيف تصطدم كل عام بهذه المشكلة الأزلية.
** يستحيل وجود حجز إلى المشاعر المقدسة.. يستحيل أن تجد مقعداً إلى جدة أو المدينة المنورة..
** يستحيل وجود مقعد إلى أبها أو الدمام.. يستحيل وجود مقعد إلى الباحة كل شيء (فل).
** قد يكون هناك زيادة في الطلب وعجز في المقاعد.. وقد يكون هناك تراجع في عدد الطائرات.
** إلى سنوات قريبة.. كان يقال أو يُنشر.. أن عدد طائرات الخطوط السعودية يجاوز الـ(150) طائرة.. هكذا يُخيل إلي.. واليوم.. يبدو أنها دون المائة طائرة.. ومعنى هذا تراجع إمكانات وقدرات وكفاءة خطوطنا.. ومعنى ذلك غياب مقاعد تخدمنا..
** الكثير ممن كان يهم بالسياحة الداخلية ألغى مخططه وبحث عن بدائل أخرى.. وهي بالطبع. إما الإلغاء نهائياً أو السفر للخارج.
** وفوق غياب أو تعذر وجود مقاعد.. هناك نقاط أخرى تتعلق بتدني مستوى خدمات الخطوط السعودية.. مثل التأخر في بعض الرحلات تأخيراً يفسد مشروعات أو خطط المسافرين، إذ المعروف أن أغلب المسافرين يهدفون لحضور اجتماعات أو مؤتمرات أو المشاركة في مناشط ثقافية أو علمية من خلال محاضرين أو ما شابه ذلك، ولكن تأخر الرحلة عدة ساعات يُلغي هذا المشروع تماماً.
** يسافر الراكب من أجل هذه المهمة ثم يعود أدراجه دون أن يستطيع بلوغ ما أراد؛ بسبب تأخر الرحلة ساعات حتى فات الموعد.
** اليوم.. هناك تذمر شبه (عام).. الكل يتحدث عن تدني مستوى خدمات الخطوط السعودية فلا يكاد يمر ذكر للسفر أو الإجازة أو الرحلات إلا ويمر ذكر الخطوط السعودية، ويكون تناولاً سلبياً ولوماً للخطوط على تدني مستوى خدماتها وتراجع حضورها واهتزاز صورتها.
** هناك من له رأي آخر يقول: بل إن الخطوط السعودية وإن فشلت أو تراجعت في بعض الأمور.. لكنها سجلت حضوراً ونجاحاً وإنجازاً في مجالات أخرى.. ويرى أن الخطوط السعودية تتطور وتسجل نجاحات متلاحقة.. وأن ما حصل من بعض التراجعات إنما هو حاصل لأسباب خارجة عن قدرات وإمكانات وإرادة الخطوط السعودية.. ويؤكد أن الخطوط السعودية ما زالت في مستوى عافيتها ومنافستها وحضورها.. كما يرى أن من أسباب تعذر وجود مقاعد على الرحلات الداخلية أو الخارجية إنما هو ناجم عن تضاعف الطلب على الخطوط السعودية، ويستشهد أيضاً بأدلة وشواهد من هذه النجاحات ويذكر أمثلة لها وهي حقائق كما يقول.
** القضية تستحق المناقشة وتستحق الطرح والمراجعة .. كما أننا.. ما زلنا في أمس الحاجة إلى شركات أخرى منافسة تسند الاحتياج الداخلي بالذات.
** كما أن خطوطنا السعودية تحتاج إلى تحديث أسطولها بطائرات جديدة كبيرة.. خصوصاً أن (القطار السريع) الذي يربط مناطق المملكة يحتاج إلى سنوات.. بينما التنقل بين مدن ومناطق المملكة يتضاعف عدة مرات.. فيما تشهد المملكة حركة اقتصادية ونشاطاً سياحياً كبيراً.. دون أن يكون هناك وسائل مواصلات حديثة تتولى نقل الركاب من هذه المناطق المترامية الأطراف..
** اليوم.. هناك معاناة كبيرة بالفعل للتنقل بين مناطق المملكة.. تسأل عن حجز لجدة أو المدينة المنورة أو الدمام أو أبها أو مدن الشمال أو الجنوب فتجد كل شيء (فل) والحجز مستحيل والانتظار مثله.. وهذا الغياب في وسائل النقل الحديثة.. يلحق ضرراً واضحاً بالتنمية.. بل ربما أصابها بالشلل.
** مطلوب التفاتة للخطوط السعودية.. والمطلوب أيضاً تشجيع رجال الأعمال على الاستثمار في خطوط الطيران المحلية.. ووضع حوافز لهم لحل هذه الإشكالية الكبيرة.