لا شك إن الدولة السعودية كان على رأس اهتماماتها السعي لتوحيد شمل شبه جزيرة العرب تحت راية التوحيد وكما يعلم الجميع بأنه كانت تحكمها العصبية القبلية وقد عمّت فيها الفوضى وانتشار البدع والخرافات والبعد عن الدين مما استوجب من عبقري فذ وناصر للدين وهو الإمام وصقر الجزيرة الملك عبد العزيز طيّب الله ثراه أن يرسل رسائل إلى شيوخ القبائل عبر كل مكان بدعوتهم إلى التعلم والتدارس في كتاب الله قد أرسل إلى مشايخ القبائل خطابات متعددة لتعليمهم الدين كما أنه سعى إلى توطين البادية لكي يتسنى لهم الاستقرار والعيش الرغيد ومن هذه القبائل قبيلة المنابهة من عنزة الوائلية ممثلة بشيخها بتلك الحقبة وهو الشيخ سلطان بن صالح بن مطلق الفقير الذي شارك تحت لواء المؤسس بمعركة الساحل الغربي وكان قائد تلك المعركة آنذاك عبد الله بن عقيل في سنة 1346هـ وكما شارك ابنه الشيخ دبشي رحمهم الله بمعركة الشمال، وليس مستغرب على هذه القبيلة وسائر القبائل والأسر في هذا الوطن التي تتصف بالوفاء والشيم الأصيلة.
وحقيقة الحديث يطول هنا مع الدولة السعودية، فالعلاقة بين أبناء الوطن لم تكن وليدة لحظة ولكنه عمق تاريخي وترابط له جذور ممتدة عبر التاريخ لوضوح وشفافية المؤسس طيب الله ثراه وصدق نيته وهذه بعض الوثائق التي تدل على حرص المؤسس وامتثال أبناء البادية لوقوف بجانبه بعد أن علموا بأنه يريد توحيد الشمل وإعلاء راية التوحيد وهذا الوثيقة المتمثلة بخطاب الملك عبد العزيز طيّب الله ثراه الموجه إلى الشيخ سلطان الفقير وإلى الشيخ متعب بن صالح الفقير الملقب بالخطيب الذي حفظ القرآن الكريم وقد اهتمت الدولة السعودية فيه وبأبنائه، حيث قامت الدولة بتعليمهم رحمهم الله جميعاً.
ويدل هذا الخطاب دلالة واضحة على اهتمام الملك عبد العزيز طيّب الله ثراه بعد تأسيس دولته الفتية بزرع الحب والثقة والدين بين القائد وشعبه والتي تدل على حنكته واتساع الأفق وهناك مراسلات عديدة فيما بين الملك عبد العزيز انتهت بهذه البرقية وفحواها تعزية من الملك عبد العزيز طيّب الله ثراه إلى الشيخ دبشي بن سلطان بوفاة والده الشيخ سلطان الفقير رحمهم جميعاً.
طلال بن محمد الفقير