هل تصدق عزيزي القارئ أن معلوماتك الشخصية أصبحت لا تحمل أي خصوصية؟ وهل تصدق كذلك أنها أصبحت سلعة تباع وتشترى؟ فأرقام الهواتف والأسماء وأماكن العمل أصبحت ميسرة وسهلة الحصول عليها من قبل شركات وأفراد. ولتأكيد ذلك فحالياً توجد بعض الجهات والأفراد الذين يمتهنون بيع قوائم للأسماء بمبالغ معقولة جداً؛ فقد وصلت القائمة التي تحوى على 20-25 اسماً إلى سعر 100-150 ريال. ومَن يشتري هذه القوائم هم في الغالب المسوقون العاملون في بعض الشركات التي تقوم بتسويق وبيع منتجاتها وخدماتها عبر الهاتف، سواء كانت عقارية أو فندقية، وحتى في قطاع البنوك والتأمين.

السؤال الذي يتبادر إلى ذهن كل شخص، كيف ومن أين يحصلون على معلوماتي الخاصة؟ وهذه بكل بساطة سهلة جداً؛ فبعضها يتم تسريبه من قبل بعض العاملين في بعض الجهات الذين لهم اطلاع على المعلومات، وبعضها يكون من خلال معارف وأصدقاء، وبعضها نكون نحن السبب من حيث إننا - بسهولة تامة - نعطي أرقام الاتصال الخاصة عند طلبها من أصحاب المحلات والفنادق.

طبعاً هناك أساليب متنوعة يمارسها المتصلون بأصحاب الأرقام، وفي غالبها لا تكون صحيحة؛ فهمهم الأساس هو إنجاح عمليتهم التسويقية بأي شكل، وحتى لو كان أسلوب الكذب هو الأساس؛ فالنصيحة أن يكون كل منا حذراً من الاتصالات التي ترد إليه من جهات تسوق لخدمات ومعلومات طابعها الأكبر هو الاحتيال والنصب، وأفضل طريقة للتعامل معهم هي الاعتذار وعدم الاستجابة لمطالبهم، ويجب عدم إعطائهم رقم صديق أو زميل عند طلبهم ذلك. وهذا النوع من التسويق بعيد كل البعد عن بدهيات وأبجديات علم التسويق الشريف.