Al Jazirah NewsPaper Tuesday  21/07/2009 G Issue 13445
الثلاثاء 28 رجب 1430   العدد  13445
والد الفتاة يحمِّل الأمانة.. وحرس الحدود ينتقد الصرف الصحي.. والأمانة تلوم المياه
العثور على جثة فاطمة.. والجميع تنصل من المسؤولية!!

 

جدة - عبدالله الدماس - فهد المشهوري:

عثر غواصو حرس الحدود بمنطقة مكة المكرمة صباح أمس على الغريقة فاطمة الصعب (17 عاماً) وذلك في موقع يبعد حوالي 1000 متر عن موقع الحادث الذي سقطت فيه الفتاة بالقرب من ميدان النورس.

ووجدت جثة الفتاة مطمورة بالتراب وعالقة في إحدى الصخور القريبة من أحد الشاليهات القريبة من موقع الحدث.

وأوضح الناطق الرسمي بحرس الحدود بمنطقة مكة المكرمة المقدم صالح الشهري أن فرق البحث والانقاد وأثناء مواصلة بحثها وتمشيطها جميع المواقع المحيطة بموقع الحادث اشتبه أحد الغواصين في جسم غريب يبدو جزء منه ظاهرا، وبعد القرب منه وفحصه تبين أنه جثة الفتاة الغريقة، ليتم بعد ذلك محاولة اخراجها من تحت التراب.

وقال المقدم الشهري: ونظراً لكونها تحت كمية كبيرة من التراب قمنا بالحفر تحت الصخور باستخدام أدوات الحفر التقليدية لاخراج الجثة نظراً لوجود صخور كبيرة في الموقع بعد أن حاولنا جلب (كرين) لتحريك الصخور ولكن نظراً لضيق الموقع بدأنا بالحفر التقليدي.

وبين الناطق الإعلامي بحرس الحدود أن الجثة بدأت متحللة الأطراف وذلك بسبب وجودها طيلة الأسبوعين الماضيين في البحر، وتم اخراجها ونقلها عن طريق إسعاف حرس الحدود إلى مستشفى الملك فهد لمعاينة الطبيب الشرعي واكمال التحقيقات من قبل حرس الحدود وتسليم الملف إلى الجهات المختصة.

وأشرف اللواء بحري ركن عبدالحميد بن حمدان المورعي على عمليات الانقاذ وتأكد من انها الفتاة التي تم الابلاغ عنها وتحمل نفس الملابس التي ذكرت في محضر التحقيقات الأولية.

وبين المقدم الشهري أن عملية انتشال جثة الفتاة استغرقت ما يقارب الساعة ونصف الساعة، مشيراً إلى احتمال أن تكون التيارات البحرية جرفت جثة الفتاة إلى عمق البحر ومن ثم أرجعتها إلى الشاطئ.

وقد شارك في عمليات البحث والانقاذ طيلة الفترة الماضية ما يزيد على 60 غواصاً، حيث كانت عمليات البحث والغوص تتم يومياً من الصباح الباكر إلى المغرب، بمشاركة طيران القوات البحرية والزوارق المطاطية إضافة إلى استخدام (السونار) في الكشف والبحث تحت الماء.

الصرف الصحي أعاق البحث

وانتقد المقدم صالح الشهري ضخ الصرف الصحي طيلة الفترة الماضية وأفاد أن ذلك أعاق الغواصين في عمليات البحث خلال الفترة الماضية وذلك نظراً لانعدام الرؤية تحت الماء مما جعل الغواصون يستخدمون مصابيح إنارة تحت الماء في وضح النهار، موضحاً أن حرس الحدود طالب عدة مرات إغلاق مياه الصرف بشكل مؤقت بخاصة خلال فترة البحث حتى نستطيع أن نقوم بأعمالنا على أكمل وجه.

«الجزيرة» أول من ب

لغ والد الغريقة

وكانت «الجزيرة» أول من أبلغ والد الغريقة علي الصعب بنبأ العثور على جثة ابنته فاطمة فاختلطت مشاعره وانهمر في البكاء حرقة على ابنته التي غرقت في البحر قبل حوالي 12 يوماً وقال إنني مؤمن بقضاء الله وقدره ولكن الآن ارتحت قليلاً عندما شاهدت ابنتي وتأكدت منها.

وحمل والد الغريقة أمانة جدة المسؤولية عن غرق ابنته في البحر والتسبب في تأخير العثور على جثتها من قبل الغواصين ورجال الانقاذ خلال الفترة الماضية وذلك بسبب ضخ مياه الصرف الصحي بشكل يومي دون التزام أو مراعاة لعمليات البحث.

وقال: إن قوة دفع مياه الصرف أثناء وجود ابنته في أطراف البحر هو السبب الرئيسي في غرقها حيث دفعتها مياه الصرف إلى داخل البحر في الوقت الذي لم يكن أحد يستطيع إنقاذها.

أمانة جدة: مياه الصرف جوفية

من جانبه أوضح مساعد وكيل أمين جدة للخدمات للإصحاح البيئي الدكتور محمد بن إسماعيل عبد السلام ان ما يتم تصريفه من خلال مصبات الصرف الصحي في البحر يعود لشركة المياه الوطنية والتي تقوم بصب المياه الجوفية الناتجة عن مشاريعها في مدينة جدة خلال هذه الايام، وقال ان محطة الرفع تابعة لأمانة جدة فيما يتم استخدامها من قبل شركة المياه الوطنية والتي طالبنا في كثير من الاجتماعات بتركيب فلاتر للحد من تسرب شوائب الصرف إلى البحر.

الشرطة تنفي تسلم ملف الغريقة

على صعيد متصل نفت شرطة جدة أن يكون ملف الغريقة فاطمة الصعب قد أحيل للجهات الأمنية، وأكد العميد مسفر الجعيد المتحدث الإعلامي لشرطة جدة في اتصال مع «الجزيرة» عدم وجود شبهة جنائية، مشيرا إلى أن الملف يقتصر على الدفاع المدني وحرس الحدود.

فيما ذكر العميد محمد الغامدي مدير الدفاع المدني بمحافظة جدة أن دور الدفاع المدني اقتصر على الدعم اللوجستي حيث وفر الدفاع المدني خلال أيام البحث أكثر من 10 غواصين بالإضافة إلى معدات متطورة تعمل تحت الماء، مؤكدا أن ملف القضية لا يزال عند حرس الحدود كونها الجهة الوحيدة المسؤولة عن متابعة الحادث.

** فاطمة في سطور

فاطمة الصعب فتاة لم تتجاوز عقدها الثاني وبتحديد 17 عام خرجت إلى البحر في نزهة كانت عبارة عن مكافأة لها لنجاحها من الصف الأول ثانوي إلى الصف الثاني ثانوي.

فاطمة التي كانت تسأل عن نسبتها هل تؤهلها لدخول القسم العلمي لم تعلم أن القدر يخبئ لها مثل هذا المصير المؤلم الذي انتهت إليه حيث لم تعلم أن الجزء المكشوف من البحر والمتاح للجمهور هو منطقة مخصصة لمصبات الصرف الصحي ومنطقة خطر لا يسمح بالسباحة فيها.

فاطمة والتي تنتمي إلى عائلة تتكون من عشرة أشخاص وجميعهم يسكنون في غرفة واحدة، هي الغرفة التي تمنح لحراس المدارس الحكومية، كانت تطمح أن تصبح معلمة، لتساعد والدها من خلالها وتساعد إخوتها، لكن القدر كان أسرع.

ويقول عنها والدها علي الصعب إن (فاطمة) أنقذت قبل غرقها بيومين أسرتها من أزمة مالية حيث قامت بتقديم مصوغات ذهبية كانت بحوزتها ليتم بيعها بمبلغ 2500 ريال، مضيفا أنها كانت نِعْمَ الابنة البارة بوالديها وأشقائها، وكانت تتعامل مع إخوتها وأشقائها الصغار كأم ثانية لهم، وكانت تفضل دائما ذهاب العائلة إلى مكة المكرمة لأداء العمرة من حين لآخر.

وعرفت فاطمة في مدرستها الثانوية السابعة والأربعين بجدة، بالبنت الخجولة المسالمة، المتفوقة كما كانت طيبة جداً، وهادئة، وصاحبة ابتسامة تحمل في طياتها الكثير من الأدب.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد