Al Jazirah NewsPaper Sunday  12/07/2009 G Issue 13436
الأحد 19 رجب 1430   العدد  13436

يا غار وين الجماعة يا بري حالي بالعون هم دبروا والنار مطفيه

 

منذ أكثر من أربعين عاماً قيل هذا البيت وظل محفوراً في الذاكرة ومرتبطاً بقائله يردد حينما ترى الآثار ويغيّب الموت أصحابها، وهذه سنّة الحياة، وفي يوم الأربعاء الرابع من جمادى الأولى لعام 1430هـ توفي قائل هذا البيت فكأنّ لسان كل معزى يردد ما قاله عن المودعين، وإنه لمن الوفاء أن أكتب عن الشاعر الكبير سعد بن عبد الله بن تويم قائل هذا البيت هذه الأسطر، لكونه أحد شعراء مدينة الحريق المشهورين الذين استفدت من شعرهم، وحكمتهم وتوجيههم لي.

* هو الشاعر سعد بن عبد الله بن تويم آل تويم من مواليد بلد الحريق عام 1430هـ من أسرة تميزت بالشعر الجزل، فوالده عبد الله، وأعمامه مسعود وتويم وأخوه محمد، جميعهم شعراء.

* نشأ نشأة حسنة، وكان ممن يرى الهلال في مدينة الحريق، قال الشعر الحسن ولم يجرح أحداً، وفي شعره وعظ وتذكير للسامعين، ومن ذلك قوله:

فكرت في الدنيا ولي منزل ممر

تشبه طروش راحوا عقب مقيالي

سلط على الدنيا ومن حطها ذخر

وسلط على البخلان كنازة المال

* وأذن بمسجد الحزم بمدينة الحريق أكثر من عشر سنوات، وفي مدينة الرياض من عام 1409هـ حتى 1430هـ ظل مؤذناً في مسجد النميرات بحي الشفا.

* في عام 1376هـ توفيت زوجته وأبناؤه وقال فيها رثائية حزينة حفظتها منه مباشرة عام 1408هـ ومنها:

قال التويمي في زمان الرجع ون

ونة مريضٍ طال سقمه عطيبي

ثنتين قسمي مالمصيبات بيجن

موت العيال وعين ردي النصيبي

وكثيراً ما تطلب مني هذه القصيدة في الاجتماعات الشعرية والأمسيات، وقد ألقيتها بصوتي في شريط مرثيات بتقديم الأستاذ محمد الفريح عام 1424هـ .. كما ألقيتها مع مجموعة قصائد لآل تويم في المركز المسائي في مدينة نعام عام 1426هـ، وكذلك ألقيت قصائد له في نادي الأنوار مشاركة مع مجموعة شعراء عام 1427هـ، وهذه الأسرة تربطني بها صداقات قديمة أيام دراستي الابتدائية مع أبناء الشاعر: عبد الله ومحمد منذ عام 1398هـ، وكان للشاعر - رحمه الله - أثر في نفسي يشجعني على حفظ الشعر ويزوّدني بالجديد من قصائد، ومن ذلك:

النوم جاني تكفى بالشويعير

قام يتغتل ويدبي في العظامي

مرن مع السبل أسير مرن اعير

ومرن أغني وانا اضبط كلامي

وقد نشرها الأستاذ ابراهيم بن عبد الله اليوسف من رواية الشاعر والراوي راشد بن كليب في كتابه قصة وأبيات ص 46.

* وأتذكر أنّ الشاعر حينما أتردد عليه يزوّدني بأخبار والده الشاعر الكبير عبد الله بن تويم، وقال مرة أجدادك المخاليل هم من غرس الطالعة قديماً، وأورد قصيدة غرس المخاليل المشهورة في ملك المبيريد غربي الطالعة، ومنها:

أشوف حيله على غرس المخاليل

من الطالعة إلى القليب فاضيها

وبعض قصائد هذا الشاعر طبعت في كتاب شعراء من مدينة الحريق للأستاذ عبد العزيز زيد الشنار، وكذلك في منتديات الحريق وموقع نعام وكتاب اليوسف السابق، وسأذكر من قصائده ما لم ينشر مما حفظته عنه - رحمه الله -:

القصيدة الأولى:

التويمي في حجا المرقاب غنى

يبدع الأمثال في روس الطوايل

يالله اني طالبك مزن تبنى

يمرغ الضلعان ويعم المسايل

القصيدة الثانية: مراد بينه وبين الشاعر حمد بن ناصر الكثيري عندما انتقل الشاعر سعد بن تويم عام 1409هـ للرياض قال الكثيري:

يابن تويم كيف تسلى عن الدار

دار المجامع والمياه العذيبه

قال ابن تويم:

خط لفاني واودع القلب شتان

ذكرني الماضي وكدر منامي

حمد الكثيري يبدع القاف ولهان

يذكر محد الصيد وقت المظامي

يوم الوعل والشاه رتع بريضان

وصوت أم سالم بين ورق الحمام

القصيدة الثالثة:

التويمي في محله هل موقه

ودمع عينه فوق خده بدادي

يفر قلبه مثل من تقضب سبوقه

لي شاف الصيد في وقت الهدادي

وسوف أنشر جميع قصائد آل تويم في كتاب سيصدر قريباً أعد له منذ عشرة أعوام يسرّه الله .. رحم الله الشاعر سعد وأسكنه فسيح جناته، وغفر لنا وله آمين يا رب العالمين.

حسن بن سالم بن حسن المخيليل

مكتب التربية والتعليم للبنات بمحافظة الحريق


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد