قبل سنوات جاء أحد جيراننا إلى منزله من زيارة عائلية هو وأسرته فوجد منزله قاعاً صفصفاً، كل شيء تم تحميله على سيارة نصف نقل، صندوق حديدي يضم الذهب والمجوهرات وأوراق هامة وأجهزة تليفزيون وغسالات وثلاجات، أشياء ضخمة خرجت من وسط الجيران، وكلهم ولا بد قرَّ في أذهانهم أن الجار فتح الله عليه فانتقل لمنزل أوسع وأحدث، من ذلك اليوم ركب الجار لمبة كاشفة مثل تلك التي تصب على ملعب أستاد الملك فهد مع كاميرا تلقط الداخل والخارج وأصبح يصف سيارته أمام الباب بعد أن كان يضغط على الزر من بعيد ليدخل إلى الجراش فوراً مع عدم الحرص على إضاءة الأنوار بل إننا لم نر طلعة الجار البهية بسبب هذه التكنولوجيا الغامضة، حتى اقتحم أحد اللصوص منزله فأصبحنا نراه داخلاً أو خارجاً أو هو صار يحرص على ذلك ليوحي للصوص أنه موجود، ولهم بالمرصاد!
هذه الحادثة تكررت في بيت مجاور بعد ذلك، حيث دخل اللصوص كما هي العادة، فأخذوا كل شيء، حتى الملابس المعلقة أخذوها بما فيها من بياجر (لم يكن الجوال قد هل علينا!) حدث ذلك والمنزل يطل على ثلاثة شوارع، نعم ثلاثة وليس مثل بيت المذكور أعلاه على شارع واحد وحتى الآن لم أدر هل تم العثور على اللصوص أم لا! لكنني أدري أن جاراً (كانت حارتنا مستهدفة!) طرق عليه الباب، وكانت سيارة نصف نقل تقف أمام الباب يقودها شرطي ومعهم اللص، فسألوا صاحب المنزل عن جهاز تلفزيون هل يخصه أم لا، عندما عاينه وجده يخصه، وكان يعتقد أن أحد أبنائه أخذه لمنزله، حرامي نزيه وحقاني لم يسرق إلا ما كان في حاجة له، جهاز تلفزيون ملون، كانت الأسرة تتسلى عليه في الحوش، قفز على السور، أخذه، وضعه في سيارته وهرب وعندما انتهى منه عرضه في حراج ابن قاسم حيث ألقي القبض عليه هناك!
نسيت هذه السطوات المنزلية حتى سمعت عن سرقة منزل أحد الأصدقاء، أخذ اللصوص كل شيء الذهب وأجهزة التلفزيون والكمبيوتر والألعاب، لم يتركوا شيئاً، والفجوة بين دخول اللصوص وخروجهم بضع ساعات كان صاحبنا مع أسرته في زيارة عائلية، المفاجأة أن الصديق وجد في غرفة النوم بلطة أو ساطوراً نسيه اللصوص، والحمد لله لم يستخدم ضد أحد أفراد الأسرة، هذا الصديق مثل جيراننا السابقين يعاني الآن هو وأسرته أرقاً يومياً، حتى إقفال الأبواب لم يكف لبث الاطمئنان من أصحاب السواطير! نعرف جهود رجال الشرطة ونثمنها ونعرف أن الشق اتسع، لكن مع تنامي مثل هذه الحوادث يطرح السؤال: ما هو الحل لينام الطفل مطمئناً في سريره، ولتتحرك الزوجة مطمئنة في منزلها، هناك أسباب أدت إلى هذه الظاهرة، وهي مثل ظاهرة الرشوة والمخدرات والنصب وسرقة المتعاملين مع مكائن الصرف الآلي من كبار السن، والمؤسف أن الكثير من المتورطين في هكذا حوادث من أبنائنا.. المؤشر خطير ومؤلم والتفاعل معه يبدو محدوداً أو هكذا نرى ونظن!