نبحت كلبتنا (حذره) في أعلى الوادي، كان القمر مطلاً بشكل بهيّ، كان (جبران) يحدو عبر الرياح الشمالية بصوته الشجي، ركضنا نحن الأطفال لديه لأن جبران بالنسبة لنا نحن أطفال البادية هو بمثابة (بابا نويل) لأنه يحتفظ لنا بالحلوى حينما يمر أية مدينة على كتف الصحراء.
|
زغردت (طيبوبه) العبدة لأن إبل جبران سمينات بشكل واضح.
|
|
لست أدري كيف جاء سريسح الأعرج الذي يضع القهوة بطريقة خاصة والشاي أيضاً ولكن بطريقة مزعجة وكان (يلغز) علينا لغزه الدائم الأزلي:
|
(ليه عشيره ملاّ عشيره |
عشيرتي بالزعل ما لها أمثال |
عشيرتي يالناس ما هي صبير. |
ولا ضايقوها تسكب الدمع همال). |
|
كانت تجيبه من خلف القاطع الثقيل (عدلة) التي كانت زوجة لجدي في ماضي الأيام وطلقها ولم تزل تعيش في رحاب بيتنا الكبير.
|
|
في تلك الليلة بالذات هبط ضيفاً علينا (ابن هرمه).
|
وهو يحمل (راده) الضخم فوق حماره الأبيض الفظيح، آنذاك سألته من أين جئت يا ابن هرمه؟
|
- قال لي من فجوج البراري، فأنا رحاّلة كل همي التنقل والارتحال.
|
|
في تلك الليلة هبّ العجاج، وهجم على البيت (جمل الرحل) - عليان عبد - كان أُكله ومتوحشاً أكثر مما يجب ف صمده خالي ورغى.
|
|