كما تلاحظون جميع مواد الوراق هذا اليوم في الحديث عن شخصيات عامة خدمة دينها ووطنها وولي أمرها فكانت الكتابة عنها جزءاً من رد الجميل للسلف يقوم به الخلف، فالحديث عن الشخصيات العامة صاحبة النفع العام ليس من باب المجاملة أو الاكتساب أو الشهرة أو مدح الجد أو العاطفة، وإن كانت بعض الكتابات لا تخلو من ذلك وحتى لو كانت الكتابات عن الأشخاص طالها بعض الأهداف الشخصية المعتاد عليها إلا أنه يجب أن لا نأخذ منها موقفاً متشدداً لأن النوايا تذهب وتبقى الكتابات التي تخدم الباحثين وتوثّق تاريخ الوطن.
بدون شك أنا لا أدعو للسكوت عن التجاوزات في كتابة التراجم للشخصيات العامة لكني أقول لو كتب أحدهم عن جده أو قريبه ومعلوم قطعاً أن العاطفة هي الدافع له لهذه الكتابة وجده أو والده لا يستحق تلك الكتابة أو أن الكاتب كتب عن شخصية معينة لأهداف مادية فإني لا أدعو للتشدد تجاهه، بل لو تغاضيت عن ذلك مقابل أن يكون العمل متقناً يخدم المشهد الوطني فلا بأس لأن النوايا المؤقتة تزول ويبقى الكتاب الذي يخدم الباحث، وبحسب العالم الشهير ابن الجوزي المتوفى في آخر القرن السادس الذي يقول (لا يخلو كتاب من فائدة) فهذه الكتب التي قد تأخذ منحى عاطفياً أو شخصياً لن تخلو من فائدة أو معلومة هنا أو هناك تخدم باحثاً في الأسر أو المدن.
الشاهد في كلامي هنا أن الحديث عن الشخصيات العامة هو باب مهم من أبواب التأليف ويؤدي دوراً مهماً لا يُستهان به في توثيق التاريخ المحلي لأي بلد.
فمن المهم أن ندعم هذه النوع من الكتابات لأنها مسار مهم في مسارات توثيق تاريخ هذا الوطن المعطاء للتواصل.
Tyty88@gawab. com