قد تكون شهادتي في جريدة (الجزيرة) مجروحة في نظر بعضهم بحكم أنني من أهل الدار.
** ولكن لأن الحق أحق أن يتبع، ولأن الأعمال التي تنفع الناس أولى وأحق بالثناء بصرف النظر عن تأويلات الفضوليين.
** لهذا سأتجاهل هذا الباب الضيق وأتجه إلى ما هو أرحب للتعبير عما أعتقده.. ألا وهو باب (.. وأما بنعمة ربك فحدث).
** ذلك أن اكتساب رضا وثقة الناس.. هي من الأمور الأساسية والمهمة جداً التي تقوم عليها الصروح الإعلامية العملاقة في أداء رسالتها بأكبر قدر من الكمال والأمانة والتجرد - والكمال لله وحده - وهذه نعمة كبيرة تُحسد عليها.
** وجريدة الجزيرة وهي تمضي قدماً في تجسيد معنى وروح هذا النوع من الإعلام.. وتتمسك بمبادئها الريادية إلى أن أضحت أكاديمية إعلامية أشهر من نار على علم.. لهو مفخرة تُضرب لها أكباد الإبل.
** وبحكم الاختصاص.. سأختصر تناولي على التقرير الاحصائي السنوي الدقيق الذي دأبت هذه الجريدة منذ عدة سنوات على إعداده، ومن ثم وضعه بين يدي القارئ الكريم مع نهاية كل موسم رياضي.. مشتملاً على كافة المنجزات الموسمية لكل نادٍ من أنديتنا الـ(153) صغيرها وكبيرها وبالأرقام.. وبجهد جبار ومضت من لدن زميلنا البارع (عبدالله المالكي).
** هذا التقرير الذي أضحى يمثل كشف الحساب الموسمي الذي ينتظره القارئ الرياضي المتلهف لمعرفة منجزات الأندية والوقوف عليها دون زيف أو تضليل.
** خصوصاً في ظل بروز بعض الأندية المتعارف على وصفها بالصغيرة، وتقدمها في الترتيب المنجزاتي العام.
** والتي لم تكن معلومة لدى الجماهير قبل ان تضطلع الجزيرة بمهمة إظهارها وإبرازها من خلال هذا التقرير ليكون بمثابة شهادة إنصاف لتلك الأندية (المظلومة) التي لا تجد ما تستحقه من الإشادات والأضواء التي تذهب لحساب أندية لا تحقق سوى الضجيج والبهرجة الفارغة (؟!!).
** شكراً للجزيرة.. وشكراً للرائع عبدالله المالكي.
** والشكر، كل الشكر لأبي بشار على تثمينه لجهد هذا الزميل.
على من يضحك هؤلاء؟!
** من النادر جداً أن يأتي إلى الملاعب السعودية أي مدرب جديد دون أن يبادر بالقول: أنا كانت لديّ العديد من العروض لتدريب منتخبات وأندية كبيرة في أكثر من جهة من العالم.. ولكنني فضلت ناديكم على تلك الأندية والمنتخبات، وعادة ما يزيد بالقول: أنا أتيت لتحقيق الألقاب والبطولات (؟!).
** النغمة ذاتها نسمعها من أي لاعب يتم التعاقد معه من خارج الحدود عند أول حديث إعلامي له.. من أنه كان مطلوبا في أكثر من ناد داخلياً وخارجياً، وأنه رفضها جميعها من أجل سواد عيون ناديه السعودي الجديد (!!).
** حتى الزملاء من مذيعين ومراسلين.. يبدو ان المسألة استهوتهم، وبدؤوا يركبون الموجة.. إذ لم أقرأ أي لقاء صحفي مع أي منهم دون أن يحرص على أن يوجه له السؤال (المحبوك) الذي يقول: هل تلقيت عروضا من قنوات أخرى.. فيجيب بكل انشكاحية: نعم تلقيت الكثير من العروض ولكني لا أفكر في المادة، لذلك أفضّل البقاء في الجهة التي أعمل بها (؟!!).
** والحقيقة انه لو أُجبر على الافصاح عن القنوات التي يدّعي تهافتها على استقطابه لأسقط في يده، ولطالب بإلغاء السؤال من الأساس، ومثله كان سيفعل المدرب واللاعب.
** بالمناسبة: أكبرت في مدرب الهلال الجديد (جيريتس) موضوعيته عندما قال: المهمة صعبة، ولا أعد الجماهير بالبطولات.. وهذا مؤشر قوي على بُعد نظره وعلى واقعيته واحترامه للمتلقي.. رغم ثقته بأنه جاء لتدريب زعيم آسيا وسيدها الكروي.
** بعكس أقرانه الذين ما إن يحط الواحد منهم رحاله حتى يبدأ بدلق الوعود بالتهام الأخضر واليابس.. ثم ما يلبث ان يغادر البلاد في منتصف الموسم إن لم يكن قبل ذلك غير مأسوف عليه (؟!).
حكمة مجربة
* أقصر الطرق لاكتساب ثقة الناس هي: احترام عقولهم.